في ظلّ الجمود الذي لا يزال يكتنف مسار الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، كشفت مصادر مصرية رفيعة، لـ«الأخبار»، أن اللقاء الذي جمع رئيس «المخابرات العامة» المصرية، حسن رشاد، برئيس جهاز «الشاباك» الإسرائيلي، دافيد زيني، في القاهرة مساء أول من أمس، لم يُسفِر عن أي «نتائج ملموسة». وبحسب المصادر نفسها، فقد أبلغ رشاد الجانب الإسرائيلي رفض القاهرة «عدداً من المقترحات الإسرائيلية» بشأن إعادة إعمار القطاع، خصوصاً منها السيناريو القائم على «حصر إعادة الإعمار في المنطقة الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي جنوبي غزة»، مجدّداً التزام مصر «بما تمّ التوافق عليه في اجتماعات شرم الشيخ».
كما أبدى رشاد، خلال لقائه زيني، تحفّظات القاهرة حيال ترتيبات «القوة الدولية» التي تسعى الولايات المتحدة إلى تشكيلها، محذّراً من أن «غياب ضمانات بعدم وجود انتهاكات جوية من جانب تل أبيب» لا يزال يعرقل هذه الجهود، خصوصاً في ظلّ تردّد دول عديدة في إرسال جنودها إلى غزة. وفي المقابل، يواصل المسؤولون الإسرائيليون التأكيد أن تفكيك سلاح حركة «حماس» في غزة، وسلاح «حزب الله» في لبنان، يبقى «مهمة حصرية» للجيش الإسرائيلي. واعتبر مسؤول أمني إسرائيلي رفيع، في حديث إلى صحيفة «يسرائيل هيوم»، أنه «لا جهة أخرى قادرة على إنجاز هذه المهمة».
تشكيل «قوة الاستقرار الدولية» لا يزال يواجه تعثّراً كبيراً
وبحسب الصحيفة، فإن اليوم الذي قد تعلن فيه «حماس» إعادة رفات آخر الأسرى الإسرائيليين، أو فشلها في العثور عليهم بعد استنفاد جهودها، «لن يكون بعيداً»، وعندها يُفترض، بحسب الاتفاق المدعوم أميركياً، أن «تبدأ إسرائيل بالانسحاب التدريجي من القطاع، مع بقائها في المنطقة العازلة، وبدء عملية إعادة الإعمار، بالتوازي مع انطلاق مسار نزع السلاح ونشر القوة المتعددة الجنسيات».
لكنّ مشروع تشكيل «قوة الاستقرار الدولية»، التي تُعتبر أحد أعمدة خطة دونالد ترامب، لا يزال يواجه تعثّراً كبيراً، إذ نقلت مجلة «إيبوك» العبرية عن مصادر سياسية أن «واشنطن تواجه صعوبات في تجنيد دول للمشاركة»، وذلك بسبب «المخاوف من الاشتباك المباشر مع حماس أو منظّمات أخرى في غزة». ومع أن الولايات المتحدة كانت قد تعهّدت بنشر هذه القوة بحلول كانون الثاني المقبل، إلا أن الواقع الميداني والسياسي لا يزال يشير إلى أن تلك الخطوة بعيدة المنال. وهنا، يبرز موقف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الرافض لأي انسحاب من القطاع من دون نزع السلاح، على رغم تشديد مسؤولين كبار على ضرورة «السماح للأميركيين باستنفاد مساراتهم»، بما يوفّر لإسرائيل «شرعية دولية ووقتاً لإعادة بناء الجيش وتأهيل القوات النظامية والاحتياط».
في غضون ذلك، يستعدّ رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، للتوجّه الأسبوع المقبل إلى الولايات المتحدة، في زيارة هي الأولى له بصفته رئيس الأركان، بدعوة من رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية. ووفقاً لصحيفة «يسرائيل هيوم»، ستشمل الزيارة سلسلة لقاءات أمنية حول ملفات غزة ولبنان وسوريا، إضافة إلى التنسيق الأمني مع واشنطن في ما يخصّ «عدم الرضى الإسرائيلي عن وتيرة نزع سلاح حزب الله»، والملف الإيراني أيضاً.
أخبار سوريا الوطن١-الأخبار
syriahomenews أخبار سورية الوطن
