لينا ديوب:
يظهر العيد كغيره متأثراً بما جرته علينا الحرب العدوانية المتوحشة، من تراجع في الموارد والخدمات، لكن الناس لا تكل ولا تمل من الرقص مع الظروف الصعبة ومراقصتها، لتنجو منها بأقل الخسائر واقتناص لحظات جميلة.
في قريتي ليس غريباً غياب مظاهر العيد العلنية، حيث لم تجر العادة على تخصيص ساحة بأراجيح وألعاب للأطفال، لكن كان هناك في البيوت وفي زيارات الأقرباء وتحضير أكل العيد الخاص والملابس الجديدة مع كثرة القادمين من المدن ما يدل على العيد، اليوم تغير كل ذلك، لكن تمسك الناس بالعيد ما زال حاضراً، بإرسال المغتربين المعايدات المالية والعينية، وباشتراك الناس كل حسب مقدرته لتحضير الطبخ الخاص بالعيد، ولإعداد كعك العيد.
لم يزل العيد يزورنا ولم نزل نستعد له وإن تراجعت قدراتنا الشرائية، لكن لم يتراجع حبنا للحياة وتعلقنا برؤية أحبتنا وسعينا لرؤيتهم، واستقبال القادم البعيد منهم بكل اللهفة والحب.
قبل يومين انتهت إنارة المفارق الصعبة والخطرة بالقرية بالاستفادة من الطاقة الشمسية، وهي تقدمة من أحد أبنائها المغتربين، وكأنه يقدم عيدية لأهل القرية مع رسالة حب وأمل بانارة القلوب كما الطرقات لتجاوز المتعطفات الخطرة.
كل عام وأنتم بخير أكثر، وتعب وألم أقل، كل يوم وإرادة الحياة تملأ قلوبكم المتعبة، وتنير تطلعكم لحياة أفضل، ونهضة للبلاد نعمل جميعاً لتحقيقها.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة