آخر الأخبار
الرئيسية » منوعات » هل الاستحمام بالماء البارد مفيد فعلاً؟

هل الاستحمام بالماء البارد مفيد فعلاً؟

 

 

 

يتزايد انتشار التعرّض للماء البارد بشكل لافت في السنوات الأخيرة. فمن المؤثرين الذين يشيدون بفوائد الاستحمام البارد للصحة النفسية، إلى الرياضيين المحترفين الذين يقسمون بأن أحواض الثلج تساعد في التعافي الجسدي، تحوّل الأمر إلى ترند عالمي في عالم العافية. ويؤكد المروّجون أن الماء البارد يمكن أن يحسّن التركيز، يعزّز المناعة، ويقلّل الالتهاب.

 

لكن وفق تقرير نشرته مجلة «تايم»، فإن الباحثين يرون أن الأدلة، رغم كونها واعدة، لا تزال غير حاسمة. فبعض الدراسات الصغيرة تشير إلى أن التعرض القصير للماء البارد، مثل إنهاء الحمام بماء بارد، قد يحسّن الانتباه والمزاج، بينما تظهر أبحاث أخرى تأثيرات طفيفة أو قصيرة المدى. وما هو مؤكد أن هذه الممارسة تُطلق سلسلة من التغيّرات الفسيولوجية التي يشعر بها كثيرون على أنها منعشة، وأحياناً علاجية.

 

الفوائد المحتملة للاستحمام بالماء البارد

يشرح الدكتور جوناثان ليري، مؤسس ومدير Remedy Place، وهو نادٍ صحي يقدم جلسات انغماس موجهة بالماء البارد:

 

«عندما يلامس الماء البارد بشرتك، يمرّ جسمك بردة فعل صدمة باردة. أي تنفس سريع، وارتفاع مؤقت في معدل نبض القلب وضغط الدم، واندفاع لهرمونات التوتر التي تجعلك يقظاً بالكامل».

 

وقد ارتبط هذا النوع من التعرض بانخفاض التوتر وتحسّن المزاج، كما تقول الطبيبة في الطب الباطني وطب نمط الحياة، الدكتورة نيهـا باثاك، التي تضيف:

 

«تشير عدة دراسات صغيرة إلى أن التعرض للبرد يحرّض إطلاق نواقل عصبية محسّنة للمزاج مثل الدوبامين والنورإبينفرين، مما يعزز المزاج والتركيز».

لكنها تؤكد في الوقت نفسه أن الأدلة «واعدة وليست قاطعة».

 

ويستعرض تقرير «تايم» نتائج تحليل دراسات نُشر عام 2025، أظهر أنه بعد نحو 12 ساعة من الانغماس في الماء البارد، انخفضت مستويات التوتر وتحسنت جودة النوم. كما أظهرت تجربة عشوائية عام 2015 في هولندا شملت أكثر من 3,000 مشارك أن الأشخاص الذين أنهوا حمامهم الدافئ بـ30–90 ثانية من الماء البارد، انخفضت أيام المرض لديهم بنسبة تقارب 30%، رغم أنهم لم يصبحوا أقل عرضة للمرض. لكن هذه النتائج، رغم أهميتها، لا تشكّل برهاناً قاطعاً.

 

وتوضح باثاك ذلك بقولها:

«ما زلنا بحاجة إلى تجارب عالية الجودة تحدد الجرعة (الوقت، التكرار، الحرارة) وما يحدث على المدى الطويل».

 

الالتهاب والجهاز المناعي

التعرض للبرد قد يكون منشطاً، لكنه ليس علاجاً كاملاً بل دفعة تضاف إلى عادات صحية

التعرض للبرد قد يكون منشطاً، لكنه ليس علاجاً كاملاً بل دفعة تضاف إلى عادات صحية

يعرض التقرير كيف يحفّز الماء البارد الجهاز العصبي الودي (Sympathetic nervous system)، مما يؤدي إلى إطلاق الأدرينالين والنورإبينفرين، وهما هرمونان يرفعان مؤقتاً نبض القلب، واليقظة، ودوران الدم. وتُظهر الأبحاث أن هذا النوع من الاستجابة يحفّز أيضاً بعض الخلايا المناعية التي تساعد في مقاومة العدوى.

