لم تكد الدول الغربية تحذّر من خطر حصول هجمات إرهابية في محيط مطار كابول، حتّى وقع انفجاران، أمس، في ذلك المكان، الأمر الذي من المتوقّع أن يزيد من فوضى الانسحاب، بينما تسعى واشنطن ولندن إلى تسريع وتيرتهانفجاران، على الأقل، هزّا المنطقة الواقعة خارج «مطار حامد كرزاي الدولي» في كابول، أمس، وذلك بعد ساعات فقط من تحذير الحكومات الغربية من وجود تهديد أمني هناك. وبينما كانت أعداد الجرحى أو القتلى لا تزال غير مؤكّدة، أفاد المتحدّث باسم «البنتاغون»، جون كيربي، بوقوع عدد من الضحايا الأميركيين والمدنيين.
وفي ظلّ شحّ المعلومات، تحدثت وكالة «رويترز»، نقلاً عن مسؤولَين أميركيَين، عن إمكانية أن يكون الهجوم ناتجاً من تفجير انتحاري. ولكن لم يكد «البنتاغون» يعلن وقوع الانفجار الأول، حتّى أفاد عن انفجارٍ ثانٍ، ليوضح كيربي أن أحد الانفجارين نجم «عن هجوم معقّد أدّى إلى وقوع عدد من الضحايا الأميركيين والمدنيين».
التفجيران اللذان وقعا في الوقت الذي تُسابق فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها الزمن لإتمام عمليات الإجلاء الجوية، قبل موعد نهائي للانسحاب العسكري الكامل، بحلول 31 آب، قد يكونان إشارة بدء المعركة بين «طالبان» و«داعش»، الأمر الذي لوّحت به واشنطن مراراً، في الفترة الأخيرة، معلّلة به تسريع وتيرة إجلاء مواطنيها، والأفغان المتعاونين معهم. واللافت، في هذا السياق، أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، كان قد دافع عن إنجاز الانسحاب بحلول الأسبوع المقبل، بـ«تزايد» خطر شنّ الفرع الأفغاني لتنظيم «داعش» هجمات ضدّ القوات الأميركية في كابول. وهو ما تلاه تحذير صادر عن السفارة الأميركية في كابول، نصحت فيه المواطنين الأميركيين بتجنّب التوجّه إلى مطار كابول، وقالت إن من يقفون على أبوابه عليهم المغادرة على الفور، بسبب مخاطر أمنية غير محدّدة.
الأمر ذاته تردّد على لسان الحكومة البريطانية، التي حذّرت مواطنيها من الذهاب إلى مطار كابول، مشيرة إلى خطر كبير بوقوع «هجوم إرهابي». وقال وزير القوات المسلّحة البريطاني، جيمس هيبي، لإذاعة «تايمز راديو»، إن «المعلومات التي جُمعت، خلال الأسبوع، تزداد خطورة: إنّها تشير إلى تهديدٍ للأرواح وشيك وخطير». كذلك، شدّدت وزارة الخارجية البريطانية على وجود «خطر مرتفع ومستمرّ بوقوع هجوم إرهابي»، في وقت لا يزال آلاف الأفغان محتشدين عند بوابات المطار، على أمل إجلائهم من بلدهم. من جهته، دعا رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إلى «التحلّي بالواقعية إزاء ما يحصل»، وقال للصحافيين لدى تفقدّه مقرّ قيادة القوات المسلّحة في شمال لندن: «أعتقد أنّه يتعيّن علينا أن نكون شفّافين في ما يتعلق بالمخاطر»، لافتاً إلى وجود «إرهابيين من تنظيم داعش – ولاية خراسان».
أعلنت وزارة الدفاع التركية بدء عملية إجلاء قوّاتها المسلّحة من أفغانستان
وجاء ذلك في وقت حذّرت موسكو، أيضاً، من تهديدات إرهابية محتملة في أفغانستان قد يقف وراءها تنظيم «داعش». وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن التهديد الإرهابي في أفغانستان مرتفع، بسبب وجود عناصر من تنظيم «داعش» في هذا البلد. وأشار بيسكوف إلى أن الحديث يدور عن وجود من وصفهم بـ«إرهابيين حقيقيين» ليسوا من مواطني أفغانستان، مضيفاً أن الوضع هناك ما زال متوتراً للغاية، وأن بلاده تراقبه بقلق وعن كثب.
ووسط هذه التطوّرات، أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أنّه ليس هناك موعد نهائي لعمليات الإجلاء، في ما يشكّل تناقضاً مع تصريحات بايدن، التي تعهد فيها، أول من أمس، بالانتهاء من عملية الانسحاب بحلول الـ31 من الشهر الحالي. وجاءت تصريحات بلينكن في حين تمّ الكشف عن عمليات إنقاذ سرية خلال الإجلاء. وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، بأن عمليات نقل مواطنيهم إلى مطار كابول تتمّ بمروحيات الجيش وبإشراف الاستخبارات. وأضافوا أن وكالة الاستخبارات المركزية أطلقت هذه العمليات السرية، خلال الأيام الأخيرة، لنقل الأميركيين من داخل العاصمة كابول ومن خارجها.
على المستوى ذاته، أعلنت وزارة الدفاع التركية بدء عملية إجلاء قوّاتها المسلّحة من أفغانستان، بعد تقييم مختلف الاتصالات والوضع والظروف الراهنة. وأفادت الوزارة، في بيان، بأن «القوات المسلّحة تعود إلى الوطن بفخر، عقب إنجاز المهمّة الموكلة إليها بنجاح». وأضافت أنه «تمّ إجلاء 1129 مواطناً مدنياً بطائراتنا العسكرية من أفغانستان». وجاء في البيان أنّ هناك نيّة تركية لإمكانية مواصلة تشغيل مطار كابول الدولي «بأمان ووفق المعايير الدولية، كما فعلت لمدة ست سنوات، في حال توافرت شروط معيّنة». وأشار إلى أنه تمّ التدخّل، في هذا السياق، «مع قوات دول أخرى لمعالجة الاضطراب في مطار حامد كرزاي، وتمّ ضمان تنفيذ الأنشطة في المطار، من خلال توفير الأمن فيه
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)