كتب:معد عيسى
صُنفت حرائق العام الماضي بين الكوارث الطبيعية، وتعاملت الدولة السورية معها على هذا الأساس في تعويض المتضررين وفتح الطرق الحراجية وترميم المواقع المحروقة وكان للمجتمعات الأهلية دور كبير في التخفيف من النتائج الكارثية للحرائق وكذلك في الحدّ من انتشارها .هذا العام بدأت الحرائق بشكل مبكر نتيجة الظروف الجوية والجفاف وهناك ما يدعو للقلق من تكرار مشهد العام الماضي ولا سيما أن الخطط والجهود توجهت إلى إعادة تأهيل المواقع المحروقة وفتح الطرق فيها بدل أن تتوجه إلى المواقع التي لم تصلها الحرائق وبحاجة إلى فتح الطرقات وخطوط النار وغير ذلك من إجراءات الوقاية وكأن الجهات المعنية تنتظر وقوع الحرائق لتقوم بفتح الطرقات وخطوط النار .فتح الطرق وخطوط النار في المواقع المحروقة ضرورة غير ملحة ويُمكن تأجيل ذلك لحين الانتهاء من فتح الطرق وخطوط النار في المواقع القائمة لنقوم بحمايتها قبل أن تطالها الحرائق، فالمواقع المحروقة لن يهددها أي شيء وستبقى مكشوفة بشكل كبير لسنوات عدة وبالتالي يُمكن تأجيل فتح الطرق فيها لأكثر من عام لأنها ستبقى مكشوفة لسنوات ويسهل الدخول إليها وحمايتها من التعديات .
ما تُنبئ به الأيام في موضوع الحرائق لا يبدو مفائلاً فالإجراءات المُتخذة لحماية الغابات والمواقع الحراجية غير واضحة وغير ملموسة على الأرض وفي كل المواقع وفي أبسطها وأكثرها وضوحاً، فمثلاً الطرق التي تربط بين المحافظات والتي تم صرف ميزانيات كبيرة لزراعة الأشجار على جوانبها وحمايتها لا تحتاج إلى أكثر من فلاحة الأعشاب الفاصلة بينها وبين الطرق كي لا ينال منها عبث المدخنين المستهترين والكل شاهد كم خسرنا من الأشجار على طريق دمشق حمص مثلاً بسبب الحرائق العام الماضي، وأخطر مما سبق ذكره مكبات القمامة المتناثرة في الغابات على جوانب الطرق دون أي حس بخطر ذلك ودون أي شعور بالمسؤولية من قبل القائمين على البلديات ومجالسها في الخطر الذي تشكله هذه المكبات على الغابات وعلى البيئة .ما زال هناك متسع لاتخاذ بعض الإجراءات للحد من عدد الحرائق ومساحات انتشارها، إجراءات بسيطة غير مكلفة يُمكن أن توفر الكثير مثل فلاحة الأعشاب على جوانب الطرق وإبعاد مكبات القمامة عن الغابات وتنظيف خطوط النار حول الغابات، الصيف قادم بحرارته وجفافه وعلينا الاستعداد كي لا تتكرر كارثة العام الماضي وليست جهة واحدة معنية بذلك فالمجتمعات المحلية والبلديات والجهات العامة كلها معنية كما كانت مساهمتها ومشاركتها في مواجهة كارثة العام الماضي
.(سيرياهوم نيوز-الثورة١-٥-٢٠٢١)