آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » عبد اللطيف محرز…سيبقى حاضراً في ذاكرة الكثيرين إنساناً مُحِبّاً مُبدعاً:لم يكن لديه ذلك التناقضُ أو حتّى التبايُنُ بين ما يقولُ وما يفعل

عبد اللطيف محرز…سيبقى حاضراً في ذاكرة الكثيرين إنساناً مُحِبّاً مُبدعاً:لم يكن لديه ذلك التناقضُ أو حتّى التبايُنُ بين ما يقولُ وما يفعل

بقلم صالح سلمان

حين رهنتَ روحكَ للقصيدة ، رحتَ تحلّقُ في فضاءات المحبّة بأجنحة الإبداع ، ربّما كان ذلكَ قبلَ أن ( تبنيَ العصافيرُ أعشاشَها في عتبات دارك ) . فهل كان للطبيعة الغنّاء في ( بيت ناعسة ) دورٌ في ذلك ؟! أم كان الدورُ لتلكَ الطبيعة الإنسانيّة المبنيّة على الألفة والإخاء والمحبّة التي نشأتَ عليها ؟! أم لتلك القراءات المتنوّعة والغزيرة التي رفدتكَ بما يجعلُ النفسَ في سموّ مستمرّ ؟! أم لهذا كلّه ؟! وهل كان لهذه الإنسانيّة أن تنمو لتصبحَ طبعاً وفكراً لولا رفدُها بالقيَم الوطنيّة القوميّة التي اعتمدتَها نهجاً لك في حياتك ؟!
هي أسئلةٌ ليست عصيّةً على الجواب ، كما أنّ الكلماتِ حين تبوحُ بمكنوناتها ليست عصيّةً على الإدراك ممّن يعونَ جيّداً دورَ الكلمةِ وفاعليّتَها عبر التاريخ . فإن كان قد قيل : ( للكلمة الحرّة فعلُ الرصاصة ) فأنا أقولُ : ( للكلمة الحرّة فعلُ الماء ) أيضاً ..
لم يكن لديكَ ذلك التناقضُ ، أو حتّى التبايُنُ ، بين ما تقولُ وما تفعل ، وهذا أمرٌ ليس بالسّهل ، وبخاصّة أنّك عشتُ في زمنٍ كان التبايُنُ والتناقضُ إلى حدٍّ كبير سائديْن لدى الكثيرين ..
هذا ما توصَّلتُ إليه منذ تعرّفتُ إليكَ ، وكنتَ وقتذاكَ رئيساً لفرع نقابة المعلّمين في طرطوس ، حيث وجدتُ لديك الاهتمامَ بزملائك وبالأدباء منهم على وجه الخصوص ، وقد تركَ ذلك اللقاءُ انطباعاً حسناً لديّ عنك. وبعد ذلك ، وعبر لقاءاتنا في اتحاد الكتّاب العرب ، قبل أن تُصبح رئيس فرعه في طرطوس ، وإبّان ذلك وبعدَه ، أو في المراكز الثقافيّة والمهرجانات الأدبيّة ، توطّدَت هذه العلاقة لتُصبحَ صداقة .. لم أَزُرْكَ مرّةً إلاّ ووجدتُكَ تقرأ . وكم من مرّة كنتُ أوّل من يَسمعُ قصائدَك!
لم تكن مُتحيّزاً لشكلٍ محدَّد من أشكال الشعر ، على الرغم من أنكَ تكتبُ الشكلَ القائمَ على نظام الشطريْن . ولا بدَّ لي هنا من أن أذكرَ تلك السنةَ التي كنا فيها ثلاثةً في لجنة تحكيم المسابقة الشعريّة التي أَعلن عنها فرع الاتّحاد ، أنتَ والشاعر المرحوم محمد إبراهيم حمدان وأنا . حيث كانت القصيدةُ الفائزةُ من نمطِ قصيدة النثر . وكنّا قد أعطيناها درجاتٍ متقاربةً جداً ، على الرَّغم من أنّنا لم نَتَناقشْ في أمرها قبل . وعَـدَمُ التحيُّزِ أو التعصُّب هذا ليس مُقتصراً على الأدب والفن وحدهما ، بل يَنسحبُ على حياتك ومواقفكَ بصورة عامّة .

ستبقى حاضراً في ذاكرة الكثيرين إنساناً مُحِبّاً مُبدعاً ..
لروحك السلام ..

(اخبار سوريا الوطن 2-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

نجوم لبنان والعالم العربي يحتفلون بعيد الميلاد برسائل دفء وفرح

شارك عدد من نجوم لبنان والعالم العربي جمهورهم أجواء عيد الميلاد، من خلال صور وفيديوهات مليئة بالبهجة والدفء، تعكس روح المناسبة وعلاقاتهم العائلية والاجتماعية. الممثلة ...