تمتد مسيرة العطاء الإنساني لرعاية الأطفال الأيتام في دار الأيتام بحي الوعر التابعة للجمعية الخيرية الإسلامية بحمص إلى أكثر من ثمانية عقود من الزمن حيث تم تأسيس الميتم في عام 1938 في باب هود في قسم من المدارس الخيرية التي تعد أول منجزات الجمعية التي تأسست عام 1921 لتكون أول مدرسة أهلية وطنية في محافظة حمص تضم المحتاجين والأيتام من أبناء المدينة.
وتوضح دانا الدروبي مديرة دار الأيتام لمراسلة سانا بحمص أن دار الأيتام هي الوحيدة بالمحافظة لرعاية الأيتام في سكن داخلي مشيرة إلى أنه تم في عام 1993 إنجاز بناء دار الأيتام في حي الوعر على مساحة نحو 10 آلاف متر مربع تضم غرف إقامة للأيتام ذكوراً وإناثاً والعديد من الخدمات التعليمية والصحية والترفيهية.
وحسب الدروبي تستقبل الدار الأيتام من عمر خمس سنوات وحتى 8 سنوات ليتربى الطفل بين أقرانه ويتأقلم حتى سن الدراسة الجامعية ضمن أجواء اجتماعية مناسبة لتنشئة الأطفال وتقديم كل أشكال الرعاية والدعم.
وأضافت: “يرتاد الأطفال في الدار المدرسة التابعة للجمعية ولمختلف المراحل الأساسي والثانوي وحتى تخرجهم في الجامعة وتأمين فرص عمل لهم وربما يتطوعون في الدار ذاتها لخدمة أجيال أخرى” لافتة إلى أن دار الأيتام حالياً تحتضن 65 من الأطفال واليافعين تم توزيعهم في الغرف حسب فئاتهم العمرية كما تم تخصيص غرف للمنامة وأخرى للجلوس وممارسة الهوايات المختلفة ويشرف عليهم نحو 20 مشرفاً ومشرفة على مدار 24 ساعة إضافة إلى عدد من المتطوعين.
وتتنوع النشاطات المنفذة بين الصيف والشتاء من تعليمية وترفيهية يمارس فيها الصغار مختلف هواياتهم في الرياضة والرسم والأشغال اليدوية وغيرها إضافة لتقديم الدروس الداعمة للمتأخرين دراسياً.
واعتبرت فدا الحاج يونس وهي مشرفة منذ ست سنوات أن تربية الأطفال في الدار ورعايتهم تتم بأجواء ملؤها المحبة والألفة فبعد الاستيقاظ وتناولهم للفطور تبدأ مزاولة نشاطاتهم المتنوعة الترفيهية والتعليمية ثم فترة الغداء ثم العودة لنشاطات رياضية وأشغال يدوية من تطريز وخياطة لتعليمهم بعض الحرف مبينة أن بعض الفتيات تشارك في الدار بمسابقة الرسم وفي الرواية التي تقيمها رابطة أصدقاء المغتربين بحمص.
المتطوعة هلا الطرشة التي تقوم بتدريس الأطفال في الدار منذ نحو ثلاث سنوات قالت إنها تعلقت بهم وأحبتهم حيث فضلت مواصلة الاهتمام بهم بالرغم من حصولها على فرصة عمل باختصاصها في الهندسة.
وأشار نبيل قباقيبو مدرس فيزياء إلى أنه يعمل عل مساعدة الطلاب ورفع مستواهم التعليمي ليكونوا قادرين على تحقيق نتائج متميزة في الامتحانات.
أما المدرسة المتقاعدة حسن الفارس التي عاودت مهنة التدريس منذ ثلاث سنوات بالدار فأكدت أن الأطفال غالباً متجاوبون وهادئون وتعمل على تأسيسهم منذ الصف الأول.
علا آغا أوضحت أنها تدرس رياض أطفال بالجامعة وتعمل مشرفة للذكور الصغار حيث تقوم بدور الأم بالدار مشيرة إلى أن الكثير مما تدرسه تطبقه بشكل عملي مع هكذا شريحة من الأطفال في جو من المحبة والألفة والانسجام.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا