آخر الأخبار
الرئيسية » مختارات من الصحافة » الإعلام الخليجي… طبّال بني صهيون!

الإعلام الخليجي… طبّال بني صهيون!

 

 

زينة حداد

 

 

في عام 2025، لم يكتفِ الإعلام الخليجي بتجاهل إبادة غزّة، بل انخرط في تبريرها، فاتحاً شاشاته للمحللين الإسرائيليين والمطبّعين، ومروّجاً سردية العدو وتحميل المقاومة مسؤولية الحرب. هكذا تحوّلت القنوات إلى أدوات تحريض وترهيب، وتفوّقت أحياناً على الإعلام العبري نفسه

 

 

في عام 2025، رزح الإعلام العربي والخليجي تحت وطأة إبادة استمرّت عامين شنّها العدو الإسرائيلي على قطاع غزة. لكن هذه المرة ليس عبر الاهتمام بنقل معاناة الغزيين، بل تسابقت القنوات الخليجية على استضافة المحللين وشخصيات إسرائيلية لتبرير الإبادة، وراحت تفتح الهواء لهم وتروّج سردية العدو.

 

ركّزت وسائل الإعلام على استقبال المطبّعين من سياسيين وإعلاميين وفنانين، وتحميل المقاومة في لبنان وغزة مسؤولية الحرب. كما عملت على ممارسة الترهيب النفسي، ناقلة تصريحات العدو بشأن استعداده لحرب جديدة قد يشنّها على لبنان.

 

صبّ الإعلام الخليجي اهتمامه على السير وراء الأوامر الإسرائيلية، لتعزيز حضوره والسباق على نسب المشاهدة. كانت المحطات الخليجية مجتمعةً، بمنزلة صندوق بريد لتمرير رسائل العدو إزاء الأوضاع في غزة ولبنان، وحتى إنّ بعضها تفوّق على الإعلام العبري. اتخذت القنوات الخليجية قرار إطفاء كاميراتها في غزة، التي باتت وحيدة، ومرّت معاناة الغزيين في سياق النشرة الإخبارية كأي خبر عادي.

التحوّل في التغطية السورية بعد سقوط النظام

 

في المقابل، تصدّر الخبر السوري واجهة اهتمام الإعلام الخليجي، وتنافست القنوات على حجز مكان لها في دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد وتولّي أحمد الشرع الحكم. أعادت الشاشات الخليجية فتح مكاتبها في سوريا بعد قرابة 12 عاماً من الغياب. كما تنافست الشاشات السعودية والإماراتية والقطرية على تلميع صورة الشرع، وفتح الهواء له أكان لناحية زياراته الخارجية أو تصريحاته الداخلية.

 

«الجزيرة»: استهداف مباشر وتغيّرات إدارية

في هذا السياق، شهد عام 2025 أحداثاً لافتة في قناة «الجزيرة» القطرية. فقد واصل العدو الإسرائيلي استهداف صحافيي «الجزيرة» في غزة، آخرهم المراسل أنس الشريف الذي اغتيل في آب (أغسطس) الماضي مع رفيقه محمد قريقع ومجموعة من زملائه خلال استهداف خيمة للصحافيين مقابل «مجمع الشفاء الطبي».

 

وكان الشريف صوت غزة الذي نقل معاناة أهلها لأشهر طويلة، وبقي حتى اللحظات الأخيرة يعمل رغم التهديدات العلنية التي تلقاها من العدو الإسرائيلي لتصفيته. ومع إعلان الهدنة في غزة، كان أنس حاضراً رغم غيابه جسدياً، واستعاد الغزيون حضوره وأمنيته التي كانت تتمثل في إعلانه خبر وقف إطلاق النار. مع إعلان استشهاد أنس، أكدت «الجزيرة» أنها ستواصل عملها في غزة، معلنةً عن تعيين المراسلين شادي شامية ونور أبو ركبة.

 

في المقابل، شهدت «الجزيرة» تغيّرات في مراكزها الإدارية. فقد أعلن في النصف الثاني من 2025 عن تعيين عاصف حميدي مديراً لقناة «الجزيرة» الإخبارية، وتبوّأ الصحافي اللبناني رائد فقيه منصب مدير الأخبار. كما كشفت القناة عن تعيين الصحافي الفلسطيني عبد القادر فايز مديراً لإدارة التخطيط الإخباري، وعلاء عوّاد مديراً لإدارة التحرير. هذه التغيّرات رُبطت بالتغيّرات السياسية في المنطقة التي انعكست على الأداء الإعلامي، خصوصاً أنّ «الجزيرة» استعادت نسبة كبيرة من مشاهديها إبان حرب الإبادة في غزة، بعدما كانت قد خسرتهم خلال ما يُسمّى الربيع العربي.

 

على الضفة نفسها، لم تسلم «الجزيرة» من الانتقادات طوال العام، أبرزها تغطيتها الباهتة لقصف العدو الإسرائيلي لاجتماع قيادات «حماس» في الدوحة. بدل أن تكون القناة القطرية سبّاقة في الخبر، تحوّلت إلى ناقلة له عن وكالات الصحافة العالمية.

