آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » اعلام كهري ..

اعلام كهري ..

*بقلم:ديب علي حسن

اليوم دون مقدمات بأغتني ابو جميل الجار الذي اعرفه منذ عقود ..رشا بعد تحية مختصرة :لماذا لا تكتبون لنا عن الكهرباء…هل يعقل ست ساعات قطع وأقل من ساعة وصل ..على حساب من ما أنتزع في البرادات من مؤونة ..اشترينا الفول والبازلاء وغيرها مما كان القدرة على شرائه بأسعار مرتفعةمن يشتري الفروج يقسمه لعدة طبخات …كثيرون القوا الباقي منه في القمامة …شربة ماء برد ..نريد أن نغسل أن نستحم وان ..وأردف:اكتبوا  …كنتم تكتبون سابقا وكان المسؤولون يردون ويعالجون الكثير من القضايا ( هي حارتنا شاهد على ذلك شو صار لكم سكتم  بالمرة ..والله ما خرجكم شي ).أسئلة المرارة التي أطلقها ابو جميل دفعة واحدة ..تعرف يا أبا جميل الوضع وانت والد شهيد …نعم اعرف ولكن لماذا يسعى المعنيون إلى حل ..لماذا يعدون وتكون الوعود عكس الواقع ؟ويتابع :لماذا لا تكتبون عن همومنا ..؟ قلت لك ..نكتب ..ولكنه يرد :لم أعد ارى الجريدة …نعم صحيح …نحن اعلام الكتروني …افتح محمولك حتى اريك ماذا نكتب ..يبتسم الرجل …هل انت تمزح ؟ لا ..ابدا ولماذا امزح …يردف : ( من مبارح ما شفت الكهربا  اليوم نصف ساعة شحنت جوالي  هل تريدني أن افتح على…لا …حتى التلفزيون لا نراه ..نصف ساعة ماذا ستفعل خلالها ..؟ الزوجة تقول اغلقوا كل شيء حتى تنجز الغسالة ما بدأته امس ..مشادات في البيت بين الجميع للفوز بماخذ لشحن الجولات …وهل تريدني أن افتح موقعا الكترونيا..؟دفعة واحدة وضع ابو جميل يده على الجرح وجعلني اسال :من الذي قرر أن يستغني عن الصحافة الورقية ونحن بامس الحاجة إليها..لا تلفاز لا نت  لا كهرباء ..كيف تريد من الإعلام أن يقدم الواقع وأسبابه في ظل غياب الأدوات؟.وشط بي الخيال إلى عام ٢٠٠٣ م وما كان يسمى ( ربيع دمشق ) .اخذ الحماس بعض المسؤولين الإعلاميين  وبدؤوا الحديث عن تغيير اسم جريدة الثورة ..على طاولة الاجتماعات   بحضور السيد وزير الإعلام حينها ..

حين سالني عن رأيي قلت : تريدون تغيير اسم الصحيفة …لماذا ..هل نحن خجلون منه ..اليمن التي كانت في حضن واشنطن فيها صحيفة اسمها الثورة  والعراق الذي هو الان ..فيه صحيفة اسمها الثورة . لم يهدأ بال من كان يخطط حتى خرج بما يسمى الدمج ونعرف بقية الحكاية وما تبعها ..تكرر الامر حين كانت آخر جلسة للحكومة التي كان فيها عدنان محمود وزيرا الإعلام إذ خرج علينا بما اسماه فكرة دمج الصحيفتين بصحيفة واحدة تحت اسم مختلف ..وكان ما كان ..اليوم صدور الصحف معلق تحت يافطة ( الكلفة ) وكانت الكورونا اللحظة التي هيأت للقرار.تحولنا إلى اعلام رقمي وهذا ضروري جدا ويجب أن نكون بارعين فيه ولكن هل هيانا أسباب البراعة والوصول ..عودة الصحف بأسمائها ضرورة لأنها هوية وتاريخ وذاكرة ..علينا الف الف ملاحظة بأدائنا لكننا لم نكن مقصرين …في العالم كله صحف صدرت من قرن وبعضها اكثر لم تغير اسمها …والسؤال :هل اذا غيرنا اسم صحيفة الثورة أو تشرين  نكون قد حققنا ما نريد..دعونا نغير عقلية العمل الأداء من الجهات الإدارية إلى التحريرية  لنطور أدواتنا ونتجدد الحاجة إلى نقاش عام موسع لابد منه ..حين هممت بالسلام على ابي جميل قال ممازحا:اعلامكم ايضا كهربائي ….نعم ابا جميل :كلنا في الهم واحد ..انه الان اعلام كهري وليس الكترونيا ..

(سيرياهوم نيوز-الثورة٣٠-٦-٢٠٢١)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

آن الآوان لتعديل قانون الانتخابات؟

  علي عبود للمرة الأولى يفعلها مجلس الشعب ويقترح فقدان عضوية ثلاثة فائزين بالدور التشريعي الرابع لفقدانهم أحد شروط العضوية في المجلس، وهو حملهم لجنسية ...