عبير محمد:
تلجأ الأمهات بشكل عام في كثير من الأحيان إلى رفع الصوت عالياً ” الصراخ ” في مواجهة سلوك خاطئ لدى أطفالهن عند فقدانهن السيطرة على أعصابهن دون إدراكهن للآثار السلبية الخطيرة التي تترك لدى نفسية هؤلاء الأطفال من نتائج سلبية مباشرة، فيكف الطفل عن تصرفه عند سماع الصراخ.
ولكن نتائج هذه العادة تجاه الطفل سلبية للغاية، وهي رد فعل سريع من الأب أو الأم تجاه سلوك أطفالهم دون التفكير، نتيجة ضغوطات الحياة المختلفة.
فماذا يحدث لدماغ الطفل عند الصراخ؟
تشير الأبحاث العلمية أن مخ الطفل في مرحلة النمو، يتكون من فصين يعملان ويتواصلان معا، لكي يكون رد الفعل منطقياً، وحواسه كلها تعمل بالاتجاه الصحيح، أما المخ التفكيري ففيه جزءين: المخ الداخلي وهو المسؤول عن الغرائز والمخ العلوي المسؤول عن المنطق والتحليل والروحانيات الذي يميزنا نحن الجنس البشري.
وحسب الدراسات العلمية يلحظ أنه عند الصراخ على الطفل في وجهه، فإن مخه سيغلق مخه التحليلي الذي يستقبل الأوامر وتتحول الأوامر للمخ الداخلي “غريزة البقاء” الذي يحافظ علينا سالمين، وبالتالي ستدافع عن نفسك أو ستهرب من الصراخ ” المشهد”
والدفاع هنا سيأخذ شكل الانطوائي أو شكل عدواني وكلا الأمرين لهما التأثير السلبي في حياة الطفل، سيعزز الكذب والعنف تجاه الآخرين وتجاه نفسه، وسيقوم الطفل بأفعال مقصودة ومؤذية.
ويمكن أن يذهب باتجاهات أخرى كالتبول اللاإرادي أو التأخر الدراسي، الكوابيس الليلية وهذه كلها نتائج مخه التحليلي وقد منعناها من العمل وجعلنا مخه الغريزي الذي بدأ بالعمل سوف ينتج مخاً غير سوي.
أيضا عندما يبدأ مخنا الغريزي بالعمل ستتوقف الهرمونات التي تعطينا السعادة والهدوء وتنتج الهرمونات التي تدعنا نحافظ على بقاء الإدرينالين، وإنتاج عالٍ جداً للأنسولين قد يصيب الأطفال بالسكر المبكر بسبب إجهاد البنكرياس.
ففي كل مرحلة من مراحل نمو الطفل يتعلم ماذا يفعل.. وكيف يتصرف.. وله طرق الاكتشاف والتعرف على الأشياء.
وإضافة لذلك هناك مضار للصوت العالي على أطفالنا تتمثل بفقدان تركيزهم وتشتت انتباههم ما يؤثر أيضا على الجانب المعرفي والإدراكي ويضعف الذاكرة وبالتالي ضعف الرغبة في الدراسة وتنفيذ الواجبات المدرسية والتعليمية وعدم الالتزام واللامبالاة وضعف الضبط النفسي، فيصبح الطفل ضعيف الشخصية.
ويبعث في نفسه الخوف ويستمر معه ويصعب التخلص من قلقه وشعوره بعدم الآمان.
ومع مرور الوقت سيتعود الطفل على الصوت العالي ولا يكترث لأي شيء وبالتالي نخلق طفلاً عنيداً متشبثاً برأيه، لذلك علينا الاعتراف بكمية الأذى التي ألحقناها بأطفالنا.
والأمر الآخر أنه عندما يتعرض الطفل للصراخ علينا تهدئته فوراً وإعطاؤه الماء لنمنع استنزاف البنكرياس.
ما يتوجب على الآباء والأمهات تفريغ غضبهم خارج المنزل، وعليهم فصل المشكلات التي تتعلق بالعمل وضغوطات الحياة بعيداً عن أجواء الأسرة.
بالمشي أو ممارسة الرياضة أو غسيل الأيدي بالماء البارد عدة مرات، أو الابتعاد عن المكان الذي أصبحت فيه المشكلة. أو المشي حافي القدمين لتفريغ الشحنات السلبية في الأرض مع التنفس العميق عدة مرات، بهذه الطريقة سينتج المخ هرمون السعادة، ثم نحلل التصرف اذا كان عمداً أو مرحلة للطفل بالاكتشاف.
ننصح الآباء والامهات التحلي بالصبر والهدوء وشرح تصرفه الخاطئ بهدوء ومحبة، ولاننسى الاعتذار من الطفل لإعادة ثقة الطفل بالأهل وتعزيز العلاقة، وبنفس الوقت تعليم الطفل المسامحة.
كما على الآباء والأمهات تخيل أنفسهم بأنهم أمام أصدقائهم أو جيرانهم فعليهم ضبط غضبهم والتصرف بعقلانية وعدم السخرية من الطفل، عليهم تعزيز الصحة العاطفية لأطفالهم وإعطاء الطفل الأوامر التي تتناسب مع عمره وإدراكه وتنشئته تنشة سليمة وتحضير مجتمع خال من العيوب والمشكلات
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة