آخر الأخبار
الرئيسية » إقتصاد و صناعة » بعد زيارة الرئيس الشرع إلى المركزي.. إجراءات مطلوبة لاستعادة الثقة بالقطاع المصرفي

بعد زيارة الرئيس الشرع إلى المركزي.. إجراءات مطلوبة لاستعادة الثقة بالقطاع المصرفي

سجلت دمشق حدثاً اقتصادياً غير مسبوق مع دخول الرئيس الشرع إلى مصرف سورية المركزي في أول زيارة لرئيس سوري منذ عقود، في خطوة لاقت صدى واسعاً لدى الشارع والقطاع المالي على حد سواء،ليس فقط لرمزيتها، بل لما حملته من رسالة مباشرة بضرورة إنعاش القطاع المصرفي وإعادته إلى دوره الطبيعي كقلب نابض للاقتصاد.
وتدفع الزيارة بزخمها السياسي والاقتصادي نحو إعادة طرح السؤال الأكبر: ما الذي يحتاجه القطاع المصرفي السوري ليستعيد ثقة السوريين بمختلف فئاتهم؟
فالثقة كما يصفها الخبراء، هي العملة الأهم في أي نظام مالي، وأثر غيابها يظهر يومياً في تراجع الإيداعات، وتقييد السحوبات، وتراجع الدور الإنتاجي للمصارف.
الخبير الاقتصادي الدكتور إيهاب إسمندر يصف الزيارة بأنها خطوة أولى شديدة الأهمية، لكنه يشدد على أن الزخم الذي أطلقه الرئيس يحتاج إلى تحويل فوري إلى إجراءات عملية على المدى القريب، لضمان استعادة الثقة بأسرع وقت ممكن، خاصة في قطاع يلامس حياة المواطنين والتجار والمستثمرين بشكل مباشر.

لماذا تحمل الزيارة أبعاداً اقتصادية عاجلة؟
لأن القطاع المصرفي، كما يوضح إسمندر، لا يعمل كوسيط مالي فقط، بل هو المحرك الذي يجمع المدخرات ويوجهها نحو الاستثمار، ويسهّل حركة الأعمال والتجارة، ويدير السيولة ويؤمّن الأمان المالي، ويُعد أداة أساسية في تنفيذ السياسة النقدية.
وبالتالي، فإن دخول الرئيس إلى هذا الموقع بعد غياب امتد لعقود، يختصر رسالة مفادها: المرحلة القادمة تحتاج قطاعاً مصرفياً فاعلًا، لا متراجعًا.

إجراءات عاجلة لتعزيز الثقة على المدى القريب

يشدد إسمندر على أن أي حديث عن استعادة الثقة يجب أن يبدأ من إجراءات فورية، أبرزها:
حرية السحب والإيداع دون قيود تعسفية.
ثبات وشفافية التعليمات المصرفية دون تغيير مفاجئ.
التعامل العادل مع الودائع القديمة والجديدة من دون فروقات.
إعادة توجيه الإقراض نحو المشاريع الإنتاجية بفوائد مناسبة.
تحسين الخدمات الرقمية والمصرفية وطرح أدوات ادخارية مرنة وجاذبة.
وإصلاحات متوسطة المدى لتغيير المشهد بالكامل
ويتحدث الخبير عن ثلاثة مسارات موازية يجب العمل عليها:
إعادة هيكلة القطاع المالي ليصبح قادرًا على دعم الإنتاج والاستثمار الحقيقي.
تعزيز الانفتاح الدولي بما يفتح الباب أمام تدفقات مالية جديدة.
ربط المصارف بقطاع الأعمال عبر برامج تمويل مباشرة وسريعة.

زيارة… قد تتحول إلى نقطة تحوّل

يختم إسمندر بأن الزيارة الرئاسية تحمل وزناً معنوياً كبيراً، لكن قوتها الحقيقية تظهر عندما تترجم إلى خطوات تنفيذية تُمكّن هذا القطاع من العودة إلى مكانته الطبيعية، وتعيد للسوريين ثقتهم بأن النظام المصرفي قادر على حماية مدخراتهم وتحريك عجلة الاقتصاد.

 

 

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تشكيل مجلسي الأعمال السوري الأمريكي والسوري الفرنسي لتعزيز التعاون الاقتصادي الدولي

    أصدر وزير الاقتصاد والصناعة نضال الشعار، اليوم، قرارين يقضيان بتشكيل مجلسي الأعمال (السوري الأمريكي) و(السوري الفرنسي)، وذلك في إطار خطة الوزارة في تعزيز ...