آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » السوريون في تركيا.. همج وإرهابيون بحسب أمير عثماني

السوريون في تركيا.. همج وإرهابيون بحسب أمير عثماني

ابراهيم شير

فجأة ودون سابق إنذار خرجَ الأمير العثماني اورهان أل عثمان أوغلي، وهو حفيد السلطان عبد الحميد الثاني، ليعلّم الشّعب السوري الذي يعيش في تركيا طرق الحياة الصحيحة فيها وكيف يكونونَ بشرًا بعد أن زلّ لسانه وقال أنهم “همج”. هذا الأمير وضع قواعد صارمة للحياة في تركيا لا يجب على السوري فيها أن يخرج مقدار أنملة عنها، وخصّص نصف ساعة من وقته “الثمين” ليرسم لثلاثة مليون سوريّ الخطوط العريضة للحياة في هذه الدولة مرفِقًا عقوبة وخيمة في حقّ كل من يخالفها.

القواعد التي وضعها اورهان منافية تمامًا للقانون الإنساني فقد طلب من السّوريين عدم التّجمع والتحاور فيما بينهم سواء بأمورهم الاجتماعية أو السياسيّة، رغم أن بلدهم تعيش حالة حرب ومن الطبيعي التّحدّث حول الأوضاع السياسيّة، لكن الأمير منعهم عنها وعن التحدّث بصوت عالٍ بعد أن اعتبرهم “همج” بهذا الأمر، وتمّ منعهم من الذهاب إلى البحر والحدائق أو أكل المشاوي أو النظر حولهم حتى لاتقع أعينهم على أيّة امرأة في الشارع حتّى وإن كانت عجوزًا، وألّا يمدحوا الرئيس التّركي رجب طيب أردوغان أو يتدخّلوا في السّياسة التّركية، وطلب من السّوريين عدم الدّخول بأيّة مشكلة مع أي مواطن تركي حتّى وإن اعتدى عليهم ومن ضربك على خدّك الأيمن أدر له الأيسر. بالإضافة إلى أنّه وصف من يعيشون في تركيا بأنّهم إرهابيّون، عندما سأله أحد المتابعين على البث المباشر لديه لماذا لا يعودون إلى بلادهم؟ قال بزلة لسان أخرى أنّهم إرهابيون! إذًا يعلم أنّ دولته تدعم الجماعات الإرهابية والمرتزقة ضد وطنهم.

نصائح الأمير الرّحيم للسّوريين في تركيا وسبل السلامة التي قالها لهم لو طبقوها في بلدهم منذ عشر سنوات هل كانوا بحاجةٍ لأن يصبحوا لاجئين أو نازحين؟ لو أنّهم فعلوا ما طلبه منهم ولكن في بلدهم أي لم يتجمعوا ولم يتحدثوا بالسياسة ولم ينساقوا لكلام الآخرين، هل كانت لتحدث هذه الحرب في سوريا؟ أو على الأقل هل ستكون بمثل ما هي عليه الآن؟ لو أنّ كلّ سوري ملتزم الآن بقوانين تركيا وألمانيا وكندا واستراليا وفرنسا التزم بالقوانين السورية واحترم الدولة كما يحترم تلك الدول أو أقلّ هل كنا لنصل إلى ما وصلنا إليه اليوم؟

ليكن بعلمكم أنّ هذا الأمير ولد في لبنان عام 1963 ثمّ انتقل مع أسرته للعيش في سوريا أي أنّه مكث فيها أثناء حكم الرئيس الراحل حافظ الاسد والرئيس بشار الاسد حتى أمد قريب، وفي بداية العام دفن في دمشق عميد أسرتهم دوندار عبد الكريم عثمان أوغلو، أي أن أبواب سوريا في ظل حكم الرئيسين الأسد كانت مفتوحة للجميع خصوصًا ممن تم طردهم من بلدانهم، فسلالة السلطنة العثمانية طردت من تركيا بعد انهيار رجل أوروبا المريض عام 1923 وهؤلاء الأمراء عاشوا في سوريا ولبنان وبلاد الشام ككل معززين مُكرَمين من أهل هذه الدول الذين ذاقوا الويلات على يد الاحتلال العثماني وآخرهم خوازيق جمال باشا السفاح، لكن بلادنا لطالما فتحت أبوابها لهم دائمًا وكانوا يعيشون فيها كأنهم سوريون حتى أنّهم أخذوا الجنسية، ومع اندلاع الحرب في البلاد أول شيء فعله هذا الامير هو الانقلاب على الدولة السورية والتحريض عليها، وهو الذي نصح السوريين في تركيا بعدم الحديث في السياسة!.