 

وفي الحرب الإيرانية الإسرائيلية، برزت تغطية «الجزيرة» بوقوفها إلى جانب إيران، ولو أن الأمر لم يكن علنياً. فقد فتحت هواءها لاستضافة المحللين الذين ركزوا على تداعيات الحرب على العلاقة الإيرانية الخليجية. كما راح مذيعو «الجزيرة» يكتبون تعليقات على صفحاتهم الافتراضية معلنين وقوفهم إلى جانب إيران.

 

«العربية» وMBC: سعودة وتطبيع وتراجع

أما بالنسبة إلى «التلفزيون العربي» القطري، فقد كانت تغطيته طوال العام مقبولة وموضوعية. إذ لا تزال الشاشة التي تتخذ من الدوحة مقراً لها، مسؤولة عن نقل الخبر في غزة، وبالتوازي التطورات في سوريا ولبنان.

 

من جانبها، تصدّرت «العربية» السعودية المشهد الإعلامي بعدما اكتملت أخيراً عملية انتقالها نهائياً من الإمارات إلى الرياض. هذه الخطوة تم التحضير لها قرابة ثلاث سنوات، وأثمرت عن انتقالها على مراحل آخرها في 2025. ومع اكتمال الخطوة، تحوّلت القناة من عربية خليجية إلى سعودية بحت، وتركّزت تغطياتها على الحدث السعودي وتلميع صورة ولي العهد محمد بن سلمان وسعودة الإدارات لديها.

 

في الملف الفلسطيني، كانت «العربية» الناطقة باسم العدو دوماً. وخلال الحرب الإيرانية الإسرائيلية، كانت صوته، مستقبلة وجوهاً إيرانية معارضة، ومؤكدة أنّ النظام في طهران سيسقط خلال أيام! لكن الحدث الأبرز في «العربية» تمثّل في نهاية 2025، عندما نشرت القناة السعودية فيديوهات حصرية للرئيس السوري السابق بشار الأسد ومستشارته الراحلة لونا الشبل، خلال قيامهما بجولة في الغوطة. ثم تبعتها بفيديوهات عدة حاولت عبرها رفع مستوى جماهيرية الشرع، واللعب على الوتر الطائفي في سوريا.

 

على الضفة نفسها، لم تكن «العربية» وحدها التي استقرّت في الرياض، بل كذلك شبكة mbc السعودية التي أعلنت عن اكتمال خطتها لترك الإمارات بعد سنوات طويلة من العمل فيها. وشهدت الشبكة تراجعاً في أدائها الإعلامي، فقد خفّ وهج برامجها، وكانت عودة برنامج المواهب «ذا فويس» فاشلة، علماً أنّه صُوّر في الأردن للمرة الأولى.

 

«سكاي نيوز» و«المشهد»: اصطفاف مع العدو واستقالة مفاجئة

في السياق نفسه، كان 2025 عام إعلان قناة «سكاي نيوز عربية» التي تتخذ من الإمارات مقراً لها، محطةً مطبّعةً علناً، متنافسةً مع «العربية» وزميلاتها. فقد تولّت الشاشة الإماراتية مهمات بثّ الذعر والتهديد في الشارع اللبناني بشنّ حرب إسرائيلية جديدة. وراحت تنقل أخباراً عن الإسرائيليين وتحضيراتهم للحرب، محرّضةً على المقاومة وداعيةً للاستسلام. وخصّصت صفحاتها على السوشال ميديا للترويج للحرب، حتى إنها حدّدتها مرات عدة، أبرزها بعد زيارة البابا لاون الرابع عشر إلى بيروت، قبل أن تتراجع عن مخططاتها.

 

أما في الحرب الإيرانية الإسرائيلية، فكانت «سكاي نيوز» جبهة إسناد لإسرائيل. رغم الموقف الإماراتي الرسمي الذي أدان الهجمات الإسرائيلية على إيران، اختارت شبكة «سكاي نيوز عربية» الوقوف إلى جانب العدو. اعتُبرت هذه السياسة استمراراً لنهج إعلامي تبنّته الشبكة خلال حرب الإبادة على غزة، حين تبنّت الرواية الإسرائيلية وتجاهلت حجم المجازر.

 

وفي نهاية العام، انتشر خبر استقالة نديم قطيش، المدير العام لقناة «سكاي نيوز عربية»، بعد عام على تولّيه منصبه، لأسباب عدة، لتكون الشبكة الإماراتية أمام تحدّ جديد يفتح أبوابه عام 2026، إن كان من ناحية الإعلامي الذي سيتولّى منصب قطيش أو سياستها التحريرية التي ستواكب فيها التغيّرات في المنطقة.

 

أما بالنسبة إلى قناة «المشهد» الإماراتية، فقد ركبت المحطة قطار التحريض على المقاومة و «حماس»، وركّزت في برامجها السياسية على استضافة شخصيات معارضة للمقاومة في لبنان وفتح الهواء لها.

باختصار، حمل عام 2025 عدداً من التغيّرات الإعلامية، التي ستمتد إلى عام 2026 وربما للسنوات المقبلة.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أوراق إضافية في يد «قسد»: تركيا تخشى تحرّكاً كردياً داخلها

  فراس الشوفي       تستمرّ السخونة على خطوط التّماس بين «قسد» والقوات التابعة لحكومة الرئيس الانتقالي، أحمد الشرع، بما فيها الجماعات العاملة تحت ...