أيمن الحرفي:
الطفل عالم كبير من الأفعال والتصرفات والسلوكيات، وعالم من المنعكسات والانفعالات ما يجعل الأهل يحتارون تجاه طفلهم وخاصة الأم عندما تجدها قلقة ومحبطة والأب دائم الغياب عن المنزل ومشغول بعمله فاعلم أن لدى هذه العائلة ابن مريض مصاب بنقص الانتباه مع فرط في الحركة. تروي بعض الأمهات مشاكلها وما تعانيه فتقول: في المدرسة يقولون لي أنت لم تدربي ابنك على التكيف مع البيئة الجديدة.. أنت المسؤولة عن رفض الآخرين له.. أنت تتعاملين مع طفلك على نحو خاطئ يسبب له هذا القلق الذي يدفعه للبكاء دون توقف. عبارات قالتها أمهات لأطفال مصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
تقول ليزا جاكوبسون الباحثة بمعهد كيندي كريجر: (إن أهم الأسئلة التي حاولنا الإجابة عنها هو: هل هناك علاقة بين وجود هذا الاضطراب ووجود خلل في بنية الدماغ في هذه المرحلة المبكرة من عمر الطفل. إن الفص الأمامي للمخ يعمل بمنزلة فرامل لتثبيط بعض وظائف المخ من أجل تقليل الحركة وزيادة التركيز وقد لا تعمل هذه الفرامل بكفاءة عالية لدى المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. فالطفل داخل الحصة الدراسية لا يستطيع الجلوس وقتاً طويلاً وعند وجود ضوضاء خارج الصف يفتقد الطفل قدرته على السيطرة والتركيز مع صوت المدرس و ربما تتداخل كل الأصوات عنده و تتداخل المشاهد في ذهنه. هذا المرض يصيب الأطفال دون ١٣ عاماً ويتسبب في ثلاث مشكلات رئيسة هي: نقص الانتباه لدى الطفل وفرط الحركة والاندفاعية فنرى الطفل عاجزاً عن الجلوس في أوقات تناول الغذاء و يثرثر كثيراً وينسى أغراضه وقد تنادي والدته ولا يرد بسبب سرحانه في شيء آخر وقد يحتاج لتذكيره بأموره اليومية كغسل الوجه وتنظيف الأسنان..
قد يقال هذا الطفل عصبي المزاج وسريع الحركة وقد يهدأ عندما يصبح شاباً و غالباً ما يرفض معظم المدرسين هذا الطفل داخل الصف كما أن الأهل غالباً ما يشكون من عدم قدرتهم على التحكم فيه إذ يود الشجار والصراخ داخل المنزل بسبب حالة الشغب والتخريب التي يخلقها فيجد الأهل أنفسهم عاجزين أو متوترين إلى درجة لا يجدون فيها حلاً إلا الضرب والعقاب. وهذه الحلول أثبتت فشلها لأنها تزيد الطين بلة ولا تعالج المشكلة بحد ذاتها. والآن ما العلاج وما هي الحلول؟ يستدعي العلاج لهذا الأمر وقتاً طويلاً معتمداً العلاج الطبي عند أطباء النفس ولكن لا نكتفي بهذا العلاج فقط فلا يمكن الاعتماد على العقاقير والوصفات والأدوية بل هناك وسائل علاجية غير طبية تساعد على تحسين سلوك الطفل ومردوده الأكاديمي فدور الأهل هام جداً إذ عليهم أن يتعلموا بعض المهارات كتوفير جو من الهدوء داخل المنزل وعدم اعتماد الألوان الصارخة في المفروشات والسماح لطفل واحد لا أكثر كي يلعب مع الطفل المصاب داخل المنزل وتدريب الطفل ومساعدته على تنفيذ بعض المهارات و الألعاب وخاصة الألعاب الالكترونية و “البازل” التي تمتص لديه حالة الاهتياج وكثرة الحركة وتساعده على عملية التركيز والانتباه. والصبر والتحمل لأن هذا الطفل قد يخلق حالة من التشنج والصراع بين الزوجين لذا عليهما تنسيق الجهود والتضحية من أجل مصلحة الطفل ومساعدته قدر المستطاع وتشجيع الطفل ورفع معنوياته من خلال كلمات الإطراء والتشجيع إثر إنجاز بعض الأعمال بنجاح لأن الطفل المصاب بالاضطراب المذكور يفتقر إلى تقدير الذات وهو يعتقد أنه منبوذ من أهله ومدرسيه ورفاقه، و دور المدرسة لا يقل أهمية عن دور الأهل فمن الضروري أن يتعاون المدرس مع المعالج النفسي لإيجاد الحلول المطلوبة مع اعتماد برنامج خاص لهؤلاء الأطفال كالتمارين الرياضية وتشغيل المهارات اليدوية مع بعض الأنشطة المختلفة.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة