آخر الأخبار
الرئيسية » السياحة و التاريخ » أبولودوروس الدمشقي.. أعظم المعماريين في التاريخ القديم

أبولودوروس الدمشقي.. أعظم المعماريين في التاريخ القديم

قلّما تذكر كتب التاريخ المهندسين المعماريين الذين شيّدوا الأبنية الحضارية، و من الصعوبة أن نتعرّف على المُخطِّط أو المنفّذ للمنشآت التاريخية، و على الرغم من تلك الصعوبات، لمع إسم المعماري الدمشقي “أبولودورس” لكونه شخصية فذّة في هندسة العمارة و فلسفتها.فمن هو “ أبولودورس ”؟يأتي الإسم نتيجة الإتصال الكبير و التعايش الطويل بين اليونانيين القدماء، و السوريين الآراميين و الأنباط و التدمريين. أبولودورس جميل الرجولة، فيه مهابة ذو سمات شرقية واضحة، متوازن الشخصية ، موهبته المتميزة و الفذة فرضت إحترامه على المجتمع الروماني. لم تظهر له أعمال في سورية إلا أنه و خلال أعمال إصلاح جامع بني أمية الكبير بدمشق ظهر أحد الأعمدة المنهارة من أنقاض معبد جوبيتير يحمل إسم أبولودوروس. بينما يرجّح أن يكون لأبولودورس إسهام في تصميم وإنشاء هذا المعبد. أبولودورس، و باليونانية “أبولودوروس Apollodorus”، تعني “هبة أبولو”. ولد المهندس المعماري أبولودوروس في دمشق و عاش في روما شطراً كبيراً من حياته، و من المرجح أنه مات مبعداً عنها و هو في قمة عبقريته. و في عهد الإمبراطور الروماني ترايانوس أو تراجان ( 98-117م )، تبوّأ منصباً يعادل منصب وزير الأشغال العامة في لغة اليوم. و هو يعدّ واحداً من أفذاذ المعماريين الذين عرفهم التاريخ القديم.تأثر أبولودورس الدمشقي في موطنه الأصلي بروائع العمارة وحمل إلى روما روحاً جديدة في العمارة و الفن . و من المؤسف أن منجزات أبولودورس في موطنه الأصلي مجهولة لا يعرف أحد شيئاً عنها. أما أعماله في روما و في أجزاء أخرى من الإمبراطورية الرومانية فمشهورة و ما بقي منها يقارب خمسة عشر أثراً أهمها ما يلي:“ السوق الترايانية ( سوق تراجان ) – عمود تراجان – الجسر العملاق على الدانوب ”، وللأخير قصة شائقة حيث كان أبولودورس في الأصل المهندس الحربي للإمبراطور ترايانوس و قد رافقه في حربيه في داكية، و وضع تصاميم هذا الجسر و أنشأه على الدانوب عند مضيق بوابات الحديد قرب مدينة دوبريتي دوريسين الحالية في المجر مستخدماً جيشاً بتمامه مدة عام كامل تقريباً.اعترضت أعمال بناء الجسر إقامة أساسات و ركائز في سرير النهر، إذ كان من الغزارة بحيث لا يمكن تحويله. و لكن أبولودورس، و لأول مرة في التاريخ، تصدّى لمثل هذا العمل الذي يتطلب جسارة تقنية عالية، فنجح في إرساء عشرين ركيزة قوية جداً في لجة النهر، ثم مد الجسر بطول 1097 متراً و بعرض يتراوح بين 13 و19 متراً. و كانت فرجة القناطر بين الركائز 35-38متراً ، و حصّن طرفي الجسر بالأبراج.          و من منجزاته أيضاً الميدان التراياني (ميدان تراجان) – الحمامات التي شيّدها لترايانوس على رابية الإسكويلينوس – قوس النصر في مدينة بنيفانتوم، و قوس النصر في مدينة إنكون- مسرح موسيقي ( أوديون ) في مونتي جوردانو .

(سيرياهوم نيوز-اختيار المهندس عبد المجيد سرور7-6-2021)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ميلانو لؤلؤة ايطاليا والمتوسط:  مزيج فريد من التاريخ والثقافة والابتكار وتجمع بين الأصالة والتطور 

    ميلانو واحدة من أبرز المدن في #إيطاليا والعالم، وتعتبر عاصمة #الموضة والأعمال و #التقافة حتى #الرياضة في البلاد. وفيما يلي بعض الحقائق التي ...