آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » عيد “البربارة”.. رمزية وطقوس متوارثة

عيد “البربارة”.. رمزية وطقوس متوارثة

 

محمد الحريري:

يصادف اليوم الرابع من كانون الأول من كل عام “عيد القدّيسة بربارة”، الذي يحمل رمزية وجدانية في الدين المسيحي، لا سيما في سوريا والمنطقة، و تحدث الأب إليان وهبة لـ “الثورة السورية” عنها، بأنه حدث يجمع الناس، ليستعيدوا خلاله سيرة القديسة بربارة التي عاشت في القرن الثالث الميلادي.

ويقول: “آمنت بالسيد المسيح مخلصاً وقدوةً، وتحدت أباها الذي كان عابداً للأوثان”، مشيراً إلى أنها رغم ما تحملته من العذاب في سبيل إيمانها، لم تبدل ولم تنكر إيمانه.

هذا الثبات، كما يوضح الأب “إليان”، هو ما جعل القدّيسة ملجأ لمن يطلب المساعدة، ويقول: “اظهر الله محبته لها، بتكريمها بصنع العجائب بحياتها، فكانت قريبة من الناس، وحاضرة على أوجاعهم، حتى بعد استشهادها، كانت قريبة من كل من يطلب شفاعتها في الضيق والشدة، فانتشر إكرامها بين السائلين، وكرمها المؤمنين بتأليف الأناشيد والأغاني وسلق الحبوب وتزيينها بالحلوى إكراماً لذكراها”.

هذه الطقوس المرتبطة بالعيد لم تكن مجرد عادة قديمة، فالسليقة “الحنطة المسلوقة”، هي رمز لقصة القديسة، وتعبيراً عن الصبر والمحبة الّلذين شكلا جوهر حياتها، حتى أصبحت السليقة جزءاً أساسياً من الاحتفال، يتقاسمها الجميع كنوع من البركة والمحبة.

إلى جانب البعد الديني، هناك جانب مرتبط بالعادات والتقاليد الشعبية، يتحدث “بطرس معوض” عن جانب آخر من قصة هروب “القديسة بربارة” إلى حقل القمح، قائلاً: “أرادوا قطع رأسها، وهربت إلى الحقل، وعندما عرفوا مكانها، أشعلوا النار فيه”، فالحقل كان شاهداً على العذاب الذي عاشته، ومحاولاتهم في إخفائها وقتلها وطمس إيمانها.

يتابع معوض حديثه عن طقوس هذا العيد، فيبدأ بحفل تنكري، يرتدي الناس فيه الأقنعة والأزياء، متخفين كأنهم يشاركون بربارة هروبها، فيجوبون البيوت والطرقات، وتوزع الحلوى في كرنفال يمحو الفوارق، جاعلاً الجميع متساوين خلف الأقنعة، وعند حلول المساء يجتمع الناس لإشعال النار في الساحات، كرمزية لحقل القمح الذي اختبأت فيه القدّيسة.
يتكرر المشهد في المدن والقرى، عائلات وأحياء كاملة تجتمع حول نار واحدة رغم اختلافهم ليحتفلوا بذكرى تحمل في جوهرها قيمة إنسانية، يقول معوض: “المحبة هي ما يجمع السوريين مهما اختلفت طقوسهم ومعتقداتهم”.

وفي ختام هذا العيد، تأتي دعوات الأب طالباً: “من الله أن يبارك سوريا بهذا العيد، ويزيد المحبة والسلام والمودة بين كل أطياف الشعب السوري”، لتبقى الأعياد رسالة خير تضيء درب الجميع نحو غد أكثر سلاماً ومودة.
(أخبار سوريا الوطن2-الثورة السورية)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

اختتام فعاليات معرض منتجات المرأة العاملة في طرطوس القديمة

وداد محفوض: اختتم معرض منتجات المرأة العاملة فعالياته في مدينة طرطوس القديمة ظهر اليوم ، والذي نظمه اتحاد عمال طرطوس لتسويق منتجات النساء العاملات بالمحافظة ...