أيمن الحرفي:
الطفل عالم كبير من الانفعالات و التصرفات فهو كائن اجتماعي و لا يستطيع العيش بمفرده بعيدا عن الأصدقاء، يتفاعل معهم و يتأثر ويؤثر بهم فعندما يفتح الطفل عينيه على العالم فيتعرف على أسرته ثم ينطلق إلى الحي و المدرسة التي يتعرف فيها على الأصدقاء فيتعلق بهم و يدرس معهم لتأتي العطلة الصيفية بعد أشهر من الدراسة و الامتحانات و القلق والترقب وقد توجوه بالنجاح فمن حقهم عطلة فيها المرح و المتعة لتكون مكافأة لهم على جهود بذلوها و نتائج حققوها.
لكن هناك من يتربص بأطفالنا لإيقاعهم فريسة لمخططاتهم و اهدافهم، اعداء عبارة عن مؤسسات و تقنيات و العاب الكترونية تغلغلت في حياة الأبناء و حملت معها فيروسات تنخر بهم و تحرفهم عن السبيل السوي فإذا ما استسلم لها و ادمنها وقع في مهاوي الخطر و الضياع .
إن الأجهزة التقنية الحديثة بما جهزت من برامج مثيرة وألعاب لافتة تحاصر الأبناء و تبهر عقولهم فيقعون أسرى لتلك الألعاب الإلكترونية خاصة و أن أجهزة الجوال والأجهزة اللوحية صارت في متناول الجميع و شبكة النت صارت مفتوحة و متاحة بعد احتلالها لعقولهم و سرقت أوقاتهم و سلبتهم كل ابداع و تفكير منطقي فأمسكت بتلابيب مخيلاتهم و ابعدتهم عن محيطهم إلى عالم آخر مآله المشكلات الاجتماعية و الثقافية و الأخلاقية و صدقت عندها الحكمة القائلة: ( أولادكم ليسوا لكم أولادكم هم أبناء الحياة مخلوقون لزمان غير زمانكم) .
و في العطلة و مع وجود الفضائيات و اجهزة الإعلام ووسائل التواصل والأصدقاء حول طفلنا علينا أن ندرك أننا يمكن أن نحول هذا المحيط إلى دور إيجابي في صقل الأبناء لأن الذي جعلها تتحول إلى الدور السلبي هو غياب الأب و الأم عن متابعة و مراقبة الأبناء فالام أصبحت تأتي متعبة من العمل و لا وقت لديها لتلبية طلبات أبنائها و الأب يسعى لتحصيل رزقه و نتساءل بعدها لماذا انحرف ابننا.. يقول سمير و هو اب لثلاثة اطفال اخترت زوجتي مثقفة و جامعية لنتعاون مع بعض في تربية اولادنا ،لكن الذي حصل هو عودتها متعبة من وظيفتها مما ادى لابتعادها عن الأولاد و كذلك عملي ايضا يمتد لساعات طويلة فابتعدت عن مراقبة اولادي و الاهتمام بهم.
و كذلك الأمر مع خالد فزوجته لا تعمل و لكنها مشغولة بأمور البيت و الطبخ و النظافة مع عدم تحصيلها العلمي و عدم قدرتها على متابعة الأمور الدراسية لأبنائها. و هكذا تبدأ سلسلة الاتهامات فالاب يتهم الأم و بالعكس و الضحية هو الطفل و بالتالي فقد هويته و حقوقه كطفل له حاجاته و متطلباته . اذا” ما الحل ؟ في ظل هذه التحديات و المخاطر علينا المبادرة إلى الحل و هو بين أيدينا و يكمن في بناء علاقة جديدة مع الأبناء تتسم بالحوار الهادئ و الاحترام و التشجيع على الإيجابيات و مد جسر الثقة المتبادلة و لا يتحقق ذلك إلا بالصبر و الإصغاء الفعال و كل ذلك تحت مظلة الحب و الحنان بعيدا عن التشنج و الغضب و العصبية مع إعداد خطة لاستثمار هذه العطلة بالمفيد من دورات السباحة و الرياضة و الرحلات و الدورات الخفيفة في تقوية اللغات و الرياضة الذهنية . و لا يمنع عمل الأم و غياب الأب الطويل عن معادلة التربية الصحيحة عندما يتم تنظيم الوقت و إعطاء الطفل حقه من الاهتمام و الرعاية ضمن عنوان عريض: طفلنا هو أهم أولوياتنا.
سيرياهوم نيوز 6 – الثوة