متابعة:هيثم يحيى محمد
الطائفية، تعني الولاء الأعمى لمجموعة دينية أو مذهبية على حساب الانتماء الوطني..وهي تمثل خطراً جسيماً على الأفراد والمجتمعات، إذ تؤدي إلى تقسيم النسيج الاجتماعي، وتغذية الصراعات، وتفكيك روابط المواطنة، مما يمهد الطريق للعنف،والقتل ويقوض الاستقرار السياسي، ويعيق التنمية..الخ
والطائفي، بحسب معجم أوكسفورد هو الشخص الذي يتبع بشكل متعنت طائفة معينة، أي أنه يرفض الطوائف الأخرى ويغبنها حقوقها، أو يُكسب طائفته تلك الحقوق التي لغيرها، تعاليا على بقية الطوائف، أو تجاهلا لها وتعصبا ضدها، في حين لا يعني مجرد الانتماء إلى طائفة، أو فرقة، أو مذهب، جعل الإنسان المنتمي طائفيا، كما لا يجعله طائفيا
والله – عز وجل – منع الإكراه في الدين بقوله سبحانه وتعالى :{لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[البقرة:256].
مخاطر الطائفية على الفرد والمجتمع:
تفتيت المجتمع وتفكيكه: تعمل الطائفية على تعزيز الانقسامات الداخلية، فتجعل المواطنين ينظرون لبعضهم البعض من خلال عدسة طائفية بدلاً من الهوية الوطنية الجامعة، مما يقوض الوحدة الوطنية.
تغذية الصراعات والحروب: تؤدي الولاءات الطائفية إلى نشوب صراعات أهلية، بين الطوائف مما يؤدي إلى العنف والإرهاب والقتل وتدمير البنى التحتية
إضعاف مؤسسات الدولة: تجعل الطائفية مؤسسات الدولة قشرية وغير قادرة على خدمة جميع المواطنين بالتساوي، وتُستخدم كأداة للصراع السياسي، مما يضعف شرعيتها وسلطتها.
تآكل مفهوم المواطنة: تلغي الطائفية مفهوم (المواطنة)القائمة على الكفاءة والمساواة، وتجعل الولاء للطائفة أهم من الولاء للوطن، مما يهدر حقوق الأفراد ويخلق مظالم.
خلق بيئة من عدم الثقة والكراهية: تنشر العداء والكراهية بين الأفراد، وتغذي التطرف، وتمنع بناء علاقات اجتماعية صحية قائمة على التسامح وقبول الآخر.
عرقلة التنمية والتقدم: الصراعات الطائفية تُشغل المجتمعات عن قضايا التنمية والتقدم، وتدمر الاقتصادات، وتخلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.
سبل مواجهة الطائفية:
بناء دولة المواطنة: تعزيز المساواة في الحقوق والواجبات، وتقدير الفرد بناءً على كفاءته ومواطنته لا انتمائه الطائفي
الحوار والتسامح: تجريم الخطاب والتعامل الطائفي وتطوير آليات للحوار بين أبناء الطوائف ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر
الإصلاح السياسي والاجتماعي: معالجة المظالم، وإصلاح الأنظمة، وتأسيس مؤسسات قوية وعادلة، وتوحيد الجهود لبناء مجتمع متماسك
تجاوز الولاءات الأولية: التركيز على المشتركات الفعلية بين المواطنين وتثبيتها في المؤسسات والممارسات اليومية
ولمواجهة الطائفية في سوريا، يجب التركيز على
التعليم والتوعية لغرس قيم المواطنة المشتركة، ومنع وتجريم الخطاب الطائفي ،وتعزيز العدالة والمساواة بين جميع المكونات، وبناء مؤسسات دولة وطنية شاملة لا تميز، وتمكين المجتمع المدني للحوار، وتفكيك خطاب الكراهية عبر الاستثمار في التنمية المحلية وتجاوز المظالم التاريخية والسياسية التي غذت الانقسامات، مع ضرورة بناء الثقة وإعادة بناء النسيج الاجتماعي عبر المصالحة المجتمعية ورفع المظالم ومنع تداول مصطلح (الأغلبية والأقلية)والتركيز على الهوية الوطنية

(أخبار سوريا الوطن-مصادر متعددة ومتخصصة)
syriahomenews أخبار سورية الوطن
