آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » رهان إسرائيلي على ملل واشنطن: خطة ترامب لا تعمل

رهان إسرائيلي على ملل واشنطن: خطة ترامب لا تعمل

 

 

لا تزال المماطلة الإسرائيلية المستمرّة، تعرقل الانتقال من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، التي شارفت على الاكتمال مع تسليم حركة «حماس»، أمس، ما قالت إنها جثّة أحد الأسرى الإسرائيليين، إلى المرحلة الثانية التي تنتظرها سلسلة طويلة من التحدّيات. ويبرز فشل تشكيل «قوة الاستقرار الدولية» المقرّرة، وتعقيدات الآليات الخاصة بنزع سلاح حركة «حماس» وفصائل المقاومة الأخرى، كأحد أبرز تلك التحدّيات، في حين يفاقم السلوك الإسرائيلي، أمنيّاً وميدانياً داخل القطاع، إضافة إلى ضبابية ترتيبات الانسحاب، من صعوبة فتح الباب أمام تنفيذ المرحلة الثانية.

 

وإذ يتصاعد احتمال احتفاظ جيش العدو بالمناطق التي يحتلّها شرقي الخط الأصفر الذي يقسّم قطاع غزة إلى نصفين، يجري التحضير، وإن بخطوات بطيئة ومتذبذبة، لبدء إعمار منطقة رفح المحتلّة جنوبي القطاع، تحت عنوان «مدينة رفح الخضراء». ويعني تحقيق هذا السيناريو، عملياً، الإقرار باستمرار احتلال إسرائيل لنصف القطاع تقريباً، وإهمال المنطقة غير المحتلّة، وترك أهلها للحصار والمعاناة. ومع أنّ تل أبيب، تبدي إلى الآن، تردّداً في المضي في مشروع إعمار رفح رغم فوائده بالنسبة إليها، لكنّ الحديث يدور عن ضغوط أميركية تمارسها إدارة الرئيس دونالد ترامب، على رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتيناهو، في ذلك السياق.

 

وكشف مصدر سياسي إسرائيلي، أنّ «ترامب، لا يسمح لنتنياهو، بتقويض وقف إطلاق النار في غزة، رغم أنّ الوضع هناك لا يتحسّن، وإعادة الإعمار تتأخّر». وفي حين قدّرت «القناة 14» العبرية، أنّ اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، سيتناول ملفات إقليمية أخرى أيضاً، من بينها «التوتر مع لبنان، والاتفاق الأمني مع سوريا»، كشف موقع «أكسيوس» الأميركي، مساء أمس، تفاصيل عن المحادثة التي جرت بين نتنياهو وترامب، وقال إنّ «الأخير طلب من الأول تغيير مقاربته في سوريا وكذلك في غزة، والتعاون في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار».

 

«معاريف»: خطّة ترامب تبدو على «الورق» – فقط – متكاملة

 

 

من جهتها، وصفت مراسلة صحيفة «معاريف»، آنا برسكي، خطّة ترامب، بأنها تبدو على «الورق» كخطة متكاملة وضعتها نخبة استراتيجية أميركية: وقف تدريجي لإطلاق النار، ضربة لـ«حماس»، تمهيد لنزع سلاحها، تشكيل إدارة فلسطينية جديدة، وإعمار منظّم بإشراف دولي. غير أنّ الواقع الميداني يكشف عن مأزق عميق. فـ«حماس» لم تنهَر، بحسب الصحيفة، بل «استعادت زمام المبادرة في بعض المناطق» التي خفّف فيها جيش الاحتلال وجوده. في المقابل، لا تزال الدول التي يُفترض أن تشارك في «قوة الاستقرار» عاجزة عن التوافق على شكل المهمّة ومكوّناتها؛ فمصر ترفض تولّي مسؤولية أمنية مباشرة في غزة، والسعودية لا تريد دفع كلفة سياسية إقليمية للدخول إلى منطقة تهيمن عليها «حماس»، بينما تطالب تركيا بدور تعتبره إسرائيل «تهديداً مباشراً»، وتبدو «قطر مستعدّة للتمويل لا للمشاركة الميدانية».

 

وفي سياق متّصل، أعلن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أمس، أنّ «القاهرة، بدأت تنفيذ برامج لتدريب عناصر من الشرطة الفلسطينية على الأراضي المصرية»، تمهيداً لتمكينهم من «تولّي مسؤولية حفظ الأمن في قطاع غزة بعد تثبيت وقف إطلاق النار». أمّا «اللجنة التكنوقراطية الفلسطينية» التي يُفترض أن تدير القطاع، فلا تزال «مجرّد ملفات بيروقراطية متداولة داخل وزارة الخارجية الأميركية»، علماً أنه لا يمكن لأي إدارة أن تنجح على الأرض من دون شرعية محلّية، تمرّ عملياً عبر «حماس» والعشائر، وهو ما ترفضه واشنطن وتل أبيب على السواء.

 

وعلى الصعيد الميداني، تؤدّي الأحداث الأمنية المتلاحقة في غزة إلى تقويض فرص التقدّم؛ فكلّ اجتماع يُعقد في القاهرة للدفع نحو تنفيذ المرحلة الثانية، يُقابله تصعيد جديد. وبرأي براسكي، فإنه «في ظلّ غياب الاستقرار لأكثر من 48 ساعة متواصلة، تبدو الخطّة مجرّد حبر على ورق، تفتقر إلى الشروط الدنيا اللازمة لتفعيلها».

وفي خضمّ ذلك، تتبلور في الأوساط السياسية والأمنية في إسرائيل والخارج، بحسب «معاريف»، رؤية لسيناريو ميداني قائم على البقاء في المناطق الواقعة شرق الخط الأصفر، ضمن حال «وضع راهن اضطراري». ويراهن بعض الإسرائيليين على «إرهاق إدارة ترامب من هذا الملف»، على أمل أن يُترك لإسرائيل التعامل معه منفردة، «مثلما حدث في مبادرات أميركية سابقة انتهت بخيبة أمل وتخلٍّ عن المتابعة».

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

نائب وزير الخارجية الأميركي يصل إلى العراق في زيارة رسمية

  وصل نائب وزير الخارجية الأميركي مايكل ريغاس، اليوم الإثنين، إلى العراق في زيارة رسمية، لإجراء مباحثات مع المسؤولين العراقيين وزيارة المرافق الديبلوماسية الأميركية هناك، ...