آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » مكتبة اسكندر حبش بوّابة على فلسطين والعالم

مكتبة اسكندر حبش بوّابة على فلسطين والعالم

 

تغريد عبد العال

 

إنه لمن الاستثنائي أن يجد إرث شاعر ومترجم عربي مهم مكاناً يحتضن كتبه، موسوعاته، مراجعه المتنوعة، وأيضاً مكتبته السينمائية والموسيقية.

 

وما يميز هذا الأمر أكثر، أن تكون المكتبة مركزاً للنقاش الثقافي، لاستقبال الكتاب، الأدباء، الفنانين، المفكرين، الطلاب والأكاديميين، ضمن إطار «أكاديمية دار الثقافة»، المكان الذي أحبّه اسكندر وانتمى بفكره وثقافته إليه. والأهم، أن تفتح المكتبة أبوابها أمام المراكز الثقافية في كل المخيمات الفلسطينية المهمشة ثقافياً. فماذا يعني ذلك لنا، وللشاعر والمترجم والمفكر اسكندر حبش، وللمخيمات والجوار؟

 

هل هو مجرد إعادة الاعتبار الثقافي للمهمشين، أم أنه رؤية أعمق للثقافة بوصفها أداة أساسية لبناء الوعي؟ لقد ذكر اسكندر في حوارنا الشعري الأخير، حول العلاقة بين الشعر والثقافة، أنّ الشعراء يتجاوزون السرديات اللغوية والثقافية والحدود الجغرافية، خالقين فسيفساء من التجارب المشتركة. وربما يكون هذا الهدف الأسمى لـ «أكاديمية دار الثقافة»، ولسرديتنا الفلسطينية، ولحفظ إرث اسكندر وكل المبدعين والمناضلين، بحيث تصبح كتبهم متاحة لكل طالبي المعرفة والثقافة والمواهب.

 

لقد آمنت الأكاديمية بأن الطريق يبدأ من الألم للحديث عنه ووصفه، وأنّ بناء الإنسان الفلسطيني من الداخل هو الأهم والأصعب. وهذا ما كان يسعى اسكندر إلى تحقيقه في مسيرته المهنية كمعلم، مترجم، شاعر، صحافي وفيلسوف.

 

بناء الإنسان الفلسطيني من الداخل هو الأهم والأصعب

 

 

مكتبة اسكندر حبش اليوم تقع في مركز «أكاديمية دار الثقافة» في بيروت. ونحن نرتب رفوفها وكتبها، نرى كيف كان اسكندر يتابع السياسة والمجلات الفكرية المهمة، ويغوص في الروايات الكلاسيكية، وأحياناً يُعيد طباعة كتب معينة بنفسه، لشغفه بتعميم المعرفة. وستُفتح أبواب هذه الكتب لجميع المهتمين، مع تبرعات خاصة لمراكز فلسطينية في المخيمات، لبناء فضاءات ثقافية كانت مهمشة سابقاً. ستكون مجموعاته الشعرية، رواياته، مجلاته، وموسوعاته بوابات لاستقبال صغار المبدعين وكبارهم، الذين يسعون إلى ابتكار الضوء والمعرفة.

 

كما قال اسكندر في حواره الأخير: «كل كتابة تنطلق من الخاص لتصل إلى الـ «نحن»». وهكذا، قد تكون مكتبة اسكندر حبش بوابته العالمية على فلسطين.

 

وقد نستذكر هنا ما فعله الناقد الأوروبي هارولد بلوم، مؤلف «المعتمد الغربي»، حين اختار نصوصاً تأسيسية لتكوين مكتبة ضخمة في الأدب والفكر الغربي، قائلاً إنه اختار ما يمثل الأدب الحقيقي لكل ثقافة ويؤثر بعمق في تكوينه الثقافي. بالمثل، فقد جمع اسكندر في مكتبته كتباً تمثل ثقافات العالم المختلفة، إلى جانب ثقافته الفلسطينية، اللبنانية، العربية والعالمية، ما يعكس إرثاً ثقافياً غنياً ومتعدد الأبعاد. تحتضن المكتبة اليوم مكتبة شعرية كاملة للشعر العربي القديم والمعاصر، وأيضاً للشعر الأوروبي، الآسيوي والأفريقي، وموسوعات شعرية ومكتبة فنية لعمالقة الفن العالمي مثل بيكاسو، مودلياني، رينوار ومونيه، والروايات العالمية الكلاسيكية والمعاصرة، العربية والمترجمة، وكتب الفكر والفلسفة بمختلف أنواعها، ومجلات قديمة مثل «شعر»، و«الكرمل»،

 

* افتتاح مكتبة اسكندر حبش: س: 15:00 عصر اليوم ــ «أكاديمية دار الثقافة» (مخيم مار الياس ـ بيروت)

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المطبخ الحلبي.. تراث موثّق في أقدم الكتب العربية

    يُعتبر المطبخ الحلبي واحداً من أعرق المطابخ في العالم العربي، ليس فقط لغناه وتنوّع أطباقه، بل لكونه موثّقاً في مصادر تاريخية تعود إلى ...