خالد الجيوسي:
انقسم الشارع اللبناني تماماً حول مشهد الاعتداء على المُواطنين السوريين والمُتواجدين في لبنان، حيث تعرّض عددٌ منهم للاعتداء من قبل لبنانيين، رفضوا السّماح لهم التوجّه للإدلاء بأصواتهم في السفارة السوريّة في لبنان.
المشهد بكُل الأحوال كان عنيفاً، بالنسبة لمُواطنين سوريين عُزّل، أرادوا المُشاركة في الانتخابات الرئاسيّة السوريّة، حيث الرئيس السوري بشار الأسد، يُنافس في انتخابات يقول الرافضون لإجرائها إنها محسومة النتائج، والفائز فيها معروف، ولا حاجة لمُنافسين.
في المقاطع المّتداولة، تم الاعتداء على السوريين المُواطنين، ويبدو أن حالة الاستفزاز للرافضين لتوجّههم إلى سفارة بلادهم، كانت نابعة من حملهم صور الرئيس الأسد، وعلم بلادهم الرسمي، لكنّ هؤلاء كانوا سلميين، ولم يعتدوا في المُقابل على لبنانيين، وكانت رغبتهم المُشاركة في تلك الانتخابات.
تعرّضت سيّارات السوريين وحافلاتهم إلى الاعتداء والتكسير، ومُصادرة المُمتلكات (حقائب كانت على ظهر السيّارات)، أثناء توجّههم إلى مكان تواجد السفارة السوريّة في منطقة اليرزة جنوب شرق بيروت.
ويبدو أنّ المشهد كان مُغايرًا في الأردن مثلاً، فالمقاطع التي تداولها السوريون من العاصمة عمّان، ومقر السفارة السوريّة في عبدون، لم ترصد أي اعتداء تعرّض له هؤلاء، بالرغم أنّ المُعارضين للنظام السوري كُثر، يبدو أن الجيش اللبناني قد تأخّر في حماية السوريين، وفرض إجراءات أمنيّة مُشدّدة لاحقاً حول السفارة منعاً لمزيد من الاعتداءات.
الرافضون لمُشاركة السوريين في انتخابات الرئاسة، رفعوا شعار أن اللاجئ السوري لا يحق له المُشاركة في التصويت، فيما صدّروا وسماً “هاشتاق” طالبوا فيه السوريين العودة إلى سورية والرئيس الأسد، وتحت عنوان: “بتحبّو رجاع لعندو”.
في المُقابل رفضت أصوات لبنانيّة، مشهد التعرّض للسوريين، وربط البعض هذا الاعتداء، بتغريدة نشرها رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع، واعتُبِرَت تحريضاً مُسبقاً على المُشاركين، وكتب جعجع عبر حسابه في “تويتر”: “من أجل الحصول على لوائح كاملة بأسماء من سيقترعون للأسد غدا، والطلب منهم مغادرة لبنان فورا والالتحاق بالمناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد في سوريا طالما انهم سيقترعون لهذا النظام ولا يشكل خطرا عليهم”، وهي التغريدة التي أعقبها الاعتداء.
ودشّن نشطاء سوريون، ولبنانيّون، وسماً مُقابلاً للوسم اللبناني الرافض لتصويت السوريين، بعُنوان “ميليشيا جعجع عنصريّة”، ولم يثبت بالدليل القاطع أنّ المُعتدين يتبعون بالفعل إلى حزب القوّات.
وبدا أن صهر رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة ميشيل عون، رئيس التيّار الوطني الحر جبران باسيل، قد تضامن مع السوريين هُنا، وغرّد: “عندما قلنا بعودة آمنة وكريمة للنازحين السوريين، قلتم انّنا عنصريون! عندما وضعنا خطة حضارية لعودة آمنة وكريمة للنازحين، عارضتموها وقلتم اننا فئويون! عندما تضربون نازحين مسالمين ذاهبين للتصويت في سفارة بلدهم وتعتدون على أمانهم وكرامتهم، نقول عنكم إنّكم نازيّون، مع فرق واحد، أنها الحقيقة”.
وعلى هامِش حادثة الاعتداء على السوريين، تناقل نشطاء قيام عناصر اعترفت إنها “قوّاتيّة” تابعة لسمير جعجع وعلى هواء شاشة قناة (MTV) المحليّة غاضبة من السوريين، بحرق العلم الفلسطيني، وهو ما رفضه نشطاء، خاصّةً أنه يأتي في توقيت الأحداث في فلسطين، وما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من عُدوان في القدس وغزّة.
ولوحظ وجود إقبال كبير جدًّا للسوريين المُتواجدين في الخارج، وخاصّةً في ألمانيا وتركيا ودول أوروبيّة أخرى، ومنعتهم بعض الدول من مُمارسة حقّهم في الإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع في السفارة السوريّة.
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم