آخر الأخبار
الرئيسية » الزراعة و البيئة » مزارعو الزيتون بحماة يعانون من ارتفاع تكاليف الزراعة ..وهذا ما يفعله الأهالي للتحايل على الغلاء والإنتاج القليل…؟!

مزارعو الزيتون بحماة يعانون من ارتفاع تكاليف الزراعة ..وهذا ما يفعله الأهالي للتحايل على الغلاء والإنتاج القليل…؟!

رغم كميات الزيتون القليلة المنتجة، يجهد الأهالي في ريف حماة في نقلها إلى المعاصر بغية تحصيل ولو كميات قليلة من زيته، وخاصة أنهم لا يقدرون على شرائه في أسعاره المرتفعة، التي تجاوزت المليون ليرة للبيدون الواحد، نتيجة قلة العرض، حيث لم تشهد مدينة حماة مثل هذا الموسم القليل، جراء التغير المناخي، حيث تساقط زهر الزيتون نتيجة الرياح وما عقبها من جفاف ضرب أغلب المحاصيل وخاصة في ظل نقص المياه التي تعاني منه أرياف المدينة تحديداً.
“الحرية” رصدت حركة توافد الفلاحين لعصر موسمهم القليل من الزيتون، في معاصر في منطقة مصياف، حيث لحظ توافد عدد قليل من الأهالي مع انخفاض الكميات عن الموسم السابق إلى أكثر من النصف، لكن حسب قولهم يبقى ذلك أفضل من عدم توافر أي كمية، وخاصة أن سعر بيدون زيت الزيتون في ارتفاع، ليوازي راتب شهر كامل إذا كان في البيت موظفون، حيث يمكن اللجوء إلى خلط هذه الكميات القليلة بزيت نباتي على نحو يضمن عدم حاجتهم إلى الشراء بهذه الأسعار الغالية، وهو ما تؤكده السيدة الستينية مفيدة الصبح من قرية الحيلونة بريف مصياف، حيث أكدت أن إنتاج كرمها قليل جداً مقارنة مع العام الفائت، بسبب الجفاف وقلة الأمطار، لكنها رغم ذلك فضلت القدوم إلى المعصرة وتحمل أجور النقل على أمل أن تحصل على كميات من الزيت يكفيها لمونة الشتاء، فهي لا تملك القدرة على الشراء من الأسواق بأسعار الزيت المرتفعة.

دعم الفلاح

الأمر ذاته يؤكده الفلاح علي حسن من قرية دير ماما، الذي بيّن تراجع زراعة الزيتون في قريته الزراعية أساساً بسبب الصعوبات التي يواجهها الفلاح وارتفاع تكاليف الإنتاج، فلا شك أن انخفاض الهطل المطري والجفاف كان لهما أثر كبير في انخفاض انتاج الزيتون في حماة وعموم سوريا، لكن أيضاً ارتفاع تكاليف الزراعة من المبيدات والحراثة وغيرها تسبب في عزوف الفلاحين عن الاهتمام بأراضيهم، ما أثر على مردودية أشجار الزيتون، مشيراً إلى أن الأرض كلما أعطيتها تعطي أكثر، والعكس صحيح، مطالباً بتقديم الدعم لفلاحيي محصول الزيتون، وخاصة أن الزيتون السوري يعد من أفضل الأنواع عالمياً، وهجر الفلاحين لأراضيهم سينعكس سلباً على الاقتصاد المحلي.
ولفت الفلاح الأحمد أن أرضه لم تشهد هذه القلة في الإنتاج منذ عقود، حيث لم يحصل ربع موسم العام الفائت، لكن أصر على عصر زيتونه بنفسه، ممنياً النفس بحصوله على كمية زيت جيدة كونه متقيداً بالشروط التي تضمن الحصول على أكبر نسبة زيت من محصوله القليل.

توعية حقلية

وقد التقت “الحرية” بصاحب إحدى المعاصر في ريف مصياف يحيى محمود، الذي ذهب إلى ما قاله الفلاحون بتأكيد أن موسم العام الفائت كان مختلفاً كلياً عن العام الحالي، الذي انخفضت فيه كميات الزيتون الموردة من الفلاحين إلى المعاصر، مع تراجع نسبة استخراج الزيت، مبيناً أن الجفاف حتماً كان له دور أكبر في تراجع إنتاج الزيتون لكن أيضاً انتشار بعض الأوبئة والأمراض تسببت في تراجع إنتاج الزيتون و”جفاف” أغصان الأشجار وموتها.
وحول الطرق المطلوبة لتحسين نسبة الزيت عند العصر، أشار صاحب المعصرة إلى ضرورة وضع حبات الزيتون في أقفاص بلاستيكية عوضاً عن الأكياس، لكن الأهم قيام الوحدات الإرشادية بصورة مستمرة بعقد الندوات والجولات الحقلية لتوعية الفلاحين بكيفية الاهتمام بأشجار الزيتون والاعتناء بها وتحسين واقع زراعة هذا المنتج الهام في مدينة حماة إجمالاً.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية
x

‎قد يُعجبك أيضاً

“اكساد” تباشر بنشر زراعة الصبار الاملس وتنشئ حقل امهات في محطة كفردان اللبنانية

    متابعة :محمد العمر   بدأت منظمة “أكساد”، بالتعاون مع وزارة الزراعة، بنشر زراعة “الصبار الأملس” في لبنان، والتي تستمر لمدة يومين، حيث قدم ...