ياسر حمزه
بسبب موجات الحر الشديد التي تشهدها سورية و انقطاع الكهرباء لفترات طويلة بات اغلب المواطنين ينتظرون فصل الشتاء بفارغ الصبر حتى ينتهوا من هذا الصيف اللاهب ولكن نسوا او تناسوا ان الشتاء لن يختلف كثيرا عن الصيف بل ربما يكون اشد وطأة من حيث انعدام الدفئ وانقطاع الكهرباء وجميع وسائل التدفئة الاخرى. قالوا فلكيا ان فصل الشتاء القادم سياتي باكرا وسيكون ابرد من فصول الشتاء السابقة ,أي اننا سنعاني في هذا الفصل اكثر من الصيف والاسباب كثيرة واولها انه في فصل الصيف عانى الناس الامرين من ازمة المواصلات بسبب عدم توفر المازوت والبنزين فاذا قدم الشتاء من دون مازوت ,ومع الإعلان عن تخفيض مخصصات المازوت الى الخمسين ليترا فقط و رفع سعر هذا اللتر .فصل الشتاء لم يأت بعد وقارب سعر ليتر المازوت بالسوق السوداء الثلاثة الاف ليرة , فاذا ازم الشتاء فكم سيبلغ سعر الليتر ؟! .
وبسبب عدم توفر المازوت وعدم قدرة المواطن على شرائه ان توفر لارتفاع سعره فسيكون اعتماده على الكهرباء والحطب طلبا للدفىء ولكن هيهات هيهات فالكهرباء ستكون اكثر شحا شتاء بحجة عدم تحمل مراكز التحويل الاستجرار الكبير للتدفئة .اما التدفئة على الحطب فلا داعي للتفكير بها فقد ذهبت الحرائق المفتعلة في أغلب المناطق بغالبية الحطب المنتظر للتدفئة وخاصة لمدن الريف الاكثر برودة ,وان وجد هذا الحطب فقد تجاوز سعر الطن منه صيفا الخمسين الفا , فكم سيبلغ سعره شتاء .اما التدفئة على الغاز وهو عبر البطاقة الذكية وفي فصل الصيف يتجاوز استلام جرة الغاز السبعين يوما وسعرها بالسوق السوداء قارب الستين الفا , فكيف سيكون الحال شتاء , أي ان التدفئة بالغاز غير قابلة للتنفيذ . اما وسيلة التدفئة الاخيرة والاكثر حداثة وهي حديث المجالس وهي الطاقة الشمسية فلن تكون ذات فائدة شتاء وبالكاد تغطي الانارة .
فصل الشتاء اقترب وسواء كان قاسيا ام عاديا فالناس بحاجة الى تدفئة دون أمل مضمون باي وسيلة من وسائل التدفئة المعروفة , لذلك على الجهات المعنية ان تعد العدة منذ الان – حتى لا تقول فاجأنا برد الشتاء – وتبادر الى حشد كل الامكانات لتامين معظم وسائل التدفئة تلك.
(سيرياهوم نيوز-الثورة٢٧-٨-٢٠٢١)