رواية “سوق الدهشة” توثق التجربة الإنسانية في قلب الأحداث

أنطوان بصمه جي:

شهد المركز الثقافي في العزيزية مساء أمس، حفل توقيع رواية “سوق الدهشة” للكاتب والباحث الدكتور محمد جمال طحان، الذي نظمته مديرية الثقافة بالتعاون مع دار الروّاد ودار الملتقى، وتطور الحفل ليصير منصة حوار فكري وأدبي، وسط حضورٍ أدبي والمهتمين في الشأن الثقافي.

وكشف الدكتور طحان خلال حوارٍ مباشر عن الطبقات العميقة للرواية، موضحاً أن رواية “سوق الدهشة” تمثل رد الفعل الإنساني الأساسي أمام التحولات الكبرى، فيما يرمز “السوق” إلى المجال العام الذي تتصادم فيه الأفكار وتتولد، وحدّد رسالة عمله بقوله: “أن نبقى حريصين على تجديد الثورة كلما اقتضت الحاجة، حتى الوصول إلى جوهر الوجود الإنساني في الحرية والعدالة والإنسانية”.

وأضاف الباحث طحان إن غايته من الرواية هي إثارة شعور بالقلق وإعادة التفكير في الذات والآخر لدى القارئ، وترسيخ قناعة بأن السعي نحو التغيير فعل متواصل لا ينتهي بتغيير جزئي.

من جانبه، تناول الشاعر عبد الرزاق مصطفى في مداخلة نقدية خصوصية البناء الروائي لـ”سوق الدهشة”، مشيراً إلى تعدد الأصوات السردية والخلط بين الواقعي والتوثيقي، ما يجعلها في رأيه “نصاً حياً” يتجاوز المقاييس النقدية التقليدية.

وتتبع الرواية، التي تبلغ 449 صفحة، الحياة اليومية للبطل “رفعت” خلال مراحل الأحداث في سوريا، بما في ذلك تجربة الاعتقال وثقل التضحيات اليومية.

واختتم حفل إشهار الرواية بجلسة توقيع تحولت إلى نقاشات ثرية بين الكاتب والحضور، جسدت دور حلب كحاضنة للإبداع، وتقدّم “سوق الدهشة” نفسها ليس فقط كعمل سردي، بل كأرشيف حي للتجربة السورية الاجتماعية والثقافية، موجهة رسالة إلى الأجيال القادمة لفهم تعقيدات تلك الحقبة.