آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » الأديب عبد الرحمن رأفت الباشا وثورة المجاهد الشيخ صالح العلي

الأديب عبد الرحمن رأفت الباشا وثورة المجاهد الشيخ صالح العلي

 

 

عبد اللطيف عباس شعبان

 

ولد الأستاذ الأديب عبد الرحمن الباشا بأريحا عام / 1920 / ودرس في إدلب وحصل على المرتبة الأولى في الابتدائية، ثم حصل على الثانوية العامة من كلية الشريعة في حلب عام / 1941 /، وأُوفِدَ إلى الأزهر حيث واصلَ دراسته في كلية أصول الدِّين عام / 1943 /، وفي الوقت نفسه التحق بكلية أداب فؤاد الأول وحصل على الشهادة العالية لأصول الدين في عام / 1945 /، كما حصل على إجازة في التدريس عام / 1947 /، وفي عام / 1948 / حصل على الليسانس في اللغة العربية من جامعة فؤاد الأول، ونال جائزة فؤاد الأول لحصوله على المرتبة الأولى، ثم عاد إلى سورية وعمل مدرِّسا ثم مفتِّشا للغة العربية في حلب، ثم مفتِّشا أول عام / 1955 / بدمشق، ثم مديرا للمكتبة الظاهرية في عام / 1962 /، وفي الوقت نفسه عمل محاضرا في جامعة دمشق حتى عام / 1964 /، حيث أُوفد للعمل مدرِّسا في المعاهد العليا بالسُّعودية، وحصل على الماجستير في عام / 1965 / من كلية آداب جامعة القاهرة والدكتوراه في عام / 1967 /، وعمل أستاذًا بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية ورئيسًا لقسم البلاغة والنَّقد، وقدْ أشرفَ على عدد من الرَّسائل العلمية وشاركَ في عدة مؤتمرات ولِجان، كما شاركَ في تأسيس رابطة الأدب الاسلامي وانتُخِب نائبًا للرئيس، ورئيسًا لمكتب البلاد العربية للرابطة وعضوًا في مجلس الأُمَناء.

 

توفَّي الأديب الباشا عام / 1986ورثاه الشَّاعر الدكتور عدنان علي رضي النَّحوي قائلا:

أينَ الهزارُ وأينَ اللَّحنُ والوترُ…… أينَ الشَّذى والنَّدي .. والأيكُ والشَّجرُ

كانتْ تموجُ فطواها الرَّدى فنأتْ …… وعادَ منها لنا الأصْـداءُ والصُّوِرُ

أبـا يمـانٍ .. وكـمْ خلَّفـتَ رابيـةً …… تلَّفَتَ الشَّـوقُ فيها والهوى خَضِرُ

 

للأديب الباشا عشرات المؤلَّفات، بعضها كان مقرَّرات دراسية في الحلقتين الثانوية والجامعية، وفي طليعتها كتابه ” الرَّاية الثالثة ” ( 226 صفحة )الذي ألفه عن ثورة المجاهد الشيخ صالح العلي ( قائد الثورة الساحلية ضد الاستعمار الفرنسي في الساحل السوري )، وقد اعتمدت وزارة التربية هذا الكتاب مقرَّرًا دراسيًا للصف الثاني الثاتوي في ستينات القرن الماضي وأنا (عبداللطيف شعبان ) من الطلاب الذين درسوه في العام الدراسي/ 1965/1966 .

يقول الأستاذ الأديب الباشا ( ابن محافظة ادلب الخضراء ) في مقدمة كتابه ” الراية الثالثة “.

فمنذُ وضَعت الحربُ العالمية الأولى أوزارها احتلَّ الفرتسيون السواحل السورية اللبنانية وحسَروا عن نيِّاتهم التي بيَّتوها لفصل الساحل السوري عن أمِّه دمشق، حتى وقفَ الشَّيخ ” صالح العلي ” في ذُرا جبال اللاذقية الشُّم، وهتفَ بالنَّاس هُتافَ الحرِّية والمجدْ، فجاز صوتُه المؤمنُ الحواجزَ، واخترقَ نداؤه العميق الحدود، ونفرَ إليه الكُماة الأُباة من أبناءِ السَّاحل والدَّاخل، يعاهدونه على الجِهاد، ويواثقونه على الاستشهاد حتى يجلو أخر جندي فرنسي عن سواحل الوطن، وتُضَمُّ أشتاتُه إلى أشتاتِه ودامتْ تلك الثورة ثلاث سنوات وبعض السَّنة، كانت سنتان منها قبل ميسلون، فليست معركة ميسلون بأوَّلِ المعارك التي خاضها الشعب العربي السوري ضد الغزاة الفرنسيين، وليس الشُّهداء الذين سقطوا على ثراها المشبوب بأولِ الشَّهداء.