 

وتشير دراسة عام 2014 إلى أن الأشخاص الذين خضعوا لتدريب على التعرض البارد وتقنيات التنفس تمكنوا من التأثير طوعاً على استجابتهم المناعية: فعند إعطائهم مادة مسببة للالتهاب (إندوتوكسين)، أنتج المتدربون بروتينات التهابية أقل وكانت أعراضهم أخف مقارنة بمجموعة غير مدرّبة.

 

لكن اختصاصية أمراض القلب في Arizona HonorHealth، الدكتورة سيريشا فادالي، تقول محذّرة:

«التعرض للبرد قد يكون منشطاً، لكنه ليس علاجاً كاملاً. إنه دفعة تضاف إلى عادات صحية يقوم بها الشخص أساساً».

 

الاستحمام البارد مقابل أحواض الثلج

الفرق واضح بين الاستحمام البارد وأحواض الثلج من حيث المخاطر والتأثيرات

الفرق واضح بين الاستحمام البارد وأحواض الثلج من حيث المخاطر والتأثيرات

يفرّق التقرير بوضوح بين الاستحمام البارد وأحواض الثلج، إذ يُعد الأول دفعة قصيرة ومضبوطة من التحفيز، بينما أحواض الثلج هي انغماس كامل في مياه شديدة البرودة تُخفض حرارة الجسم الأساسية بسرعة.

 

الاستحمام البارد:

 

-أكثر لطفاً وأسهل للتحكم

 

-آمن لمعظم البالغين الأصحاء

 

-أقل خطراً من حيث الصدمة واضطراب النظم وانخفاض حرارة الجسم

 

أحواض الثلج (أقل من 10 درجات مئوية):

 

-تأثيرات أقوى وأسرع

 

-ترفع الأدرينالين بشكل أكبر

 

-تحمل مخاطر أعلى مثل اضطراب نبض القلب، انخفاض الحرارة، و«الانخفاض الارتدادي» (After-drop)

 

من يجب أن يجرّبه… ومن يجب أن يتجنبه؟

بحسب باثاك، قد يكون الاستحمام البارد خطيراً بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من:

 

-أمراض القلب

-ارتفاع ضغط الدم

-أمراض الجهاز التنفسي

-أمراض الأوعية الدموية

-متلازمة رينود

-الحمل

 

أما الأشخاص الأصحاء، فيمكنهم ممارسة التعرض للماء البارد بشكل تدريجي وآمن.

 

وتوضح باثاك:

«التعرض المتكرر للبرد يدرّب الجسم على التنقل بين حالتي ’القتال أو الهروب‘ و’الراحة والهدوء‘. يمكن أن يترجم ذلك إلى مرونة نفسية وعاطفية أكبر».

 

كيف تبدأ دون صدمة للجسم؟

يركز الخبراء على أن الاستمرارية أهم من الشدة. ويوصون بالبدء عند حرارة 20–21° مئوية، ثم خفض الحرارة تدريجياً حتى الوصول إلى 10–15° مئوية لمدة تتراوح بين دقيقة وثلاث.

 

وتقول فادالي: «التعرض لحرارة بين 10–16° مئوية لمدة دقيقة إلى ثلاث هو كافٍ للفوائد القلبية. ويجب تجنب ما دون 10° لفترات طويلة».

 

أما باثاك، فتوصي بإنهاء الحمام المعتاد بـ30 ثانية من الماء البارد، وزيادة المدة تدريجياً حتى تصل إلى 2–5 دقائق مع التعود.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١- الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ما هو تأثير الشحن السريع على عمر بطارية الهاتف؟

  لا يزال النقاش مستمراً منذ سنوات بين مستخدمي الهواتف الذكية حول ما إن كان الشحن السريع يؤثر سلباً في عمر البطارية ويُسرّع تدهورها مقارنة ...