آخر الأخبار
الرئيسية » تربية وتعليم وإعلام » أمين شميل.. رائد الصحافة الحقوقية العربية

أمين شميل.. رائد الصحافة الحقوقية العربية

يعدّ أمين شميّل أحد رجال النهضة الأدبية والصحافية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، أنشأ عام 1886م. أول صحيفة قضائية للناطقين بالضاد تعنى بالشؤون الحقوقية فاعتبرت من أمهات الصحف التي ثبتت في خطتها القويمة وآرائها الحكيمة دعاها “الحقوق” والتي كانت تبحث في الأمور المتعلقة بنظام الهيئة الحقوقية وتخوض عباب التواريخ وتذيع كل ما يتعلق بذلك من الخلاصات، فانتشرت انتشاراً واسعاً في الخافقين حتى غدت دليلاً ونبراساً لأهل زمانها وسجلاً ومقياساً لأبناء العصور التالية..

صحيفة “الحقوق”

أول صحيفة قضائية ظهرت باللسان العربي، أنشأها صاحب امتيازها ومحررها أمين شميّل في السادس من أيار عام 1886م.، كانت تصدر مرة في الأسبوع ويختلف حجمها من ثماني إلى ست عشرة صفحة محكمة الوضع مشحونة بالمواضيع المفيدة، فتداولها القاصي والداني .
اشتملت أبحاثها على أربعة أقسام: الأول التشريعي: و يحتوي القوانين المصرية الجديدة والأوامر العالية والقرارات والمنشورات الوزارية التي لها علاقة بالقضاء وما يترتب على مخالفة نصوصها فعل جنائي، والتقارير الرسمية المختصة بهذه الأمور. والثاني الحقوقي: ويحوي بحوثاً ومقالات ومحاضرات في الحقوق والقوانين. والثالث القضائي: ويضم نصوص أحكام محكمة الاستئناف وسائر المحاكم الأهلية مصدرة هذه الأحكام بخلاصة القواعد القانونية التي بُنيت عليها بالإضافة إلى نصوص منشورات لجنة المراقبة القضائية وقواعد قانونية من أحكام محكمة الاستئناف المختلطة. أما الرابع فهو القسم التاريخي والأدبي: ويشتمل على أهم الحوادث التاريخية العصرية التي لها علاقة بالحقوق العامة، كما ويضم الأخبار القضائية الهامة في محاكم مصر وغيرها، وأخبار نقابة المحامين ومؤلفات رجال الحقوق وأجوبة قضائية على أسئلة السائلين وجميع ما له علاقة بالقضاء مما يهم أمره.
وعندما وافى الأجل منشئها انتقلت الصحيفة لعهدة المحامي إبراهيم جمال فتولى إدارتها وتحريرها مقتفياً أثر مؤسسها في انتقاء البحوث النافعة وخدمة المصالح العمومية، فقررت المحاكم الأهلية في مصر تعيينها رسمياً لنشر الإعلانات التي تتعلق بالمجالس البدائية والاستئنافية ومنشورات لجنة المراقبة القضائية وتوقفت إلى حين اجتيازها عيدها الفضي.

شمولية الموهبة

اعتبر أمين شميّل علماً بارزاً في النهضة الأدبية والصحافية، صحيح أنه قضى وقته في التجارة لكنه كان وهو تاجر يشتغل في العلم التماساً للذة البحث والكتابة فكان يؤلف الكتب وينشئ المقالات، ولما انقطع للقضاء انصب بكليته إليه فكتب فيه وفي غيره مؤلفات عديدة أظهرت مواهبه العقلية وذكاءه الشديد كـ”الوافي للمسألة الشرقية، بستان النزهات في فن المخلوقات، المبتكر في أطوار حياة الإنسان..”، بالإضافة إلى مهنة المحاماة وما تحتاجه من التعقل والصبر على المراجعة والتبحر والاستنتاج، وكان إلى جانب ذلك شاعراً مجيداً نظم الكثير من القصائد الحكمية والفلسفية كقوله في (الدهر الصغرى) :
دَع عنك دنياك وارغب عن مراتبها
فسوف يخسرها من كان كاسبها
غرّارة يُسحر الألباب ظاهرها
غـدّارة مـزجـت سماً أطايـبـهـا
دعها فما نحن أحرار لقد جعلت
كسـاعة دُورت كـنـا عـقـاربها
أمين شميل (1828 -1897 م)
لبناني ولد في كفر شيما موطن نوابغ الرجال في العلم والإدارة والأدب، في 24 شباط 1828م، تلقى مبادئ العلوم وهو في الحادية عشرة من عمره، وأخذ اللغة الأجنبية والفقه على أساتذة أفاضل منهم السيد محي الدين اليافي .
سافر عام 1854م. إلى إنكلترا فاشتغل بالتجارة في مدينة ليفربول حيث اتسع نطاق تجارته وأصبح يستأجر بواخر على حسابه الخاص لنقل بضائعه من سوريا ومصر إلى إنكلترا وبالعكس، إلى أن خسر خسارة فادحة جعلته يضيّع في ساعات ما جمعه في سنوات فأقفل عائداً إلى مصر عام (1875م) واندمج فيها في سلك المحامين فذاع صيته وكانت له في أوساطها مكانة مرموقة، ونال ثقة رجال القضاء والناس بما فطر عليه من الصدق والاجتهاد ولين العريكة وسلامة الطوية وحرية الضمير واللسان. لكن الدهر أبى إلا أن يعكر صفو حياته بفقده فلذات كبده: آرثر وفردريك وأمينة، وهو الشديد المحبة لبنيه وأفراد عائلته، فانهارت أعصابه إلى أن أتاه القدر عام 1897م وهو القائل في (الهرمية) :
يا أيـهـا الـهـرِم الجـلـيـل تـأهـبـا
أزف الغروب لقد بلغت المغربا
أزف انحلال كسوف شمسك في الثرى
وبلغت من فلك النفوس تقربا
هذا الرفيق من التراب أخذته
ماذا جمـعـت له وكنت له أبا

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية
x

‎قد يُعجبك أيضاً

الحقيقة الكاملة بيني وبين وزير التعليم العالي .. حول جامعة الفرات والمفاضلة الجامعية والدكاترة المفصولين أمنيأً والدكاترة الفنيين 

    بقلم المحامي باسل سعيد مانع   امس السبت… رنّ هاتفي. على الخط كان الدكتور المحترم أحمد طه، زوج ابنة عمي.   بعد التحية ...