آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » بعد عام من التحرير.. الدراما السورية موسم يجمع بين الابتكار والعمق

بعد عام من التحرير.. الدراما السورية موسم يجمع بين الابتكار والعمق

ميسون شباني:

يشهد موسم رمضان 2026 عودة قوية للدراما السورية، بعد سنوات من التراجع بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية التي مر بها البلد.
هذه العودة تأتي في وقت يشهد فيه المجتمع السوري تحولات جذرية على مختلف الأصعدة، خاصة بعد سقوط النظام البائد في 2024، وهو الحدث الذي شكّل نقطة فارقة في تاريخ سوريا الحديث.
لذا، فإن الأعمال الدرامية التي ستعرض في هذا الموسم، تعكس بشكل واضح هذه التغيرات العميقة، حيث تتناول قضايا اجتماعية وإنسانية معاصرة، في حين لا تخلو من إشارات إلى الفترات التاريخية الملتبسة في تاريخ البلاد.

*عودة النجوم الكبار

يعد مسلسل “الخروج من البئر” من أبرز الأعمال المنتظرة في هذا الموسم، حيث يعود النجم جمال سليمان إلى الشاشة بعد غياب طويل، ليجسد دور شخصية تكافح من أجل الخروج من دائرة الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية.
المسلسل الذي كتبه سامر رضوان وأخرجه محمد لطفي، يقدم معالجة درامية جديدة لقضايا المجتمع السوري، ويسلط الضوء على هموم الناس في مرحلة ما بعد النظام الأسدي البائد، حيث يجد المواطن السوري نفسه في مواجهة واقع جديد مليء بالتحديات.

*متغيرات اقتصادية

أما مسلسل “الحريقة”، الذي يعكس الحياة في سوق الحريقة الدمشقي التاريخي، فيعرض جانباً من الصراعات التجارية والاجتماعية التي نشأت بعد سقوط النظام البائد. من خلال عمل المخرج أحمد   إبراهيم أحمد، يتم استعراض واقع الحياة اليومية في هذا السوق، حيث يكتشف الناس أن العلاقات الاجتماعية أصبحت أكثر تعقيداً في ظل التغيرات الاقتصادية والتوترات التي خلفها الانهيار السياسي.

*بيئة مشحونة بالأزمات

“مولانا” هو العمل الذي يجمع لأول مرة بين النجمين تيم حسن ونور تحت إشراف المخرج سامر البرقاوي، ويعتبر من المسلسلات التي تلامس التوتر الاجتماعي المتصاعد في سوريا ما بعد الأسد.
يقدم العمل تحليلاً عميقاً للمفاهيم الاجتماعية والثقافية التي ارتبطت بالنظام السابق، حيث يناقش العلاقة بين القيم والتوترات الاجتماعية في بيئة مشحونة بالأزمات السياسية.

*كوميديا اجتماعية سوداء

“المماليك” للمخرج الليث حجو يختلف عن باقي الأعمال في هذا الموسم، فهو يقدم مزيجاً من الفكاهة والدراما الاجتماعية، ليعكس واقع الحياة السورية بطريقة غير تقليدية. من خلال شخصية كوميدية تسلط الضوء على معاناة الناس في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، يحاول المسلسل تقديم رسالة مريرة عن الفساد وتدهور القيم في سوريا بعد السقوط.

*هموم السوريين الحياتية

في “لا مكان لا زمان”، نجد أن العمل يقدم ثلاثيات درامية تطرح قضايا اجتماعية تلامس هموم شريحة واسعة من المجتمع السوري.
تدور الأحداث حول شخصيات مختلفة تعكس واقع الحياة اليومية، في محاولة لفهم التغيرات التي مر بها السوريون، سواء على مستوى العلاقات الشخصية أو القيم الاجتماعية.

*من الذاكرة الشعبية

“النويلاتي” يأخذنا في رحلة إلى عام 1860، حيث يعرض الأحداث المتعلقة بـ “طوشة الشام الطائفية” التي شهدت اقتتالاً بين المسلمين والمسيحيين واليهود في دمشق. هذا العمل يربط بين تاريخ سوريا المأساوي والحاضر المتأزم، ليقدم صورة حية للصراع الطائفي والاجتماعي الذي لازال يراوح في الذاكرة الشعبية، وهو انعكاس غير مباشر لما عاشته سوريا في عهد الأسد من قمع وإقصاء.

*استحضار قيم الثقافة والفكر

أما في “حاتم الطائي”، فنرى إعادة إحياء قصة الشاعر العربي المشهور، حيث يتم استحضار الماضي التاريخي والروح القتالية التي ميزت شخصيات مبدعة في فترات سابقة.
يُعد هذا العمل محاولة لإعادة تقديم قيم الثقافة والفكر العربي الذي طالما حاول النظام السابق محوه أو تهميشه في خدمة سياساته.

*قسوة السجون السورية

“القيصر” هو عمل يروي قصص السجناء في سجن صيدنايا، معاناة الأفراد الذين عاشوا فترة مظلمة من تاريخ سوريا تحت حكم النظام البائد. من خلال هذا العمل، يحاول المخرج تسليط الضوء على قسوة السجون السورية ويعرض الصراعات النفسية التي خاضها المساجين في مرحلة قمعية مظلمة، ما يرفع هذا العمل إلى مستوى من الأهمية التاريخية والإنسانية.

*بين الكوميديا والتراجيديا

أما “مطبخ المدينة” للمخرجة رشا شربتجي، فيجمع بين الكوميديا السوداء والتراجيديا، حيث يتناول قصة عائلة تدير مطعماً في حي شعبي وسط دمشق.
المسلسل يقدم نظرة حادة على التحولات الاجتماعية في المجتمع السوري بعد سقوط النظام، حيث يسلط الضوء على المعاناة اليومية للمواطنين ومحاولة إيجاد سبل جديدة للبقاء في بيئة مضطربة.

*الفساد بعدة أوجه

وفي مسلسل “سعادة المجنون”، يتم تناول موضوع الفساد في المجتمع السوري بعد انهيار النظام، حيث تتشابك قصة جريمة غامضة في حي شعبي مع كشف جوانب مظلمة من واقع الحياة الاجتماعية. المسلسل يركز على الفساد الذي ينخر في الأنسجة الاجتماعية والسياسية للبلاد، ليعرض كيفية تعاطي الناس مع هذه الحالة المستعصية.

*رؤية جديدة لدمشق

“نبلاء دمشق” هو عمل درامي يعود بنا إلى الماضي ليروي الصراعات الثقافية والتاريخية التي شهدتها دمشق خلال العقود الماضية.
هذا المسلسل يقدم مزيجاً من القصص التي تروي تاريخ المدينة، محاولاً تقديم رؤية جديدة لحاضر دمشق في ظل التحولات السياسية والاجتماعية ما بعد الأسد.

*كسر المحظورات

يأتي مسلسل “عيلة الملك” كمحاولة جديدة في الدراما السورية لكسر المحظورات التي لطالما أحاطت بالخطاب الفني، عبر الغوص في التحولات الاجتماعية والسياسية التي عاشتها البلاد خلال العقود الأخيرة، خصوصاً خلال السنوات التي سبقت اندلاع الحرب.
تدور القصة حول تاجر دمشقي يصعد اجتماعياً بشكل مفاجئ بعدما يتخلى عن عائلته الفقيرة ويرتبط بسيدة نافذة، لكنه يجد نفسه لاحقاً محاصراً بين ماضيه ومطاردة الأجهزة الأمنية له، لتبلغ الحكاية ذروتها مع اللحظة المفصلية في تاريخ سوريا، ويقدم عبر تفاصيله قصة صراع الإخوة بأسلوب رمزي يعكس الواقع الاجتماعي السوري بعد الحرب.
إذاً، العمل لا يقتصر على الجانب السياسي فحسب، بل يتناول أيضاً تعقيدات العلاقات الإنسانية في ظروف استثنائية، يروي تفاصيلها من خلال قصة معتقلة سابقة تقع في حب بطل ثوري يواجه شقيقاً متسلّطاً، ما يضعه أمام صراع بين العاطفة والواجب الاجتماعي.
الموسم الدرامي هذ العام ليس مجرد موسم تلفزيوني عابر، بل هو محاولة لإحياء الصناعة الدرامية السورية التي عانت الكثير من التدهور بسبب الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد. وتسعى هذه الأعمال لتقديم محتوى يعكس واقعاً معيشاً ما بعد الثورة، مع التركيز على قضايا اجتماعية واقتصادية تمّس الحياة اليومية، وتستعرض الآلام والتحديات التي مر بها الشعب السوري في مرحلة ما بعد الصراع.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية
x

‎قد يُعجبك أيضاً

«الستّ» في مرمى السلفيّين!

  عبدالله رامي جاء الإعلان عن التريلر الرسمي لفيلم «الست» (إخراج مروان حامد) أشبه بكرة ثلج من الجدل، إذ بدأ الخلاف حول أحقية اختيار الممثلة ...