تذكر منظمة الصحة العالمية في الأسبوع الأول من آب سنوياً بأهمية الرضاعة الطبيعية كأكثر الطرق فعالية لضمان صحة الطفل وبقائه على قيد الحياة وسط أرقام تقول إن نحو 2 من كل 3 أطفال لا يحصلون عليها خلال الأشهر الستة الموصى بها وهو معدل لم يتحسن في عقدين من الزمن وفق المنظمة.
وفي سورية تظهر آخر إحصائية لوزارة الصحة أن 28 بالمئة فقط من النساء يقومون بالرضاعة الطبيعية النسبة التي تصفها مديرة الرعاية الصحية الدكتورة رزان طرابيشي بالقليلة لكنها المنطقية نتيجة تداعيات الحرب ومفرزاتها.
وتوضح الدكتورة طرابيشي في تصريح لـ سانا أن بيانات عيادات التغذية في المراكز الصحية ووفق دراسة أنجزت عام 2019 أظهرت أن 28 بالمئة فقط من النساء يقمن بالإرضاع الطبيعي للطفل وهي نسبة دفعت الوزارة للتشجيع على الإرضاع الطبيعي والتوعية عبر جلسات فردية أو جماعية للنساء وندوات طبية وحوارات في المراكز الصحية والثقافية ودور العبادة.
وتوفر الرضاعة الطبيعية كل ما يلزم الرضيع من طاقة وعناصر مغذية في الأشهر الستة الأولى من حياته وتغطي نحو نصف احتياجاته أو أكثر خلال الأشهر الستة التالية وثلث تلك الاحتياجات خلال العام الثاني وفق أرقام منظمة الصحة العالمية.
وبينت طرابيشي أن الرضاعة الطبيعية توفر للطفل الغذاء بالكميات والتراكيب والتوازن المثالي وتحميه من الإصابات بالإسهالات الحادة وأمراض الحساسية والأكزيما وتساعد على نمو الدماغ مؤكدة أهمية الرضاعة حتى ستة أشهر دون إعطاء خلالها أي سوائل أخرى ثم إضافة الأطعمة المكملة مع الاستمرار في الرضاعة حتى السنتين.
ولفتت مديرة الرعاية الصحية إلى أن حليب الأم لا يحتاج إلى تحضير وأقل تكلفة وأكثر ملاءمة لحاجات الطفل الغذائية والعاطفية.
وتحمي الرضاعة الطبيعية الأم أيضاً كما تذكر الدكتورة طرابيشي من الإصابة بسرطانات الثدي والرحم والمبيض وتعيد الرحم إلى حجمه الطبيعي بعد الولادة وتساعد على استعادة الأم لوزنها قبل الحمل والمباعدة بين الولادات.
وأشارت الدكتورة طرابيشي إلى عدد من المخاطر التي يحملها الإرضاع الصناعي للطفل منها سوء التغذية ونقص فيتامين (إيه) وزيادة خطر الأمراض التحسسية وعدم تحمل الحليب.
ورأت أن تخصيص أسبوع للرضاعة الطبيعية على مستوى العالم سنوياً فرصة لرفع الوعي بأهميتها موضحة أن مديريات الصحة بالمحافظات تقيم منذ الأول من آب حتى السابع منه ندوات تثقيف صحي وجلسات حوارية تستهدف الحوامل للتشجيع على الإرضاع الطبيعي لجهة أهميته الصحية إلى جانب التخفيف من الأعباء المادية الناجمة عن شراء الحليب الصناعي.
ووفق منظمة الصحة العالمية يعمل الأطفال الذين يرضعون من الثدي بشكل أفضل في اختبارات الذكاء ويكونون أقل عرضة لزيادة الوزن أو السمنة وأقل عرضة للإصابة بمرض السكري في وقت لاحق من الحياة.
وتحتفل دول العالم منذ عام 1990 بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية للتشجيع عليها ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن زيادة مستويات الرضاعة الطبيعية يمكن أن تنقذ أكثر من 800 ألف شخص سنوياً معظمهم أطفال دون ستة أشهر.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا