آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » محاسبة الطفل الزائدة من قبل الأهل.. تشوه العلاقة وتعدم الحوار

محاسبة الطفل الزائدة من قبل الأهل.. تشوه العلاقة وتعدم الحوار

سمر رقية:

محاسبة الطفل الزائدة، أسلوب تربوي يؤدي إلى أضرار نفسية وسلوكية للطفل على المدى الطويل، وبدلاً من أن يتعلم المسؤولية، يتعلم الخوف والإخفاء ويفقد ثقته بنفسه.
وللتعرف على صفات الطفل الذي يحاسب على كل صغيرة وكبيرة، والٱثار السلبية التقت “الحرية” المدرسة بكلية التربية في جامعة طرطوس الدكتورة مايا بركات والتي أكدت أن الطفل يبدأ حياته بتجربة الأشياء الجديدة، فمن الطبيعي أن يصيب ويخطئ، وعندما أحاسبه على خطئه باستمرار وأحاسبه على كل كبيرة وصغيرة فأنا أشعره دائما بالتهديد، وبأنه تحت المجهر طيلة الوقت فيبدأ بالشعور بأنه لا يقوم بأي عمل مفيد وتبدأ تظرته السلبية تجاه ذاته، وكذلك الطفل الذي يحاسب باستمرار طفل يخاف من كل تصرف، ويعتقد أنه لا يمكن أن يرضي الكبار فيصبح سلبياً متملّصاً من المسؤوليات، إضافة لذلك نجد أن الطفل الذي يحاسب باستمرار يشعر بالخوف، ولا يملك وسيلة دفاع عن نفسه أو الرد، فيكبت في نفسه وما إن تغيب السلطة الخارجية عنه حتى يعتمد أسلوب المحاسبة الذي يتبعه أهله معه، وسيلة لأي موقف يتعرض له، وربما يستخدمه بشكل أقسى وأعنف فينتقم من أخيه أو زملائه مثلاً.
وأضافت د.بركات إن الطفل يعتبر الأسرة بمثابة الأمان له والملجأ الٱمن من كل الأخطار، والمحاسبة بشكل مستمر تخلق مشاعر الغضب لديه، وتغلق أبواب العلاقة بينه وبين وأهله، وتنشأ الحواجز التي تجعله يبتعد كثيراً عنهم، فينعدم الحوار وتكبر الهوة بينهم، وبالتالي تتشوه العلاقة وتدفع به إلى الغرباء والأصدقاء عندما تعترضه أية مشكلة.

الآثار السلبية

كما أوضحت د.بركات أن لمحاسبة الطفل بشكل مستمر ومبالغ به، ٱثار سلبية تظهر على الطفل بكل ما يقوم به وخاصة في نظرته تجاه نفسه، وحتى لو قامت الأم على المدى القريب بكبح وتقويم سلوك الطفل غير المرغوب، فهي على المدى البعيد تحطم شخصيته، ولاتشكّل سلوكيات جديدة ولا تترك له الفرصة لكي يتعلم من أخطائه ويبني شخصيته، وأيضاً من النتائج السلبية، يبدي الطفل الذي يُحاسَب باستمرار جموداً عاماً في سلوكياته، ويؤثر على مفهوم الذات لديه، ولا يستطيع تكوين علاقات اجتماعية بشكل طبيعي، فيفقد الثقة بنفسه ويفقد الإحساس بالمبادرة والقدرة على اتخاذ القرار.
وأشارت بركات إلى أن خبرات الطفولة تحفر جذوراً عميقة في شخصية الطفل، وبأن السلوك لا يقوّم بالعنف والتأنيب، بل بالحوار الذي يكسب الطفل نضجاً وشخصية متوازنة نفسياً واجتماعياً، رغم أنه متعب في البداية إلا أن نتائجه جيدة، ولا ننسى أننا بهذا نبني شخصية متوازنة، ومدركة ماذا تريد وماذا تفعل محققة بذلك الانضباط الذاتي.

البدائل الصحيحة

أمام هذه المشكلة أشارت د.بركات إلى وجود بدائل صحيحة لأسلوب المحاسبة الزائدة منها، اعتبار الخطأ فرصة للتعلم، وهنا يجب أن ينظر الأهل إلى أخطاء الطفل على أنها فرص طبيعية للتعلم وليست جرائم تستدعي المحاسبة، وضرورة التركيز على التصحيح لا التحطيم لمساعدة الطفل على فهم أثر تصرفه وتعلم كيفية تصحيحه، لا أن نجعله يشعر بالذنب، وبهذه المرحلة، من المهم جداً توفير مساحة أمان، تجعل الطفل يشعر بأمان كافٍ للاعتراف بخطئه، ومعرفة أن بإمكانه إيجاد الحلول والتعلم منها دون أن يفقده ثقته بنفسه.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية
x

‎قد يُعجبك أيضاً

رئيسة مؤسسة جناح أزرق السورية تشارك في حوار منظمات المجتمع المدني في الأمم المتحدة بجنيف حول بناء السلام 2025 : مناقشة مستقبل بناء السلام في عالم يزداد تشظّيًا

  شاركت السيدة نسرين حسن، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة جناح أزرق، في حوار منظمات المجتمع المدني – الأمم المتحدة حول بناء السلام 2025 في جنيف، ...