حضرة الأمير العثماني عندما أصدر فرمانه الأخير نسيَ أو تناسى أن السّوريين في تركيا وهبوا النظام التركي كل شيء، فهم من سمحوا له باحتلال أراضي بلادهم في إدلب وعفرين ومنبج والباب واعزاز ومارع وغيرها، وهم من كانوا مرتزقته ويده التي يبطش بها، وكانوا رهن إشارته وجعلهم يقاتلون أبناء بلدهم ثم أرسلهم إلى ليبيا وقره باغ والآن إلى أفغانستان فلم يعصوا ما أمرهم به بل نفذوه بكلّ رحابة صدر، ثم يأتي هذا الأمير ليمنعهم من الأكل والنظر والشرب وحتى السباحة والتكلم أو التجمع لمناقشة أمور حياتهم.

الأمير العثماني قبل أن يصدر فرمانه ويحدد شروط الحياة في تركيا نسيَ أنّ السوريين هم من يدعمون الاقتصاد التركي بصورة مباشرة وغير مباشرة أيضا، فهو الذي قال أنّه أسّس جمعية لمساعدة العائلات السورية وأنه لم تأت أي عائلة لطلب المساعدة لأن الجميع يعمل، أي أنهم لا يخسرون عليهم فلسًا واحدًا، ثم أنّهم يفيدون الاقتصاد باليد العاملة الرخيصة لأن انقرة لا تدفع عليهم تأمين صحي ولا اجتماعي، ذلك إلى جانب الأموال التي تأخذها تركيا سنويًا بحجة أنّها تمنع وصول اللاجئين إلى اوروبا وتبلغ هذه الأموال ستة مليارات دولار سنويا، وتستخدمهم كورقة ضغط على الاتحاد الاوروبي.

هذا الأمير نسيَ أو تناسى أنّه يخاطب أبناء أقدم حضارة في التاريخ وأقدم عاصمة مأهولة أيضا، شعب لا يرضى الانكسار ونسيَ أن الشهي..د عمر حمد قبل إعدامهم له بيوم في السادس من أيار – مايو لعام 1915 قال (نحن أبنـاء الألى سادوا مجداً وعلا.. نَسل قحطان الأبي جد كل العرب). فمن أنت حتى تأتي وتعلم أحفاده أصول الحياة؟

رسالتي إلى السوريين في تركيا هل تعجبكم حياة الذّلّ هذه؟ التّنمر والعنصريّة؟ من قدمتم له بلدكم ودماءكم وعرضكم يراكم همجًا وإرهابيّين أيعجبكم هذا؟ لماذا لا تغادرون تركيا وتذهبون أينما شئتم، لن أقول عودوا إلى سوريا بل اذهبوا إلى أيّة دولة في العالم أيعقلُ أنّ تركيا وإرهابها بحقكم يثير إعجابكم؟ بالمناسبة الاسطوانة المشروخة بخصوص أنّ من يعود يتم اعتقاله والتحقيق معه أصبحت قديمة وبالية ومن باب الدعابة لا يوجد دولة في العالم لديها سجون لتتسع لثلاثة ملايين شخص، وبالتالي لماذا لا تعودونَ إلى بلادكم وتحاولونَ إصلاح ما حدث مع دولتكم؟ من يتذلل للغريب لماذا لا يحاور دولته لربما يصل إلى حلّ وسط معها، فمنه تعيشون ضمن بلدكم وتخففون الضّغط عن إخوانكم في الداخل، لأن بعودتكم سوف تُسقطون ورقتكم من يد من يصفكم بالهمج والإرهابيين ويزج بكم بالمحرقات لصالحهِ، وسوف تعود أرضكم لدولتكم وأنتم فيها وأسيادٌ عليها ويخفّ الضغط الاقتصادي عن إخوانكم الذين من لحمكم ودمكم.

السوري الذي شارك في إطفاء الحرائق في تركيا وصف بالإرهابي لدى أبناء بلدها، والآن يُقتل ويطرد ويكسر مصدر رزقه ومنزله في اسطنبول وأنقرة فقط لانه سوري، قد يخرج البعض ليقول أنّ هذا الكلام هو من باب الشماتة ولكن هذا هراء لأنّني مع كل سوري في الخارج حتى وإن اختلفت معه سياسيًا وأمّا في الداخل فإن سقف الوطن يحمي الجميع، لذلك عودوا علّكم تصلحون ما أفسده عليكم عدوّ جدكم.

سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“اليونيسيف”: أكثر من 200 طفل قُتلوا في لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين

منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” تعلن استشهاد أكثر من 200 طفل في لبنان من جرّاء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين، في وقتٍ “يجري التعامل مع ...