ويتابع الأديب الباشا قائلا: وقد حرصتُ ماوسِعَني الحرص على الأمانة التاريخيةـ فقرأتُ جميعَ ما كتبة العرب عن هذه الثورة، واطَّلعت على جُلَّ ما دوَّنهُ الفرنسيون عنها، ثمَّ أقمْتُ بأرضها الطّيِّبة شهرًا كاملًا أُشافِهُ النَّاس الذين عايشوها أو أسهموا فيها، وأقِفُ على المرابعِ والمواقعِ التي خُضِّبت بِدمائها، وألِمُّ بِالطِّرقِ والشِّعابِ التي سلكها المهاجمون والمدافعون، ثمَّ كتبتُ ما كتبتُ، وقدْ حاولتُ أن أحتملَ ما أطيقُه من عبءِ هذه الرِّسالة.

إن أبناءنا الذين نعدُّهم لحملِ المجدِ لفي حاجةٍ إلى أن نملأ عليهم حياتَهم بقصصِ البطولات، وإنَّ في سخاءِ تاريخنا القومي ما يكفلُ ذلك وأكثر، ونحن حين يُتاح لنا أنْ نجمعَ ملاحمَ نضالنا في سورية وغيرها من أقطار العروبة المكافحة وأنْ نقدِّمَها إلى أجيالنا في إطارٍ مُشرقٍ يلذُّونه ويُقبلون عليه، نكون قد برَرْنا بأمَّتنا وأدَّينا حقّ مواطنينا علينا.

هذا ماقالَه شاهدُ عيان أديب مُحقِّق مُدقِّق مُوئِّق ناطِق صادِق، عن ثورة المجاهد الشيخ صالح العلي، وتمَّ اعتماد كتابَّه مقرَّرًا دراسيا نظرًا لموثوقيته، فليرعوِ من يقولون ما لايعلمون، ” فلا يحزُنك قولُهم إنَّا نَعلمُ مايُسِرُّون وما يُعلنون ” ( يس / 76 )، ” ياأيها الذين أمنوا اتَّقوا اللهَ ولْتنظُرْ نفسٌ ما قدَّمتْ لِغدٍ واتَّقوا اللهَ إنَّ اللهَ خبيرٌ بما تعملون ” ( الحشر / 18 )،

رَحِم الله المجاهد الكبير الشَّيخ صالح العلي ورمز الوفاء الأستاذ الأديب عبد الرحمن الباشا، وأجِر ْوارحمْ جمبع من ألَّفوا عن ثورة المجاهد الشيخ صالح وفي مقدمتهم الدكتور عبد اللطيف اليونس “…وأمثالهم من أخيار العباد… فهؤلاء وأمثالهم من أخيار العباد ” الذين ابْيَضَّتْ وجوهُهم ففي رحمةِ اللهِ هم فيها خالدون ( آل عمران / 107 ) وأمَّا أشرار البلاد فلهم ” متاعٌ قليلٌ ثم مأواهم جهنَّمَ وبِئْسَ المِهاد ” (آل عمران / 197 ).

ومنْ أحسنِ القولْ: ” قلْ هلْ يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنَّما يتذكَّرُ أُولوا الألبابْ ” ( الزُّمُر/ 9 ).

 

الكاتب: عضو اتحاد الصحفيين

مصادرمعلومات المادة:

1 كتاب تتمة الأعلام للزَّركلي / إعداد محمد خير رمضان يوسف – صادر عن دار ابن حزم /

2 – كتاب الراية الثالثة – رواية تاريخية / لمؤلفه الأستاذ عبد الرحمن الباشا – صادرعن مؤسسة الكتب المدرسية.

 

(اخبار سوريا الوطن-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وائل كفوري ينجو من حادث طائرة ويستعد لحفل رأس السنة مع نجوى كرم

نجا الفنان اللبناني وائل كفوري من موقف خطير بعد تعرض طائرته الخاصة لعطل فني مفاجئ عقب إقلاعها من مدينة العلا في المملكة العربية السعودية. وأدى ...