تستمر فعاليات منحة البورد الألماني المجانية في محافظة اللاذقية، والتي نجحت حتى الآن في تدريب آلاف الشباب من مختلف الاختصاصات، في خطوة تهدف إلى سد الفجوة بين الحياة الأكاديمية وواقع سوق العمل، وتأهيل الكوادر الشابة لقيادة مرحلة إعادة الإعمار.
جهود مكثفة
وأوضح مدير مكتب البورد الألماني في اللاذقية عصام رياض حليمة أن المبادرة أُطلقت على مستوى سوريا بعد التحرير، وتم استهداف القطاعين العام والخاص، بما في ذلك مديرية الصحة والمحافظة والمراكز الثقافية وجامعة الشام الخاصة.
وأشار حليمة في تصريحه لـ”الحرية” إلى أن الهدف كان شريحة الشباب الذين كانوا مفرغين من قيمة وفكرة المعرفة والتدريب المقترن بالعمل، لافتاً إلى وجود فجوة كبيرة بين الدراسة وسوق العمل.
مؤكداً أن التدريب هو صلة الوصل بين الجامعة والأكاديمية والعمل الحقيقي.
وكشف حليمة عن تدريب حوالي 4000 متدرب ومتدربة، منهم 2685 من الشباب وحوالي 1400 من المتدربين بالمؤسسات الحكومية والجامعات الخاصة من (أطباء ومهندسين ومعلمين..)، مع التركيز على المناطق الريفية حيث تم تدريب قرابة 200 شاب وشابة في بلدة الحفة.
مشيراً إلى التسهيلات التي قدمتها المحافظة والمراكز الثقافية، وإن هذه المبادرة تظهر حجم الحاجة الماسة لبرامج التدريب المهني التي تربط بين الخلفية الأكاديمية ومتطلبات السوق الواقعية.

مختصون : المنحة تصقل مهارات الشباب السوري وتعيد ثقتهم بأنفسهم
تغيير في نمط التفكير
ولاحظ حليمة تطوراً ملحوظاً في تفكير الشباب بعد التدريب، حيث أصبحوا يطلبون دورات تدريبية حقيقية تلامس واقعهم ومشاريعهم، بعيداً عن الدورات التقليدية ، وأصبحوا قادرين على التمييز بين حقوقهم وواجباتهم وتقييم ذاتهم واختيار ما يناسبهم.
تخصصات نوعية
من جانبها، أوضحت منسقة المبادرة في اللاذقية سعاد زنيكل في تصريحها “للحرية” أنه تم تقديم دورات متنوعة ومتخصصة للشباب منها دورات في إدارة الأعمال لـ 130 متدرباً، بالإضافة إلى تدريب كوادر في مديرية الصحة والمحافظة والمركز الثقافي.
ونوهت بأن الدورات كانت مجانية بالكامل وشملت تخصصات نوعية وإدارة البنوك، والذكاء الاصطناعي، وإدارة الموارد البشرية (HR)، والـ(ICDL)، مع شهادة معتمدة من البورد الألماني.
وأضافت: الشباب في اللاذقية يمتلكون طاقة كبيرة وشغفاً واضحاً، وهم يستحقون فرصاً تدريبية نوعية تفتح أمامهم أبواب العمل والإبداع، وتبقى هذه الجهود خطوة إضافية نحو تمكين الشباب السوري وتوجيه طاقاتهم نحو التنمية، في وقت باتت فيه برامج التدريب النوعية إحدى أهم الأدوات لتحسين فرص العمل وبناء مستقبل أكثر استقراراً.
تأهيل لإنشاء مشاريع وإدارة الأزمات
بدوره، أشار الدكتور أحمد خير بيك (دكتوراه في البيئة والسكان وتنمية المشاريع) إلى تدريبه لأكثر من 100 متدرباً في مجال إدارة الأعمال، مؤكداً أن البرنامج أسس بنية علمية حقيقة لإنشاء مشاريعهم الخاصة وإدارتها بشكل أمثل.
وأكد أن الدورات ركزت على تطوير شخصية الشباب وقدرتهم على تشخيص عيوبهم الشخصية وتحديد مراحل إنشاء المشروع، والإدارة المالية السليمة، وكيفية مواجهة الصعوبات مثل أزمة تأمين المواد الأساسية.
وأضاف خير بيك : هذه الدورات تكسبهم المهارات التسويقية، وتعلمهم كيفية الوصول إلى منتج جديد ومرغوب، ومواجهة التحديات بجرأة، لافتاً إلى أن المتدربين اكتسبوا الرغبة والقدرة على إدارة الفريق وتصويب الأخطاء في بيئات عملهم.
مشيراً إلى أن مثل هذه الدورات تساهم ليس فقط في بناء المهارات، بل في إعادة بناء ثقة الشباب بأنفسهم وقدرتهم على الإسهام الفعال في بناء مستقبل بلدهم.
شهادات متدربين من النظرية إلى التطبيق
الحرية استطلعت آراء الشباب ومنهم طارق محمد سلمان (مهندس ميكانيكي)، الذي أكد أن دورة إدارة الأعمال كانت من صلب عمله.
وأضاف: علمتنا الدورة كيفية إدارة التكلفة والتعامل بتنافسية، وكيف يكون المهندس رائد أعمال ينظم عمله.
أما حسن شريفة (خريج حقوق) فرأى أن هذه الدورات تزيد من ثقافة الشباب في مرحلة تطوير المجتمع وإعادة الإعمار، مشيراً إلى أنها حوّلت أفكاره النظرية إلى رؤية عملية واضحة لمشروعه المستقبلي.
وأضاف: أعطتني الدورة مفاتيح أساسية لأبدأ مشروعي دون خوف من أي عائق، وزادت ثقتي بنفسي.
syriahomenews أخبار سورية الوطن
