غوى خيرالله
قُتل جنرال روسي رفيع المستوى في موسكو إثر تفجير سيارة مفخخة في ما يبدو أنه أحدث اغتيال رفيع المستوى لمعارضي أوكرانيا داخل روسيا، وتثير الواقعة تساؤلات أمنية وسياسية، وتأتي في توقيت حساس يتزامن مع جهود ديبلوماسية متجددة لإنهاء النزاع.
الضابط المستهدف هو اللواء فانيل سارفاروف، شغل منصب رئيس مديرية التدريب العملياتي للجيش في هيئة الأركان العامة الروسية. ويُعد هذا الهجوم الثالث من نوعه خلال عام. وتلعب مديريته دوراً حاسماً في تخطيط العمليات العسكرية وضمان جاهزية الجيش الروسي للقتال، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”.
كان سارفاروف، البالغ من العمر 56 عاماً، ضابطاً حائزاً على العديد من الأوسمة، تخرج من مدرسة قيادة الدبابات في السنوات الأخيرة من الاتحاد السوفياتي وخدم في الصراعات التي أشعلها انهياره. قاتل في الشيشان وفي حرب قصيرة في أوسيتيا الشمالية في التسعينيات، وشارك لاحقاً في التدخل العسكري الروسي في سوريا، بحسب “وول ستريت جورنال”.
وقع الانفجار في الصباح الباكر في حي سكني للطبقة المتوسطة في جنوب موسكو، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”. وكان سارفاروف، قد انطلق لتوه إلى العمل في قرابة الساعة 7 صباحاً بالتوقيت المحلي عندما انفجرت قنبلة مزروعة في سيارته من طراز “كيا سورينتو”، وفقاً لوسائل الإعلام الروسية.
وقال محققون روس إن أجهزة المخابرات الأوكرانية ربما تكون متورطة في جريمة القتل. ولم تعلق كييف على ذلك.
منذ الغزو الروسي في 2022، قُتل العديد من كبار قادة الجيش الروسي في عمليات اغتيال موجهة أعلنت القوات الخاصة الأوكرانية مسؤوليتها عنها. في حين قُتل العديد من كبار الضباط الروس في ساحة المعركة في بداية الحرب خلال محاولة فاشلة لتحقيق نصر سريع، وشهد العامان الماضيان تحولاً نحو عمليات اغتيال موجهة داخل روسيا.
سعت كييف إلى استخدام هجمات موجهة ضد قادة عسكريين روس وشخصيات بارزة مؤيدة للحرب لكسب ميزة في الحرب ضد جيش روسي متفوق مدعوم باحتياطيات أكبر من القوى البشرية والمعدات. وقد قامت في بعض الأحيان بتجنيد أشخاص داخل روسيا أبدوا استعداداً لمساعدة القضية الأوكرانية، وقدمت لهم تعليمات مفصلة حول كيفية تدبير الهجمات، حسب “وول ستريت جورنال”.
ويأتي مقتل سارفاروف في خضم محادثات السلام التي تقودها الولايات المتحدة، إذ تضغط إدارة ترامب من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا. ومن غير الواضح ما إذا كان اغتيال ضابط رفيع المستوى بعد ساعات قليلة من اجتماع مبعوثي الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا بشكل منفصل في فلوريدا سيؤثر على المفاوضات. وفي روسيا، وصف المعلقون المؤيدون للحرب الحادث بأنه علامة على استمرار العداء.
منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، شهدت روسيا سلسلة اغتيالات استهدفت شخصيات عسكرية وسياسية بارزة اتهمت موسكو كييف بالوقوف خلفها، بحسب وكالة “اسوشيتد برس”. ومن بين الهجمات الأخرى التي ألقت روسيا باللوم فيها على أوكرانيا:
اللواء إيغور كيريلوف: قُتل رئيس قوات الحماية النووية والبيولوجية والكيميائية التابعة للجيش، إلى جانب مساعده إيليا بوليكاربوف، عندما انفجرت قنبلة زرعت على دراجة نارية خارج مبنى سكني في موسكو في كانون الاول/ديسمبر 2024.
اللواء ياروسلاف موسكاليك: قُتل نائب رئيس قسم العمليات الرئيسي في هيئة الأركان العامة، في نيسان/ أبريل 2025. كانت قنبلة قد زرعت تحت سيارته التي كانت متوقفة بالقرب من مبنى سكني خارج موسكو.
ستانيسلاف رزيتسكي: قائد غواصة سابق، قُتل بالرصاص في تموز/يوليو 2023 أثناء ممارسته رياضة الجري في كراسنودار، روسيا. وأفادت وسائل الإعلام الأوكرانية بأن رزيتسكي كان أحد قادة الغواصات الستة القادرين على إطلاق الصواريخ بعيدة المدى التي أصابت فينيتسا، أوكرانيا، قبل عام، مما أسفر عن مقتل 23 شخصاً وإصابة أكثر من 100. عند مقتله، كان رزيتسكي نائب رئيس مكتب التعبئة العسكرية في كراسنودار.
زاخار بريليبين: نجا الكاتب القومي الروسي من الموت بأعجوبة في تفجير سيارة مفخخة في منطقة نيجني نوفغورود الروسية في أيار/ مايو 2023. قُتل سائقه، بينما أُدخل بريليبين المستشفى مصاباً بكسور في العظام وكدمات في الرئتين وإصابات أخرى.
فلادلين تاتارسكي: قُتل المدون العسكري في نيسان/ أبريل 2023 عندما انفجرت قنبلة في مقهى بوسط سانت بطرسبرغ. كان تاتارسكي يدعم الحرب في أوكرانيا ويقدم تقارير منتظمة من الجبهة لمتابعيه على تلغرام.
إيليا كييفا: تم العثور على المشرع الأوكراني، الذي فر إلى روسيا بعد فترة وجيزة من الغزو الشامل، ميتاً بالقرب من موسكو في كانون الأول 2023 مصاباً بطلق ناري في الرأس. كان كييفا شخصية سياسية مثيرة للجدل في أوكرانيا قبل الحرب، وكثيراً ما ظهر في برامج حوارية تلفزيونية مؤيدة للكرملين. قبل شهر من مقتله، أدانته محكمة أوكرانية غيابياً بتهمة الخيانة وحكمت عليه بالسجن 14 عاماً.
داريا دوجينا: قُتلت في آب/أغسطس 2022 عندما انفجرت قنبلة مزروعة في سيارتها الرياضية وهي تقودها في ضواحي موسكو. ويعتقد على نطاق واسع أن والدها، ألكسندر دوجين، كان الهدف المقصود. هذا الفيلسوف والكاتب والمفكر السياسي هو من أشد المؤيدين للحرب.
ويأتي اغتيال اللواء سارفاروف ضمن سلسلة هجمات موجهة تستهدف قادة روساً، وتتهم موسكو أوكرانيا بالوقوف وراءها، في توقيت حساس تتزامن فيه محاولات ديبلوماسية لإنهاء الحرب، ما يسلط الضوء على استمرار العداء وتعقيدات الصراع.
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار
syriahomenews أخبار سورية الوطن
