لم تنقطع الاتصالات بين رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي في الساعات الماضية عبر موفدين حملوا اقتراحات بين بعبدا و«بلاتينيوم» للوصول إلى توافق حول التشكيلة الحكومية المنتظرة، على حين تمت الموافقة على فتح حساب مؤقت لتغطية دعم عاجل من مازوت وبنزين بـ225 مليون دولار لغاية أيلول، بينما حذرت اليونسيف من خطر فقدان خدمات المياه في لبنان.
وقالت مصادر لموقع «النشرة» اللبناني إن مجرد إبقاء التواصل قائماً، هو بحد ذاته يؤكد أن المعنيين بالتأليف يرغبون بالوصول إلى حكومة منتجة، مما يعني أن عون وميقاتي جدّيان بالوصول إلى حلول سريعة.
كما علمت «النشرة» أن الجولات التي يقوم بها الموفدون بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف ستستمر للوصول إلى توافق حكومي كامل بعد إزالة المطبّات المتعلقة تحديداً بوزارتي العدل والطاقة، فهل تحصل ولادة الحكومة قريباً؟ الجواب عند المصادر ذاتها: تطغى الإيجابيات حالياً، لكن الأمور مرهونة بخواتيمها.
في غضون ذلك أعلن أمين عام مجلس الوزراء اللبناني محمود مكية، بعد الاجتماع الطارئ في قصر بعبدا لمعالجة أزمة المحروقات برئاسة عون وفق موقع «النشرة» الموافقة على فتح حساب مؤقّت لتغطية دعم عاجل من مازوت وبنزين بـ225 مليون دولار أميركي لغاية أيلول، على أن تصدر وزارة الطاقة والمياه جدول الأسعار فور صدور القرار.
وأشار إلى أنّه «تمّت الموافقة على إعطاء مساعدة اجتماعيّة طارئة تشمل جميع موظّفي الإدارة العامة والأسلاك الأمنية، وتكليف وزير المالية إعداد الدراسة للبحث في إمكانية أن تشمل موظّفي البلديات وفق الأصول».
ويعاني لبنان حالياً نقصاً حاداً في الوقود، وشهدت البلاد في الأيام الأخيرة حوادث خطف صهاريج، ما دفع الجيش اللبناني إلى الإعلان أنه سيداهم محطات الوقود والمستودعات وسيصادر أي كميات مخبأة ويوزعها على المواطنين.
من جانب آخر حذرت منظمة «اليونيسيف» التابعة للأمم المتحدة، من «احتمال تعرض نحو 4 ملايين شخص في لبنان، لنقص حاد في المياه أو انقطاعهم التام عن إمدادات المياه الصالحة للشرب في الأيام المقبلة».
وفي بيان لها، قالت «اليونيسيف»: «ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، سيواجه أكثر من أربعة ملايين شخص في جميع أنحاء لبنان -معظمهم من الأطفال والعائلات الأكثر هشاشة- احتمال تعرضهم لنقص حاد في المياه، أو انقطاعهم التام عن إمدادات المياه الصالحة للشرب في الأيام المقبلة».
وأضافت: «في الشهر الماضي، حذرت اليونيسيف من أن أكثر من 71 بالمئة من سكان لبنان قد لا يحصلون على المياه هذا الصيف»، مشيرة إلى أنه «منذ ذلك الحين، استمر هذا الوضع المحفوف بالمخاطر، حيث تعرضت الخدمات الضرورية، بما في ذلك المياه والصرف الصحي وشبكات الطاقة والرعاية الصحية، لضغوط هائلة».
وأوضحت المنظمة أن «المرافق الحيوية مثل المستشفيات والمراكز الصحية، أصبحت محرومة من المياه الصالحة للشرب، بسبب نقص الكهرباء، مما يعرض الأرواح للخطر»، مشيرة إلى أنه «إذا أجبر أربعة ملايين شخص على اللجوء إلى مصادر غير آمنة ومكلفة للحصول على المياه، فذلك سوف يعرض الصحة والنظافة العامة للخطر، وقد يشهد لبنان زيادة في الأمراض المنقولة عبر المياه، إضافة إلى زيادة في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا»، داعية إلى «الاستعادة العاجلة لإمدادات الطاقة – الحل الوحيد لاستمرار تشغيل خدمات المياه».
«واستطردت: «الاحتياجات هائلة، والتشكيل العاجل لحكومة جديدة مع التزامات واضحة بالإصلاح أمر بالغ الأهمية لمعالجة الأزمة الحالية من خلال إجراءات حازمة ومنهجية لحماية حياة الأطفال وضمان الوصول للمياه وجميع الخدمات الأساسية».
واختتمت اليونيسيف البيان: «تعمل طواقمنا في لبنان بلا كلل، في ظروف صعبة للغاية، لتوفير خدمات منقذة للحياة ومواصلة دعم الاستجابة لجائحة كورونا، بما في ذلك إيصال اللقاحات وزيادة توسيع برامج عملنا».
ويشهد لبنان أزمة حادة في الطاقة والوقود أثرت في مختلف الخدمات الصحية والحياتية واستدعت احتجاجات واعتصامات شعبية مستمرة منذ نحو عامين.
(سيرياهوم نيوز-وكالات-الوطن)