آخر الأخبار
الرئيسية » قضايا و تحقيقات » خطف بولس الرسول على «طريق دمشق»

خطف بولس الرسول على «طريق دمشق»

 

 

تداولت حسابات سورية على فايسبوك مقطع فيديو يظهر سرقة تمثال القديس بولس الرسول من مدخل «دير مار بولس» في «باب كيسان»، أحد أبواب دمشق القديمة المُدرجة على لائحة التراث العالمي.

 

التمثال مصنوع من البرونز، يبلغ ارتفاعه نحو 3.5 أمتار، دُشن رسمياً في 21 آذار (مارس) 1999، في موقعه عند «باب كيسان»، وهو المكان المرتبط تقليدياً بدخول بولس الرسول إلى دمشق.

 

أكّدت محافظة دمشق على وقوع الحادثة، واصفةً الفاعلين بـ«ضعاف النفوس»، مرجحة أن يكون الدافع هو الطمع بقيمة البرونز. بدوره، نشر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقطع فيديو يُظهر مكان التمثال بعد السرقة، مشيراً إلى وجود تسجيلات لكاميرات مراقبة في الكنيسة توثّق العملية، وسط مطالبات للكنيسة بنشر هذه المقاطع، في ظل غياب رواية رسمية شفافة حتى الآن.

 

وبالنسبة إلى مسيحيّي دمشق، لم تكن السرقة حادثة عابرة. فالقديس بولس ليس شخصية هامشية في الوعي المسيحي، بل يُعدّ رمزياً الشخصية الثانية في الأهمية بعد المسيح. من هنا، قُرئت الحادثة باعتبارها اعتداءً رمزياً، وتقصيراً فادحاً في حماية موقع ديني وتاريخي شديد الحساسية.

 

ويعود التمثال إلى النحات الإيطالي العالمي ماريو توفيتي، المعروف بلقب «نحّات الباباوات»، وصاحب أعمال فنية عدة. وقد أُنجز العمل بطلب من البطريركية في دمشق، ويجسد «اهتداء القديس بولس»، اللحظة المفصلية في تاريخ المسيحية، حين سقط شاول الطرسوسي عن فرسه عند ظهور نور المسيح له في طريقه إلى دمشق وفقاً للمعتقد المسيحي، قبل تحوّله إلى المسيحية وعُرف لاحقاً بالقديس بولس.

 

وتأتي هذه السرقة في سياق مقلق، إذ شهدت ساحات سورية عدة، منذ سقوط النظام السوري السابق، أعمال تخريب وسرقة طالت نصباً وتماثيل وآثاراً، كان آخرها سرقة قطع من المتحف الوطني في دمشق، وسط اتهامات بتورّط شخصيات نافذة، وإغلاق المتحف موقتاً.

 

وقد أثار وزير الثقافة (والآثار) محمد ياسين صالح جدلاً واسعاً في ظهوره الأخير على قناة «الإخبارية» السورية، حين ضحك أثناء حديثه عن سرقة المتحف، مؤكداً على أنّ كاميرات المراقبة تعمل وأن «ملامح السارق واضحة»، من دون أن ينعكس ذلك حتى الآن على استعادة القطع أو محاسبة جدية.

 

«وفي الشام، يبتدئ الزمن العربي وينطفئ الزمن الهمجي»، يقول الشاعر محمود درويش في قصيدته «طريق دمشق»، في تعبير عن نقطة التحوّل أو الهداية وتبيّن الحق من الباطل. فهل تكون سرقة تمثال بولس الرسول على «طريق دمشق» نقطة تحوّل في وعي المجتمع السوري وثقافته الجديدة، أم مجرّد جريمة عابرة لبيع البرونز؟

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

اختفاء 16 ملفاً من ملفات إبستين… أسماء مشاهير ولكن ترامب غائب!

  امتلأت آلاف الوثائق التي نشرتها وزارة العدل الأميركية والمتعلقة برجل الأعمال الراحل المدان في جرائم جنسية جيفري إبستين بأسماء بعض أشهر الشخصيات في العالم، ...