زكية الديراني
يُقدّم مسلسل «الخروج إلى البئر» كمشروع درامي بارز لرمضان 2026، مستنداً إلى نص سامر رضوان الذي يستوحي مرحلة اعتقالات صيدنايا عام 2008 من دون تجسيدها مباشرة. يفتح العمل ملفّات الفساد والظلم والتحوّلات الاجتماعية، ضمن حبكة معقّدة تُصوَّر بين بيروت ودمشق وأربيل
قبل سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي، ثم فتح سجن صيدنايا، كتب السيناريست السوري سامر رضوان مسلسل «الخروج إلى البئر» ليحاكي فترة الاستعصاءات في السجن التي حصلت عام 2008.
سبق رضوان الزمن، وحضّر لعمل درامي اجتماعي يتناول قضايا الفساد والظلم التي تعصف بالمجتمع السوري. وبعد سقوط نظام بشار وتحرير السجناء في صيدنايا، لم يُجرِ رضوان تعديلات على المسلسل، لأنه لا يتطرّق إلى خفايا السجن، بل إلى مرحلة مستوحاة من تلك المدة ضمن خطوط اجتماعية عدة.
انطلاق التصوير وتحضير الموسم الرمضاني
في هذا السياق، سيكون متابعو الدراما مع موسم رمضاني لافت تنتجه شركة «ميتافورا» القطرية. فقد استحوذت على نص «الخروج إلى البئر» قبل أكثر من عام، وكان يُفترض أن يكون ضمن الخريطة الرمضانية للعام الماضي. لكنّه تأجّل ليكون على مائدة رمضان 2026.
هكذا، دارت كاميرا المخرج محمد لطفي معلنةً عن انطلاق تصوير «الخروج إلى البئر» في أحد أحياء الأشرفية (بيروت)، فيما يلعب بطولته النجم السوري جمال سليمان واللبنانيان كارمن لبس ويوسف حداد، ومجموعة من النجوم السوريين. وسبق لكاميرا لطفي أن تنقلت بين مناطق لبنانية عدة من بينها جونية والبترون ومناطق أخرى.
يحمل صنّاع المشروع مسؤوليةً لا يستهان بها، فتحويل نصّ لسامر رضوان إلى منتج تلفزيوني ليس سهلاً. رضوان، الذي لامس الواقع السوري في حكاياته، عبر «الولادة من الخاصرة» و«دقيقة صمت»، يمتلك من الجرأة ما يكفي لقول ما لا يستطيع أحد قوله.
ورغم أن آخر أعماله، «ابتسم أيها الجنرال» (2023 ــ إخراج عروة محمد، إنتاج «ميتافورا») خرج بصعوبة للمشاهدين في رمضان الماضي، مستنداً إلى حكايات مستوحاة من صراع آل الأسد، يحاول صنّاع «الخروج إلى البئر» هذا العام الإفادة من أخطاء «ابتسم أيها الجنرال»، والوقوف على كل شاردة وواردة ليكون العمل المنتظر مكتملاً.
«ميتافورا» توسّع إنتاجها بثلاثة أعمال سوريّة
في هذا السياق، يقول لنا أسامة الحمد، المنتج المنفّذ في «ميتافورا» خلال زيارة كواليس تصوير «الخروج إلى البئر»: «نقدّم في رمضان المقبل ثلاثة مسلسلات سوريّة: الأول هو «الخروج إلى البئر»، و«السوريون الأعداء» (مقتبس عن رواية فواز حداد، وسيناريو نجيب نصير، رافي وهبي، ورامي كوسا، وإخراج الليث حجو)، والموسم الثالث من «ما اختلفنا»».
انطلق تصوير «الخروج إلى البئر» أخيراً، ولاحقاً ستدور كاميرا الليث حجو الذي سيصوّر العمل كاملاً في سوريا.
نحكي حكايات الناس الذين لا زالوا يتألمون إلى اليوم
(محمد لطفي)
ويشرح الحمد: «كان يُفترض أن يُعرض مسلسل «الخروج إلى البئر» في رمضان الماضي، لكنه تأجّل لشهر الصوم المقبل. دار كثير من الأخبار المغلوطة حول العمل، فهو لا يتناول سجن صيدنايا بشكل عام، بل يتوقف عند الاستعصاءات التي شهدها السجن عام 2008. لا يروي العمل قصةً حقيقية لكنه مبني على أحداث حصلت قبل 18 عاماً، ويتوقف عند تطورات اجتماعية مترابطة في السجن وخارجه. وسيُصوَّر بين دمشق وبيروت ومدينة أربيل في العراق».
يجسد مازن الناطور دور «أبو الحارث» الذي يعاني مع صهره
يجسد مازن الناطور دور «أبو الحارث» الذي يعاني مع صهره
أما «السوريون الأعداء» فيُعدّ من أهم الأعمال، ويجمع نخبة الكتّاب والمخرج الليث حجو، ليتوقّف عند صراع الإخوة السوريين، وسيُعلَن قريباً عن لائحة أبطاله. ويعود مسلسل «ما اختلفنا» بلوحاته الكوميدية الساخرة التي ستُصوَّر بين دمشق وبيروت».
في المقابل، ينفي المنتج السوري مقولة هجرة الدراما من سوريا، قائلاً: «لا هجرة للدراما السورية، ولا نزال نصوّر في دمشق بشكل طبيعي. هناك جهات إنتاجية تقول إنها ستكون رفيقة هذه المرحلة في سوريا وستصوّر أعمالاً هناك، وهذا ما نفعله بالضبط».
حبكة اجتماعية معقّدة
من جانبه، يلفت الممثل السوري مازن الناطور إلى أنه سيطلّ في «الخروج إلى البئر» بدور «أبو الحارث» الذي يعاني مع صهره، زوج ابنته خلود (جفرا يونس)، المتورّط في قضايا فساد. يقول: «يروي المسلسل حقبةً في سوريا تعود إلى عشرين عاماً، ويتوقّف عند مجموعة من المساجين السياسيين آنذاك، ويضيء على الجانب الاجتماعي عبر الشخصيات وعلاقتها بالفساد».
وعن أهمية تصوير تلك المرحلة في سوريا مع سقوط نظام بشار الأسد، يجيب: «كل إنسان وطني يجب أن يتحدث عن تلك الحقبة. إنه واجب أخلاقي».
نص سامر رضوان
أما الممثلة جفرا يونس، فتلفت إلى أنها تطلّ بشخصية خلود، قائلة: «النص قوي يذكّرني بالنصوص السورية القديمة التي يحنّ إليها المشاهد. المسلسل عبارة عن شخصيات بطولية محورية. شخصيتي حيوية، كلها طاقة وتمرد».
محمد لطفي: سامر رضوان متفرد
بالنسبة إلى المخرج محمد لطفي، فإن «الخروج إلى البئر» يحمّله مسؤولية كبرى لأن سامر رضوان من أهمّ الكتّاب: «سامر رجل متفرد يغرد خارج السرب. في هذا العمل عقدنا اجتماعات وورشات عمل مع سامر رضوان. العمل مسؤولية لأنه يتحدث عن فترة زمنية معينة في سوريا، ونحاكيها بحكاية سامر الخيالية. يلعب جمال سليمان دور البطل بشخصية سلطان، وهو الأساس الذي تتفرّع منه باقي الحكايات. نحكي حكايات الناس الذين لا زالوا يتألمون إلى اليوم».
أخبار سوريا الوطن١- الأخبار
syriahomenews أخبار سورية الوطن
