آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » الصحيفة الورقية حاجة يومية للكثيرين 

الصحيفة الورقية حاجة يومية للكثيرين 

 

 

 

عبد اللطيف عباس شعبان

 

 

أبارك لوزارة الاعلام إنجازها الجديد المفيد بإصدار صحيفة الثورة السورية ورقيا، وقبل يومين من صدور العدد الأول شاركت في تحقيق صحفي ( نشرته صحيفة الحرية ) حول أهمية الصحافة الورقية، وأبديت تقديري العالي لأهمية استعادة الاعلام الورقي مجدَّدا بعد أن افتقدناه لسنوات في ظل النظام البائد تحت حجة مرض الكورونا تلك الحجة الباطلة حينذاك، وحيث أنني توقَّعت ارتفاع سعر العدد الجديد عن أيام زمان نظرا للارتفاع الكبير في تكاليف الطباعة، فقد اقترحت أن يتم اعتماد سعر مدعوم للعدد اليومي بأقل من الكلفة بغية تمكين القراء من شراء العدد يوميا، وأيضًا اقترحت ضرورة توفير الصحيفة يوميا في قاعات المطالعة في جميع المراكز الثقافية على ساحة القطر، بغية تفعيل تنشيط المطالعة في هذه القاعات وتمكين قراءة العدد للقراء الذين لا يستطيعون شراءه.

لقد سُرِرْت جدا عندما وجدت العدد الثالث من الصحيفة على طاولة أحد أصدقائي من أصحاب المهام الوسطى في إدارة رسمية، وتصفحت صفحاته ال / 24 / سريعا، وارتحت جدا لطريقة إخراج العدد ككل ولكل صفحة من الصفحات، وسررت غاية السرور بتنوع المواد وغناها المعرفي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأدبيا وعلميا، ولفتَ انتباهي تعدُّد الصحفيين والكتَّاب المشاركين في العدد، وأن معظمهم من غير المعهودين في الصحافة السابقة، ما يؤكد إفساح المجال واندفاع الكثير من الطاقات الفكرية الجديدة الكفوءة التي كانت مُبعدة أو مُبتعدة عن الكتابة، ونظرا لإعجابي الكبير بالصحيفة دار بخلدي أن أعتمد شراءها يوميا ( على غرار شرائي للصحف اليومية أيام زمان ) ظنًّا مني أن سعرها بمئات الليرات ( والذي سيكون مقبولا قياسا بآحاد وعشرات الليرات أيام زمان ) ولكنني فوجئت بأن سعرها بالآف الليرات / 3000 / ل.س، مادفعني للتريث نظرا لهذا السعر الكبيرالذي توَّهمت لأول مرة أنه غير مدعوم.

لكن عندما تفكرت مليا بهذا السعر المرتفع في ضوء إلمامي المتواضع بتكاليف إصدار العدد من رواتب العاملين الإداريين والفنيين في الصحيفة ونفقات الطباعة ونفقات أخرى كثيرة إلى جانب تعويضات الصحفيين والكتَّاب، تبيَّن لي أن كلفة العدد الحقيقية تحوم حول العشرة آلاف ليرة سورية وربما أكثر، وبالتالي فإن سعر / 3000 / هو سعر مدعوم جدا قياسا بالكلفة، ولكن الكثيرون يتناسون الكلفة مستذكرين قدرتهم على الشراء، وبذلك سيكون المشترين للعدد قلَّة قياسا بأعداد مشتريه أيام زمان.

في ماضي السنين / إن لم تخُنِّي الذاكرة / كان متوسط الراتب الشهري حوالي /10/ الاف ليرة سورية وكان سعر الصحيفة اليومية حينئذ خمس ليرات سورية، يعادل نسبة قليلة جدا من متوسط الأجر اليومي في حينه، وكان يتهافت الكثيرون لشراء صحيفة أو أكثر يوميا ( وأنا كنت أشتري أكثر من صحيفة كل يوم، عدا المجلات الاسبوعية والشهرية، وما زلت أحتفظ بالكثير منها في مكتبتي، وكنت أكتب في عدة صحف ) وبعد أن ارتفع الراتب أصبح سعر العدد عشر ليرات ومن ثم / 25 / ل.س وبقي هذا السعر الذي يعادل نسبة قليلة جدا من متوسط الأجر اليومي في حينه، يحفِّز الكثيرين لشراء الصحيفة يوميا، حتى كانت أغلب المكتبات تبيع كل مخصصاتها اليومية من الصحف، وكثيرون كانوا يطلبون حجز صحيفتهم مسبقا، وكان للبعض اشتراك سنوي دائم في صحيفة أو أكثر وأنا منهم.

إذا تمعنّا حاليا في سعر الصحيفة اليوم / 3000 / ل.س نجده يشكِّل نسبة عالية من متوسط الأجر اليومي في الوقت الحالي، وعلى من يرغب شراء صحيفة كل يوم أن يدفع كل عام ما يقارب ثلاثة أرباع راتب شهر، ما سيقلل من أعداد مشتري الصحيفة، وهنا أرى جواز النظر في تحفيض سعر الصحيفة في ضوء الممكن، لكي تكتمل فرحة القراء في إصدارها ، وحيث أنه لم تعد الورقة النقدية من فئة المئة أو المئتي ليرة سورية متداولة في السوق، وربما من غير المستطاع تخفيض سعر العدد إلى / 500 / ل.س ( ما يوازي ال / 5 / ليرات أيام زمان ) أقترح أن تعمل وزارة الاعلام – ما استطاعت ذلك – إلى اعتماد سعر الألف ليرة للعدد كحل وسط بغية تشجيع نسية كبيرة من القرَّاء لشراء الصحيفة اليومية، والتأسيس لأن تتولد القناعة لدى الكثيرين أن الصحيفة حاجة يومية، خاصة وأن الوزارة – على الأغلب – عازمة على إصدار صحف ورقية أخرى جديدة، واعتماد أن تكون كل صحيفة متخصصة في جانب اقتصادي أوسياسي أواجتماعي.

بغية تمكين الوزارة من تخفيض سعر الصحيفة أرى ضرورة إقدام عشرات المستثمرين الكبار على اختلاف هوياتهم ونوعية استثماراتهم لدعم الصحف الورقية ماديا بالتنسيق مع وزارة الاعلام، إذ سيكون لهذه الصحف دورا كبيرا في تسليط الضوء على الكثير من أعمالهم، والأمل بأن يكون الجديد الأفضل المرغوب والممكن قادم قريبا عقب تغيير العملة والزيادات الجديدة المرتقبة في الرواتب.

 

*عضو جمعية العلوم الاقتصادية – عضو اتحاد الصحفيين

 

(أخبار سوريا الوطن-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الممر التركي!!

    علي عبود   بعد أن أصبح ممر طريق الحرير الصيني واقعا ويشمل منطقة الشرق الأوسط، وبعد أن أطلقت أميركا مشروع الممر الهندي كمنافس ...