بقلم: علي نصر الله
اتجهت وزارة التجارة الداخلية وحماية المُستهلك لمعالجة مشكلة الخبز وقرار تَوطين توزيع المادة في محافظات حماة، طرطوس، واللاذقية، بالابقاء على نقاط البيع (للمعتمدين) وإتاحة حصول المواطن على مُخصصاته من أيّ مُعتمد.
بهذا افتتحت وزارة التجارة الداخلية يوم السوريين عموماً، وفي المحافظات التي كانت قد بدأت فيها تجربة (توطين التوزيع) خصوصاً، التي كان سيتم تَعميمها على باقي المحافظات بعد تَقييم التجربة وتعديلها إن اقتضى الأمر ذلك.
الوزارة لم تُبين الأسباب المُوجبة لاتخاذ قرارات أو خطوات بهذا الاتجاه، والكثيرون يَعتقدون أنها لم تأتِ كنتيجة لتقييم التجربة أو مُراجعتها، بل استجابة لمَطالب المواطنين بإلغاء التوطين الذي سيُلغي ويُعالج المشكلات التي نشأت مع بدء تطبيق تجربة (توطين التوزيع).
وعلى الرغم من عدم بَيان الأسباب المُوجبة لذلك، إلا أنه من المُتوقع أن يَحظى بترحيب واسع، بل قد تُصفق له الأغلبية الغالبة من السوريين ومن أهلنا في محافظات حماة، طرطوس، واللاذقية.
لا شك أنّ هذة الخطوات أعلاه ستفتح على أفق دراسة مسألة الخبز كمادة أساسية لجهة الوفرة والجودة والإنتاج والتوزيع، وربما الدعم والمُخصصات اليومية للأفران والمواطنين، وهي خطوات في الاتجاه الصحيح بكل تأكيد.
خطوة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك إياها تصلح لأن تكون بوابة دخول على العديد من القرارات التي صدرت مؤخراً عن جهات رسمية، وقوبلت بردود فعل مُختلفة تباينت بين الرفض والاستهجان.
وبين الرفض والاستهجان كان حال المواطن يَتلخص في البحث عن المُسوغات، المُبررات، الأسباب المُوجبة التي كان سيَتفهمها لو تم بيانها، إلا أنها غابت ولم تُعلن!.
من بين هذه القرارات، الإشعار البنكي المُلزم إحضاره كي يُتمم المواطن عملية البيع والشراء بين طرفي العملية (سيارة، عقار، أرض). ومن بين هذه القرارات، تَحديد مواعيد الفتح والإغلاق للأسواق التجارية في المحافظات ومراكز المدن، وكذلك الكثير من القرارات التي قد تكون ضرورية وحكيمة تتعلق بالحالة الاقتصادية كوقف تصدير الأغنام، أو كوقف تصدير زيت الزيتون.. وسواها.
السوريون الذين تَغيرت أنماط مَعيشتهم خلال سنوات الحرب والعدوان على وطنهم، يدركون حجم التحديات التي تواجهها الحكومة والمؤسسات العامة، ويُقدرون الوضع ويَفهمونه من قلة الموارد إلى محاولات دول منظومة العدوان التضييق عليهم.. بل مُحاولة تجويعهم بالعقوبات والحصار.
السوريون كانوا إلى جانب جيشهم الباسل جزءاً أساسياً من الصمود بمواجهة كل تفاصيل العدوان والاستهداف لوطنهم في استقلاله وسيادته ودوره القومي الرائد، وما زالوا على ثباتهم وصمودهم، وسيَتفهمون كل حالة مع بيان أسبابها المُوجبة، ليس كل الأسباب بل أهمها.
السيد الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم، كما في كل خطاباته وكلماته، كان الشعب مُفردة أساسية فيها ما غابت مرّة. المواطن، مَعيشته، تَسهيل وتَبسيط الإجراءات أمام مُعاملاته وقضاياه، كان وما زال هماً وأولوية يَضعها سيادته أمام الحكومة والمؤسسات كبوصلة، ويُوجه بالاهتمام بها.
الحكومة الجديدة بعد أداء القسم المُرتقب، لا شك ستكون أمام استحقاقات هامة إذا كان تطوير الأداء المُستجيب للتحديات الماثلة أحد أهم المُحددات والاختبارات التي لا خيار لها إلا النجاح في تَخطيها، فإن المُضي في خطوات الإصلاح الإداري التي انتهى إليها (مؤتمر الإصلاح الإداري 20 – 30 حزيران الماضي) هو الخيار الذي يُنتظر منه الكثير من الحلول التي من شأنها أن تَنقلنا من حال إلى حال.
(سيرياهوم نيوز-الثورة١٣-٨-٢٠٢١)