آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » في ذكرى التحرير.. الحافلة الثقافية منجز نوعي في فضاءات العدالة المعرفية

في ذكرى التحرير.. الحافلة الثقافية منجز نوعي في فضاءات العدالة المعرفية

رنا بغدان:

انطلاقاً من السعي نحو تعزيز الهوية الوطنية وتصحيح المسار الثقافي الذي ساد على الفكر السوري طوال السنوات الماضية من سيطرة النظام البائد، وتحقيق العدالة الثقافية وتعريف الأجيال الجديدة بإرثها الثقافي الحضاري وقيمها الجمالية والإنسانية وكسر الفوارق بين المدينة والريف وبهدف إيصال المعرفة إلى مختلف المدن والمناطق السورية، نشأت فكرة “الحافلة الثقافية” التابعة لوزارة الثقافة بهدف تعزيز حضور الثقافة السورية خارج المراكز الثقافية بعيداً عن الأساليب التقليدية وترسيخ حق جميع السوريين في الوصول إلى الكتاب والمعرفة والبرامج الإبداعية، إضافة إلى تحفيز دور الثقافة لتصبح سلوكاً اجتماعياً وفعلاً يومياً وتكون في متناول الجميع خاصةً ضمن المناطق التي تفتقر لخدمات ومؤسسات ثقافية مستقرة.
وضمّت الحافلة الثقافية المتنقلة التي جابت عدداً من المحافظات والمناطق السورية خلال العام الماضي وحرصت على إعلاء اسم سوريا بما يليق به حضارياً وتاريخياً وثقافياً، عدداً من الأنشطة للأطفال واليافعين والأهالي شملت الرسم والقراءة وورشات العمل المتنوعة وزيارة أهم المعالم الأثرية والثقافية، التي تهدف إلى تعزيز المهارات اللغوية وخلق فضاءات تتسع لجميع مساحات التعّلم وتصل إلى كل إنسان على اختلاف الفئات العمرية عبر توزيع الكتب والقصص المتنوعة للأطفال مثلاً ليتمكن كل واحد من اختيار قصة لقراءتها وعرضها أمام الجميع.
فحطت الحافلة رحالها في مناطق عديدة نذكر منها: دمشق، ريف دمشق، دير الزور، طرطوس، القنيطرة، حمص. وكانت تحتوي على مكتبة متكاملة تضم كتباً وروايات وقصصاً ومواد تعليمية وترفيهية موجهة للأطفال والبالغين، ورافقها نخبة من الأدباء والشعراء المتطوعين الذين ساهموا في تنشيط الحياة الثقافية من خلال أنشطة متنوعة تجمع بين المتعة والتعلم.
كما قدمت الحافلة فقرات تفاعلية مخصصة للأطفال شملت القراءة التشاركية وورشات الكتابة والرسم، إضافة إلى فقرة الحكواتي والمسابقات الفكرية والثقافية والعلمية والترفيهية، وذلك بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والمدارس والفرق التطوعية في مختلف المناطق، وذلك وفق برنامج منسق ضمن وصول الحافلة إلى أكبر عدد ممكن من القرى والبلدات، إضافة إلى أن الحافلة حظيت بدعمٍ واسع من مختلف الجهات الثقافية لاسيما دور النشر والمكتبات التي ساهمت في رفد محتوى الحافلة وإغنائه، إضافة إلى جميع التسهيلات التنظيمية التي وُفّرت لضمان نجاح المبادرة التي حظيت منذ انطلاقتها بتفاعلٍ وترحيبٍ كبيرين من الأهالي خاصة في القرى والمناطق الريفية.
مبادرة موفقة أطلقتها وزارة الثقافة في زمن طغت فيه التكنولوجيا وسيطرت على عقول الأطفال واليافعين، ساهمت في أن تكون جسراً للتواصل المعرفي ووسيلة لنشر الوعي والثقافة لتعيد الثقة بين الكتاب وروّاده وبذرة صالحة في نفوس وعشاق البحث الذين يسعون للتبحر في المعرفة، مبادرة نتمنى لها السعي قدماً لتشمل جميع المحافظات السورية مستقبلا، ومشروعاً إنسانياً يعيد بناء الصلة بين الأجيال والكتاب بعيداً عن التلقين من خلال إثراء المعارف والتحفيز على المشاركة وإعمال الخيال وصولاً إلى الإبداع.

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

«الستّ» في مرمى السلفيّين!

  عبدالله رامي جاء الإعلان عن التريلر الرسمي لفيلم «الست» (إخراج مروان حامد) أشبه بكرة ثلج من الجدل، إذ بدأ الخلاف حول أحقية اختيار الممثلة ...