شكلت الحمامات الأثرية خلال الفترة الإسلامية في محافظة طرطوس واحدة من أهم المعالم في المواقع الأثرية الممتدة على مساحة المحافظة، والتي تم الكشف عن العديد منها وتوثيقها، إذ تعتبر جزءاً من تاريخها وحضارتها العمرانية، وتعكس امتداد الحضارات المتعاقبة التي مرت بها مثل الفينيقية والرومانية والبيزنطية والإسلامية.
ولهذه الحمامات أهمية كبيرة في سياق التراث الثقافي والمعماري في المنطقة حسب ما أكد رئيس دائرة آثار طرطوس المهندس مروان حسن ومنها:
الحمام الشعبي
حمام مدينة طرطوس القديمة (الحمام الشعبي): ويعتبر من أهم المعالم الأثرية في المدينة، يقع بجوار الجامع العمري ويشكل مع السوق وشبكة الأزقة والبيوت القديمة نسيجاً متكاملاً، يعود بناؤه للفترة العثمانية وبقي مستخدماً كحمام شعبي حتى عام 1950م، يتميز بوجود أنظمة قنوات فخارية لتوصيل المياه الساخنة والباردة وللحمام ثلاثة أقسام: البراني– الوسطاني- الجواني(الحار)، بالإضافة إلى بيت النار وهو الجزء الملحق بالحمام.

حمام جزيرة أرواد
أما حمام جزيرة أرواد: فيعود للفترة العثمانية بني على كتلة صخرية، تهدم جزء كبير منه يوجد فيه كهوف من الفترة الفينيقية، ويتكون من غرفة كبيرة مقببة وغرفتين صغيرتين للاستحمام وقسمين رئيسيين (براني وجواني) وقنوات قديمة من الفخار لتصريف المياه.
حمام قلعة الكهف
وفي قلعة الكهف يقع الحمام في القسم الغربي منها عند الزاوية الجنوبية الغربية، وهو بناء مستطيل الشكل تقريباً ذو سقف قببي متهدم يمكن الدخول اليه عبر بوابة شرق القلعة، وينقسم الى قسم براني ووسطاني وجواني وقسم التسخين، وفي نهاية غرفة التسخين توجد فتحة لخروج الدخان الناتج عن عملية الاحتراق، كما يتصل بها غرفة لتجميع الوقود، وخزان مياه منحوت بالصخر بعمق حوالي متر ونصف المتر، تصل المياه الى خزان الحمام عبر قنوات تجميع مياه الامطار.
أما حمام بيت صافي فيقع غرب بيت صافي شمال قلعة الكهف، يوجد بقايا جدار مبني بحجارة كبيرة مشذبه بارتفاع يزيد على المتر وبطول 10م، وعلى يمينه غرفة صغيرة مستطيلة مفتوحة من الأمام تتخللها قبة عقدية صغيرة في الجدار الشمالي وهنالك باب في القسم الجنوبي يؤدي الى القسم الوسطاني حيث القبة مثمنة الاضلاع وقد انهار سقفها.
حمام قلعة العليقة
ومن الحمامات الأثرية الموجودة في طرطوس أيضاً يذكر حسن حمام قلعة العليقة الشهيرة، ويقع بجانب البوابة الداخلية، حيث توجد بئر ماء ومقطورات وأقبية وخزانات، وهي مفتوحة باتجاه الشمال وإلى الشمال قليلاً منها، وتحت الأرض يوجد بناء الحمام المردوم الذي لا يمكن الدخول إليه إلا من خلال فتحة صغيرة واقعة فوق السور الشمالي مباشرةً، والتي تؤدي لغرفة صغيرة منسوب أرضيتها مرتفع يتم من خلالها الوصول إلى غرفة صغيرة، يتخللها مدخلان لبابين أحدهما من جهة الغرب ويؤدي إلى خزان ماء كبير محفور في الصخر، وباب من جهة الشرق يؤدي لغرفة الحمام الوسطاني ذات السقف المثمن يعلوه قبة ذات القمرات.
حمام كاف الحمام
ويقع ناحية برمانة المشايخ بجانب نبع نور الدين الأثري، شبيه بحمام قلعة الكهف وحمام بيت صافي من حيث التصميم والشكل، تهدم جزء كبير منه.
حمام المرقب
أما حمام المرقب فيقع حسب رئيس دائرة آثار طرطوس في الجهة الشمالية الشرقية من قرية المرقب، مبني من الحجر الكلسي الأبيض، ويعود تاريخ بنائه إلى الفترة المملوكية، تهدم جزء من جدرانه، سقفه مميز بالقبب ذات القمرات، مؤلف من ثلاثة أقسام أيضاً (البراني والوسطاني والجواني) تم إجراء أعمال التنظيف والتوثيق للمبنى من خلال نشاطات البعثة الأثرية السورية الهنغارية المشتركة أثناء مسح المناطق المحيطة بقلعة المرقب.
وختم حسن مؤكداً أن جميع الحمامات هي مبانٍ هامة جداً تحتاج إلى أعمال ترميم وإعادة تأهيل بهدف السياحة، كما يمكن إعادة استخدام بعضها كحمام في حال تأهيل البنى التحتية بشكل مناسب.
syriahomenews أخبار سورية الوطن
