آخر الأخبار
الرئيسية » إقتصاد و صناعة » كيف تستغل سوريا التحول المالي العالمي لنهضة اقتصادية سريعة ومستدامة؟!

كيف تستغل سوريا التحول المالي العالمي لنهضة اقتصادية سريعة ومستدامة؟!

في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها النظام المالي العالمي، يبرز الإعلان الصيني الأخير حول ربط “الرنمينبي” الرقمي (e-CNY) بشكل كامل مع دول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) وست دول في الشرق الأوسط كحدث يعيد تشكيل قواعد اللعبة الاقتصادية.
وفي هذا السياق، أكد الخبير في السياسات الاستراتيجية والاقتصادية والإدارية، الدكتور هشام خياط ، في تصريحاته لـ”الحرية”، أن هذا التطور يمثل فرصة للبنك المركزي السوري (CBS) للقفز فوق المراحل التقليدية في الاندماج العالمي، مستفيداً من الشراكة مع الصين ضمن مبادرة “الحزام والطريق”.

تحول مالي عالمي

وأشار خياط إلى أن الإعلان الصادر عن بنك الشعب الصيني في تشرين الأول 2025 يمثل نقلة نوعية في النظام المالي العالمي، حيث يربط الرنمينبي الرقمي بعشر دول في آسيان، مثل إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة، وست دول في الشرق الأوسط، بما فيها السعودية والإمارات، هذا الربط يقلل سرعة التسويات عبر الحدود إلى 7 ثوانٍ فقط، ويخفض الرسوم بنسبة 98%، كما أظهر الاختبار الأول بين هونغ كونغ وأبو ظبي.
كما أن تقنية “البلوك تشين” تضمن تتبعاً آمناً وتلقائياً لمكافحة غسيل الأموال، ما دفع 23 بنكاً مركزياً للانضمام إلى مشروع “الجسر الرقمي”، وخفض تكاليف تجار الطاقة في الشرق الأوسط بنسبة 75%.
في السياق السوري، أوضح خياط أن سوريا تتمتع بموقع استراتيجي ضمن “الحزام والطريق”، حيث بلغ حجم التجارة مع الصين 2.5 مليار دولار في 2024، مع تركيز على الصادرات مثل الفوسفات والقطن والنفط، كما أن حجم التسويات بالرنمينبي في دول آسيان تجاوز 5.8 تريليون يوان في 2024، بزيادة 120% عن 2021، وأدرجت دول مثل ماليزيا وسنغافورة الرنمينبي ضمن احتياطياتها.

فرص وتحديات

هذا الواقع يشير إلى أن سوريا ليست مضطرة لبناء نظام رقمي من الصفر، بل يمكنها الاستفادة من الشبكة الصينية التي تغطي 200 دولة، مع حجم مدفوعات عابرة للحدود بلغ 1.2 تريليون دولار، ومع ذلك تواجه تحديات داخلية مثل نقص الخبرة التقنية والبنية التحتية، بالإضافة إلى مخاطر العقوبات التي قد تؤثر على الثقة الدولية.
وأكد بنك التسويات الدولية أن الصين “تعيد تعريف قواعد اللعبة في عصر العملات الرقمية”، ما يجعل هذا التطور فرصة لسوريا لتجاوز المراحل التقليدية والاندماج مباشرة في “الطريق الحرير الرقمي”، كما فعلت دول مثل تايلاند في صفقات النفط الرقمية.

القفز فوق المراحل

وشدد خياط على ضرورة التركيز على التوجهات الاستراتيجية للبنك المركزي السوري، والتي تتضمن مبدأ “القفز فوق المراحل”، أي البدء من حيث انتهى الآخرون بدلاً من تكرار تجاربهم، وتشمل هذه التوجهات:
1. تعزيز الشراكة مع الصين كجسر للاندماج العالمي.
2. تطوير نموذج هجين للعملة الرقمية بدلاً من بناء عملة رقمية كاملة، واعتماد “ليرة رقمية هجينة” لضمان السرعة والأمان.
3. بناء السيادة المالية من خلال الاندماج في الشبكة الصينية، ما يزيد الصادرات بنسبة 30% ويجذب استثمارات صينية في إعادة الإعمار.
4. مواجهة التحديات بالشفافية والتدريب لضمان الامتثال لمعايير مكافحة غسيل الأموال.

خطوات واضحة ومحددة زمنياً

ولتحقيق هذه التوجهات، اقترح خياط خطة تنفيذية مقسمة إلى مراحل قصيرة ومتوسطة الأجل، مع مسؤوليات واضحة:
1. المرحلة الأولى (0-3 أشهر): الإعداد والشراكة، تشمل إرسال طلب انضمام رسمي إلى مشروع “mBridge” مع بنك الشعب الصيني وتشكيل فريق عمل مشترك.
2. المرحلة الثانية (3-6 أشهر): التطوير التقني الهجين، تتضمن التعاون مع شركات صينية لبناء “ليرة رقمية هجينة” وتدريب موظفي البنك المركزي.
و تعتبر هذه الخطوات بمثابة خريطة طريق لسوريا نحو تحقيق الاندماج المالي العالمي، مستفيدة من الفرص المتاحة في ظل التحولات المالية العالمية.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية
x

‎قد يُعجبك أيضاً

الغرف التجارية السورية.. أدوات عملية لتعزيز تنافسية المنتج الوطني ودخول الأسواق العالمية

مع دخول الاقتصاد السوري مرحلة جديدة من الانفتاح بعد سنوات من الركود، تبرز الغرف التجارية والصناعية كعنصر محوري في إعادة هيكلة الأداء الاقتصادي، لم تعد ...