اعداد:محمد عزوز
يصادف اليوم الخامس عشر من أيار ذكرى رحيل المسرحي الكبير سعد الله ونوس وهل يمكن أن نترك ذكرى كهذه الذكرى تمر دون أن نشير ولو بعجالة إلى حياة وتجربة هذا المسرحي الكبير ، والعجالة مردها تسهيل العبور / الإطلاع عند أجيالنا الشابة لعل ذلك يكون حافزاً على العودة إلى النصوص المسرحية التي جسد معظمها على خشبات المسارح السورية وغير السورية وهذه العودة من شأنها أن تعرف هذا الجيل على المناهل التي نهل منها والموقف الفكري الذي جسده والمواضيع التي عالجها دون أن ننسى كلمته المشهورة في يوم المسرح العالمي عام 1996 وهو يصارع الموت التي أعلن فيها مقولته الأشهر ( إننا محكومون بالأمل ) :
ولد سعد الله ونوس في قرية حصين البحر بمحافظة طرطوس عام 1941 ، وتلقى تعليمه الإبتدائي فيها وعندما نصحه أستاذه بالمطالعة بسبب ضعفه في مادة التعبير بدأ يقرأ واقتنى أول كتاب ( دمعه وابتسامة لجبران ) وهو في عمر 11 عاماً وفي عام 1959 حصل على الثانوية العامة من طرطوس ثم سافر في منحة إلى القاهرة لدراسة الصحافة وحصل على الليسانس عام 1963 ليعود إلى دمشق ويعمل في وزارة الثقافة . وخلال فترة دراسته بدأ اهتمامه بالمسرح وكتب مسرحيات قصيرة صدرت عن وزارة الثقافة في سوريا عام 1965 ، في كتاب مستقل تحت عنوان ” حكايا جوقة التماثيل ” ثم جمعت مع غيرها في كتابين صدرا عن دار الآداب في لبنان عام 1978 . ومن أهم هذه المسرحيات القصيرة ” ميدوزا تحدق في الحياة ” و ” فصد الدم ” (1963) ، و ” جثة على الرصيف ” ومأساة بائع الدبس الفقير ” والرسول المجهول في مأتم انتيجونا ” (1964) و ” الجراد ” (1965).
سافر إلى فرنسا عام 1966 وتعرف على المسرح الغربي في فترة تحولاته الأساسية ، واستطاع أن يستوعب أهم الطروحات الجديدة في تلك المرحلة وأن يطوعها في أعماله على أرضية المسرح العربي واهتماماته أنهى دراسته في فرنسا عام 1968 وعاد ليتنقل بين وظائف مختلفة في وزارة الثقافة بدمشق وفي أيار 1969 قدم أول عرض مسرحي له ( الفيل ياملك الزمان ) و ( مأساة بائع الدبس الفقير ) ثم عمل محرراً بصحيفة السفير البيروتية وعاد بعد نشوب الحرب الأهلية في لبنان إلى دمشق ليؤسس المسرح التجريبي وبعد ذلك يترأس تحرير مجلة الحياة المسرحية عام 1977 وعاد إلى جريدة السفير عام 1982 وكرم في عام 1989 في مهرجان القاهرة المسرحي التجريبي وفي مهرجان قرطاج بتونس وحاز عام 1990 على جائزة سلطان العويس في مجال المسرح في دورتها الأولى .
أصيب في عام 1992 بورم في البلعوم ثم في الكبد عام 1994 كتب خلالها مسرحيات ( طقوس الإشارات والتحولات – الأيام المخمورة – هوامش للعرض والإخراج ) ولم تجده رحلات العلاج مابين دمشق وباريس حيث غادر الدنيا في 15 أيار 1997 .من أهم مؤلفاته المسرحية ( حفلة سمر من أجل 5 حزيران – رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة – سهرة مع أبي خليل القباني – فصد الدم – الفيل ياملك الزمان – مغامرة رأس المملوك جابر – مأساة بائع الدبس الفقير – الملك هو الملك – الإغتصاب – ملحمة السراب …….) .صدرت أعماله الكاملة في عام 1996 ، في ثلاثة مجلدات عن دار الأهالي بدمشق ، جمعت فيها كل المسرحيات الطوية والقصيرة والنصوص النظرية من بيانات وكتابات تتعلق بالمسرح . وقد ترجمت مسرحياته إلى العديد من اللغات الأجنبية كما نشرت وتم عرضها في كثير من الدول العربية والأوربية .
(سيرياهوم نيوز-صفحة المعّد15-5-2021)