تداولت وسائل إعلام روسية، اليوم السبت، أخباراً تفيد بأن الغواصة الروسية النووية، “بيلغورود”، ذات الأغراض الخاصة والسرية، والتي تُعَد الأطول والأضخم في العالم، انطلقت إلى أعماق البحر لإجراء تجارب جديدة، للمرة الأولى.
وبحسب موقع “روسكوي أروجي” الروسي، توجهت الغواصة النووية “بيلغورود” إلى البحر للمرة الأولى، بتاريخ 25 حزيران/يونيو، بحيث ستبدأ عمليات اختبار في أعماق البحر.
وتُعَد الغواصة الروسية من أطول الغواصات في العالم، ويصل طولها إلى 184 متراً، وتم تعزيزها بمقصورات إضافية “مع ميزات فريدة جداً، ولا مثيل لها”.
حاملة غواصات من نوع “بوسيدون”
وأشارت المصادر إلى أن الغواصة الجديدة، والتي تحمل الرمز (K-329)، هي المشروع الوحيد الحالي لناقلة طرادات تحت الماء، قادرة على حمل مَركَبات مسيّرة آلياً وغير مأهولة تحت الماء، من نوع بوسيدون.
وتستطيع الغواصة حمل 6 طواقم من غواصات “بوسيدون”، أو غواصات أخرى، الأمر الذي يوفر لها ميزات واسعة المدى من أجل تنفيذ المهمات الخارجية.
وبالرغم من السرية الشديدة بشأن خصائص الغواصة ومهماتها الفريدة وقدراتها، فإن بعض المصادر أكد أن الغواصة تتمتع بقدرة فريدة على التسلل، نظراً إلى محركاتها من جهة، وهيكلها العازل من جهة أخرى.
وزُوِّدت الغواصة بمراوح خاصة مانعة للضوضاء، صُممت على نحو فريد، بحيث تمت تغطيتها حفاظاً على سريتها في أثناء حفل إطلاقها.
وتستطيع الغواصة “بوسيدون”، المحملة على متن “بيلغورود”، تشكيل تسونامي بحري كبير، بحسب الخبير العسكري، فيكتور بارانتس.
وأشار التقرير المنشور في مجلة “navalnews” الفرنسية، المتخصصة بالشؤون العسكرية البحرية، والذي حمل عنوان “الغواصة الروسية العملاقة بيلغورود تبحر لأول مرة”، إلى وجود ميزتين لا مثيل لهما في الغواصة، بالرغم من عدم الكشف عن ميزاتها على نحو رسمي.
وبحسب التقرير، فإن الغواصة تشكل إلى اليوم لغزاً كبيراً أمام المحللين العسكريين في العالم، بحيث تجمع دورين “متناقضين”: الأول بمثابة غواصة مضيفة، “أي أم تحمل غواصات”، والثاني هو تنفيذ ضربة نووية هائلة، تحت اسم “مهمة خاصة”.
ولفت التقرير إلى أن الغواصات المحمّلة على متن “بيلغورود”، تستطيع تنفيذ مهمات فريدة جداً في أعماق كبيرة إلى جانب قاع المحيط، الأمر الذي يمنحها قدرة على الوصول إلى شبكات خطوط الإنترنت العالمية والكابلات في قاع المحيطات والبحار وتعطيلها.
وتطرَّقت المجلة إلى ميزة أخرى تسبّب قلقاً كبيراً لحلف “الناتو”، بحيث تستطيع الغواصة “حمل 6 رؤوس نووية فريدة لا تملكها أي قطعة بحرية على الإطلاق”.
وتحمل الغواصة “طوربيدات عابرة للقارات تعمل بالطاقة النووية وذاتية القيادة”، يبلغ طولها أكثر من 20 متراً، وهي في الواقع “طائرات بدون طيار عملاقة تحت الماء” ذات مدى غير محدود عملياً، ورأس حربي نووي. وسرعة هذه الطوربيدات المتوقعة نحو 70 عقدة، وتعمل على عمق 1000 متر، وهذا “يعني أنه لا يمكن مواجهتها بالأسلحة الموجودة”، بحسب المصدر.
(سيرياهوم نيوز-الميادين ٢٧-٦-٢٠٢١)