آخر الأخبار
الرئيسية » إدارة وأبحاث ومبادرات » سوريا بعد عام من التغيير القيادي بين واقع النفوذ ومسار الدولة ..!!

سوريا بعد عام من التغيير القيادي بين واقع النفوذ ومسار الدولة ..!!

 

القاضي حسين حمادة

بعد مرور عام على التغيّر القيادي في سوريا لا يزال المشهد الداخلي موزّعًا بين مناطق نفوذ تسيطر عليها قوى محلية ترتبط بدعم إقليمي ودولي

ورغم أنّ هذا الواقع يبدو في ظاهره ظرفيًا، إلا أنّ استمراره دون معالجة قد يحوّله تدريجيًا إلى بنية شبه ثابتة تهدد وحدة الدولة، وتعرقل بسط السيادة الوطنية، وتُعيق أي مشروع لإعادة الإعمار أو إعادة بناء المؤسسات.

إنّ استمرار هذا الوضع غير السليم لا يخدم استقرار البلاد ولا مصالح القيادة الجديدة، إذ إن بقاؤه على حاله قد يقود إلى نتائج خطيرة، أبرزها:
1 – ترسّخ التقسيم الفعلي وتحوله مع الوقت إلى أمرٍ واقع شبه دائم.
2 – ارتفاع كلفة إعادة الإعمار وصعوبة إعادة دمج المناطق على المستويين الإداري والاقتصادي.
3 – تعاظم نفوذ القوى الخارجية وتحويل سوريا إلى ساحة تفاهمات إقليمية ودولية بدل أن تكون ساحة تفاهمات وطنية.
4 – احتمال بروز مطالب انفصالية تحت شعارات الحكم الذاتي أو الحماية الأمنية.

إن هذا الواقع ليس قدَرًا محتومًا، لكنه أيضًا لن ينتهي تلقائيًا، بل يتطلّب إرادة سياسية واضحة وخطط عمل متعددة المسارات، من أهمها – حسب اعتقادي – مايلي :
1 – دبلوماسية هادئة على المستويين الداخلي والخارجي، تفتح قنوات التواصل وتخفّف الاحتقان وتُعيد ضبط العلاقات مع مختلف الأطراف .
2 – منهج سياسي يقوم على : التشاركية، والمعيارية، والتوافقية، والانتقائية ، والانتقالية، بما ينسجم مع طبيعة المرحلة الانتقالية ومتطلباتها.
3 – إجراءات أمنية مدروسة ومتدرجة تكفل الحفاظ على وحدة سوريا وصون استقلال القرار الوطني، دون الانجرار إلى صدامات واسعة.
4 – إصلاحات داخلية جذرية في السلطات الثلاث: التنفيذية والتشريعية والقضائية، بما يعيد الثقة بالعمل المؤسسي ويحدّ من الفساد ويُرسّخ سيادة القانون.
5 – اعتماد خطط وبرامج تنفيذية واضحة ضمن جداول زمنية دقيقة، مع مراعاة حاجات المواطنين و أولوياتهم، وتحقيق أعلى درجات الشفافية في الإيرادات والنفقات وفي مراحل التنفيذ
6 – تطبيق فعلي لمبدأ العدالة الانتقالية بما يضمن كشف الحقائق، وإنصاف الضحايا، ومنع تكرار الانتهاكات، وتثبيت أسس المصالحة الوطنية.

إنّ هذا العمل لا يُبنى بالوعود التي لاتجد طريقها الى التنفيذ وإنما بالعمل الجاد، القائم على التخطيط لا الارتجال، وعلى الواقعية لا الأوهام،
سوريا اليوم تحتاج إلى رجال دولة يعملون بصمت،ًويُنجزون بثبات، ويضعون الوطن فوق الجميع … هذا هو الطريق…ولا طريق غيره لمن أراد حقًا إنقاذ البلاد
(أخبار سوريا الوطن2-صفحة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وزير العدل يبحث مع منظمة “نداء جنيف” تعزيز القانون الدولي الإنساني وتدريب الكوادر القانونية

بحث وزير العدل مظهر الويس اليوم، مع الأمين العام لمنظمة “نداء جنيف” آلان ديليتروز، سبل تعزيز التعاون المشترك في المجالات القانونية والقضائية. واستعرض الجانبان خلال الاجتماع الذي ...