| فادي بك الشريف
الأحد, 06-06-2021
لم يكن يتصور أحد الباحثين السوريين صاحب فكرة القنبلة السكرية والحائز براءة اختراع مسجلة في سورية، أن فكرته أحدثت ضجة إعلامية عالمية كبيرة لكن (بابتكار بريطاني) نُسب لأحد الباحثين البريطانيين تحت عنوان: «علماء بريطانيون يبتكرون قنبلة من السكر تستغرق ثوانٍ لتدمير الخلايا السرطانية».
والباحث السوري د. إبراهيم الشعار صاحب فكرة القنبلة السكرية والحائز براءة اختراع مسجلة في سورية وحاصلة على موافقة وزارة الصحة السورية عام 2016، والمسجلة في المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية (WIPO) في جنيف.
قال لـ«الوطن»: شعرت بالفخر عندما تم الإعلان عن استخدام العلاج نفسه الذي اخترعته منذ عام 2016، ولكن في الوقت نفسه بدأت بالعمل على إثبات ملكيتي للفكرة لعدم ضياع حقي، على أن يتم التواصل مع المنظمة للتأكد إن كان البريطانيون قد حصلوا على براءة اختراع، لاختراعي نفسه.
وأشار إلى أنه تم في العام 2018 توقيع عقد مع أحد معامل الأدوية في عدرا للبدء بتطبيق الدواء، ولكن حصل هناك تأخير بسبب تأخر عمليات البناء وتنفيذ خطوط الإنتاج التي تأخرت في الوصول إلى البلاد، مضيفاً: سيتم التريث حتى شهر أيلول وفي حال عدم المباشرة بالإنتاج سوف يتم فسخ العقد، منوهاً بتقديم وزارة الصحة التسهيلات اللازمة للترخيص.
ولفت إلى إمكانية التعاون مع العلماء البريطانيين للعمل على تطوير العلاج وتطبيقه على أرض الواقع، مشيراً إلى أن هذا الأمر يتوضح خلال فترة مراسلة المنظمة.
الشعار: إمكانية التعاون مع العلماء البريطانيين لتطوير العلاج وتطبيقه
وتحدث الشعار عن اختراعه للمادة الدوائية «الكفيران القلوي» وآلية عملها بعد سنوات من البحث والتجارب المخبرية، موضحاً الآلية العلمية التي انطلق منها لاختراعه بقوله: السرطان عبارة عن نمو خلوي غير منتظم ناجم عن تعطيل آليات الموت الخلوي المبرمج نتيجة تبدلات في كروموسومات الخلايا حيث تفقد قدرتها على التحكم في نموها إضافة إلى سوء وظيفة المتقدرات، وهو الأمر الذي يؤدي إلى استقلاب متزايد ضمنها، حيث تستهلك الخلية السرطانية السكر أكثر من السليمة بعشرين ضعفاً وهذا يؤدي إلى زيادة أحماض السياليك التي تغطي سطح الورم وتخمد الخلية المناعية، أي ترتفع حموضة الوسط ويقل الأوكسجين ضمنه فتتشكل حواجز تعطل عمل الجهاز المناعي ويكبر الورم ويغزو الجسم.
وتابع: وتم الاعتماد على الكيفيران القلوي في الساركومات التي تصيب العظام والأنسجة الرخوة لإزالة الوسط الحمضي واستخدام الطاقة لتسليح الخلايا بالأوكسجين وقتلها من الداخل حيث تمَّ دمج (الكفيران) مع مادة (بيكربونات الصوديوم) وتعطى بشكل حقن تحت الجلد لخداع الخلية الخبيثة لتتناوله، علماً أن الكفيران هو سكر متعدد خارجي المنشأ «EPS» منتج من توليفة بروبيوتيك الكيفير.
هذه الآلية تعمل على مبدأ حصان طروادة باستغلال القدرة العالية للخلايا السرطانية على اجتذاب والتهام السكر (الكيفيران الذي يحوي المادة القلوية) ما سيؤدي لتوقف نشاطها والقضاء عليها، إضافة إلى دور الكيفيران القلوي في دعم خلايا الجسم السليمة وتقوية الجهاز المناعي حيث يستهدف مستقبلات خاصة على سطح الخلية السرطانية ويدمرها من دون أن يلحق الأذى بالخلايا السليمة فهو عملة نادرة ذات وجهين تدمر الخلايا السرطانية من جهة وتدعم السليمة من جهة أخرى.
وفي تصريح لـ«الوطن» أكد مدير حماية الملكية في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستلك شفيق العزب، أنه وفقاً للمعلومات الموثقة الواردة فإن الدكتور الشعار أول من ابتكر مبدأ القنبلة السكرية في خداع الخلية السرطانية بالكيفيران القلوي وأحدث ثورة علاجية في عالم السرطان.
وأكد العزب أهمية هذا الاختراع خلال الظرف الراهن، مبيناً أن الباحث سيتقدم اليوم بطلب خطي إلى المديرية مرفق بالوثائق والشهادة التي تثبت حمايته الملكية للاختراع منذ سنوات.
مضيفاً: بناء عليه ستتم مراسلة المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية (WIPO) في جنيف، للتدقيق بالموضوع واتخاذ الإجراء اللازم وقرارها، وخاصة أن المنظمة تعتبر المسؤولة عن حماية الملكية في جميع دول العالم.
(سيرياهوم نيوز-الوطن)