آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » وزير الثقافة يعلن استعادة أكثر من 1400 رُقم وقطعة أثرية إلى متحف إدلب

وزير الثقافة يعلن استعادة أكثر من 1400 رُقم وقطعة أثرية إلى متحف إدلب

 

 

أعلن وزير الثقافة السوري محمد ياسين الصالح أن الجهود الوطنية أثمرت عن استعادة 1234 رقماً أثرياً، إضافة إلى 198 قطعة أثرية إلى متحف إدلب تعود إلى حضارات عريقة تواجدت على الأرض السورية، مشيراً إلى دور أهالي المحافظة في استعادتها.

 

photo 2025 12 03 14 06 59 2 وزير الثقافة يعلن استعادة أكثر من 1400 رُقم وقطعة أثرية إلى متحف إدلب

وقال الوزير خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم في متحف إدلب: إن المحافظة تمثل أحد أهم شواهد التاريخ السوري العريق، وإن ذكرى التحرير التي تمر هذه الأيام تذكّر بفضل هذه المدينة على كامل الجغرافيا السورية، مشيراً إلى أن استعادة الهوية الثقافية يوازي في أهميته استعادة القطع الأثرية التي فقدتها سوريا خلال سنوات الحرب.

 

وشدد وزير الثقافة على أن الحفاظ على الهوية الثقافية وتراث سوريا الحضاري خط أحمر لا يقبل المساس، وأن العمل مستمر لإعادة ما فقدته البلاد من مقتنيات أثرية خلال سنوات الحرب، مشيراً إلى أن الأراضي السورية تختزن ذاكرة إنسانية تتجاوز حدود الوطن، إذ كانت ممالكها التاريخية تمتد شرقاً وغرباً وتحكم أجزاء واسعة من العالم القديم.

 

وبيّن الوزير أن أبناء إدلب أظهروا وعياً كبيراً منذ بداية الثورة السورية، عندما أدركوا أن إرهاب النظام البائد الذي استهدف المدن والمستشفيات، لن يتردد أيضاً في استهداف المتاحف والمواقع الأثرية، ما دفع الأهالي إلى حفظ عدد كبير من الرقم والقطع العائدة لمملكتي إيبلا وماري في مستودعات خاصة.

 

وأشار وزير الثقافة إلى أن استهداف “جيش الأسد” لمتحف إدلب تسبب بتضرر الجدران الواقية والممرات المخصصة لحماية المقتنيات الأثرية، ما أدى إلى فقدان عدد من القطع لفترة طويلة، لكن عقب التحرير تمكنت وزارة الثقافة من الوصول إلى أماكن وجود تلك المقتنيات، واستعادة الرقم والقطع الأثرية التي يعود بعضها إلى نحو 3200 عام قبل الميلاد، والمرتبطة بمملكتي ماري وإيبلا وحضارات أشور وسومر وأكاد، والتي تعد مصدراً مهماً لدراسة الجوانب الدينية والقانونية والدبلوماسية والسياسية والاجتماعية التي سادت في تلك المراحل.

 

وأكد الوزير أن استعادة هذه الآثار تتزامن مع الذكرى الأولى لمعركة “ردع العدوان” وذكرى التحرير، مشدداً على أن سوريا تستعيد إرثها وتراثها وحضارتها وسرديتها التاريخية، وقال: “نحن أصحاب حضارة ضاربة في عمق التاريخ وهوية أصيلة لا نسمح بالمساس بها، ولسنا بحاجة إلى بنائها من جديد بل إلى كشف الغبار الذي تراكم عليها في زمن الحرب”.

 

محافظ إدلب: المحافظة تعيش لحظات التحرير الأجمل مع استعادة كنوزها الأثرية

 

بدوره أوضح محافظ إدلب محمد عبد الرحمن أن المحافظة تعيش اليوم أجمل لحظات التحرير مع استعادة مجموعة من القطع الأثرية المفقودة خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أن الوعي والمسؤولية التي تحلى بها الأهالي أسهمت في الحفاظ على هذه الكنوز الوطنية التي تشكل جزءاً مهماً من تاريخ سوريا وهويتها الحضارية.

 

ولفت عبد الرحمن إلى أن العمل جارٍ بالتعاون مع وزارة الثقافة لإعادة تأهيل متاحف إدلب ومعرة النعمان بما يضمن صون الإرث الحضاري الفريد الذي تمتاز به المحافظة، لافتاً إلى أن إدلب تحتضن ما يقارب ثلث آثار سوريا، ما يجعل من مسؤولية الحفاظ عليها أولوية وطنية.

 

وبيّن محافظ إدلب أن المرحلة المقبلة ستشهد انطلاقة واسعة في إعادة الإعمار لتكون المحافظة أفضل مما كانت عليه قبل الحرب، في مختلف القطاعات الخدمية والثقافية والتعليمية والطبية، وبما يمهد لعودة الأهالي من المخيمات إلى بيوتهم وقراهم واستعادة دورة الحياة الطبيعية.

 

وتعرضت الكثير من المواقع الأثرية في سوريا خلال سنوات الثورة، للخراب والدمار بفعل القصف العشوائي الذي مارسه النظام البائد، وتعد محافظة ادلب من أكثر تلك المناطق تضرراً إذ طال القصف العشوائي عشرات المواقع الأثرية، فضلاً عن دعمه لشبكات منظمة تمارس عمليات السلب والنهب في مناطق الآثار وبيعها في السوق السوداء.

أخبار سوريا الوطن١-سانا

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الثقافة كـ«فعل مقاومة»: أقلامٌ لِهُوِيَّة فلسطين

  زاهي وهبي     المعركة ليست على الأرض وحدها، بل هي معركة على الرواية، فمن يسيطر على الذاكرة يملك مفتاح المستقبل. بهذه العبارة يمكن ...