تتصدر الأحداث في محافظة درعا مباحثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والملك الأردني عبد اللـه الثاني خلال الاجتماع الذي من المقرر أن يجري بينهما اليوم في موسكو.
وأعلن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، يوم الجمعة الماضي، أن بوتين سيلتقي الملك الأردني اليوم، في حين ذكرت وكالة «بترا» الأردنية الرسمية، أن عبد اللـه الثاني توجه أمس إلى العاصمة الروسية.
ووصف عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأعيان الأردني، محمد المومني، اللقاء المرتقب بأنه مهم للغاية لما تشهده قضايا المنطقة والعالم من تطورات تستدعي تكاتف الجهود للحيلولة دون تفاقمها، حسبما ذكرت وكالة «الأناضول».
وقال: «اللقاء المرتقب بين الملك وبوتين سيحسم الكثير من الأمور، خاصة على صعيد الأزمة السورية»، موضحاً أن الأردن حريص على الوصول إلى حل سلمي ينهي ما يجري في محافظة درعا.
وأضاف: «أعتقد أن هذا الملف سيكون حاضراً بقوة على طاولة الملك وبوتين».
وتواصل الميليشيات المسلحة في منطقة «درعا البلد» رفضها لجهود التسوية، في حين أن الدولة السورية لا تزال على سياسة «الصبر الإستراتيجي» وعلى قرارها بفرض كامل سيادتها على محافظة درعا.
في الأثناء، ذكر مصدر رسمي أردني، وفق مواقع إلكترونية معارضة، أن مكمن قلق الأردن الإضافي هو ملف ضبط الحدود مع سورية، التي تمتد على مسافة 375 كيلومتراً، والتي شهدت تزايد حالات ضبط مخدرات.
وشدد المصدر الرسمي الأردني على أن عمّان تريد استعادة الحركة التجارية المتعثرة مع سورية عبر معبر نصيب الحدودي ومن أجل تلك الغاية طرح الملك الأردني خلال لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن في التاسع عشر من الشهر الماضي في واشنطن مسألة استثناء الأردن مما يسمى قانون «قيصر» الجائر ضد سورية، موضحاً أن بايدن لم يبدِ اعتراضاً على الطلب الأردني، لكنه ألمح إلى أن مثل ذلك الاستثناء يتطلب دعماً من الكونغرس الأميركي، وأنّ من الأفضل للمسؤولين الأردنيين تكثيف اتصالاتهم بالكونغرس لضمان تمرير الاستثناء.
بدوره اعتبر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الألمانية الأردنية، بدر الماضي، أن العلاقات الأردنية الروسية تتسم بالتوازن والمرونة، مما يتيح لعمّان التنويع في خياراتها الإستراتيجية، ومناقشة ملفات أخرى لا تقلّ أهمية عن الأزمة السورية مثل التطورات على الساحة الأفغانية.
المحلل السياسي عامر السبايلة، ذكر حسب «الأناضول»، أنه «لا يمكن فصل سياق الزيارة عن التطورات التي حدثت في الأسابيع الأخيرة، خصوصاً بعد زيارة الملك الأردني إلى واشنطن في تموز الماضي، والحديث عن رغبة أردنية في الدخول إلى الملف السوري، والإيحاء بالحصول على المساحة الواسعة للمناورة في عدد من الملفات».
وزاد: «عندما نتحدث مع روسيا اليوم، فلا شك بأن الملف الأساسي هو درعا والجنوب السوري في المقام الأول».
وأشار إلى أن اللقاء قد يتناول أيضاً الفكرة المطروحة حالياً بتوفير واستجرار الطاقة من الأردن إلى لبنان عبر سورية.
ولفت إلى احتمالية التطرق إلى ملفات أخرى، بما فيها أفغانستان والعراق وغيرها من القضايا، لكنه شدد على أن ملف سورية ومحاولة تسويق فكرة ربط لبنان بكهرباء الأردن سيكونان هما الأبرز.
(سيرياهوم نيوز-وكالات-الوطن)