نجلة حمود
تتسارع التطورات في ملف «الأمير الوهمي»، الذي تتكشّف تفاصيله تباعاً، بفعل التحقيقات الجارية والإفادات التي يتمّ الإدلاء بها، ولا سيّما من ضحاياه. وفي هذا السياق، أدلى رجل الأعمال أحمد حدارة، بإفادته أمام مخابرات الجيش اللبناني، ومن ثم أمام القضاء، في جلسة مطوّلة استمرّت أربع ساعات.
ووفقاً لمصادر قضائية، وضعت إفادة حدارة «النقاط على الحروف»، وحدّدت مسارات التحقيق المقبلة، والتي ستطاول شخصيات سياسية ودينية رفيعة كان لها دور محوري في تسويق الأمير السعودي المزعوم أو تغطيته أو الاستفادة منه.
وعلمت «الأخبار» أنّ حدارة الذي عاد إلى بيروت خصّيصاً لمتابعة هذا الملف، سلّم القضاء تسجيلات ومعلومات حسّاسة، تكشف كيف استخدم «أبو عمر» رقماً بريطانياً للتواصل مع شخصيات لبنانية، ناقلاً إليها ما زعم أنها «رغبة المملكة» بدعم أسماء معيّنة لرئاسة الحكومة ومواقع وزارية وقضائية.
السنيورة ومخزومي هما الأكثر تجاوباً والنيابة العامة تستدعي نوّاباً إلى التحقيق
ووفقاً للرواية التي قدّمها، كان النائب محمد سليمان، أحد الذين تلقّوا اتصالاً منه، وأُبلغ فيه أنّ السعودية تدعم فؤاد مخزومي لرئاسة الحكومة، وليس الرئيس نجيب ميقاتي، الذي «استُبعد اسمه صراحة» من الاتصالات. غير أنه فوجئ صباح يوم الاستشارات النيابية بطلب تسمية نواف سلام. وفُهم من شهادة حدارة، أنّ سليمان أدّى دوراً مؤثّراً في توجيه النواب لدعم سلام، ظنّاً منه أنّ هذه هي الرغبة السعودية الحقيقية. وعندما لم تنجح محاولات النائب أحمد الخير، للتأكّد من هذه المعطيات من السفارة السعودية، كانت النتيجة السير وفقاً لرغبة الأمير المزعوم.
استدعاءات جديدة اليوم
بعد جلسة حدارة، استكملت النيابة العامة التمييزية برئاسة القاضي جمال الحجار دراسة الملف، وقرّرت استدعاء شخصيات جديدة للاستماع إلى إفادتها اعتباراً من اليوم، وأبرزها الشيخ خلدون عريمط، الذي وُضعت بحقّه إشارة منع سفر قبل أيام، والنائب فؤاد مخزومي، الذي ورد اسمه في الاتصالات واللقاءات مع «أبو عمر»، إضافةً إلى الوزير السابق محمد شقير. كما رجّحت مصادر «الأخبار» أن تتوسّع التحقيقات في أثناء الأيام المقبلة لتشمل النائبين أشرف ريفي ومحمد سليمان، بناءً على إفادات تحدّثت عن تلقيهما اتصالات من «أبو عمر»، والقيام بخطوات عملية بناءً على ما نقل إليهما منه على أنه توجيه سعودي.
كما يُشتبه في أنّ «أبو عمر» أدّى دوراً مباشراً في إقرار تعيينات، عبر التواصل مع الرئيس فؤاد السنيورة والنائب مخزومي، اللذين تشير المعلومات إلى أنهما كانا الأكثر تجاوباً معه، والأكثر استعجالاً في طلب المواعيد السياسية لتلبية طلباته.
أخبار سوريا الوطن١-الأخبار
syriahomenews أخبار سورية الوطن
