عبد الله الشيخ ومحي الدين فهد
صناعة ونسج اطباق القش والسلل من الحرف التراثية التقليدية التي كلما زاد عمرها فرضت نفسها كأعمال فنية تراثية من مواد طبيعية تعتمد على الخبرة والذوق والصبر.
سكرة فطوم سيدة في الخامسة والسبعين من مدينة سلمية بريف حماة الشرقي تنسج أطباقاً ملونة ومزركشة تستمد صورها من صلابة الأرض وعبق الطبيعة وتراث الأجداد لتشكل بفطرتها لوحات فنية مفعمة بالأصالة والمحبة والجمال.
وفي لقاء مع مراسل سانا قالت فطوم إن هذه الحرفة التراثية لها حضورها المميز في ذاكرتها حيث تروي قصص الماضي وتعبر عن التراث الأصيل وتعطي صورة عن تفاصيل حياتهم ومعيشتهم البسيطة.
وتتنوع الأدوات المصنوعة من القش ما بين الفرش والقفورة والقفة والأطباق التي كانت تستخدم قديما كاحد العناصر الأساسية في الحياة اليومية للأهالي في ريف مدينة سلمية كما تروي السيدة فطوم حيث لا يكاد بيت يخلو من وجود هذه القطع بمختلف أشكالها البهية وألوانها الزاهية الممزوجة بالأصالة لتجدد الحنين لذكريات الماضي الجميل والعودة إلى الطبيعة.
وبينت أن الوقت الذي يستغرقه تصنيع أي قطعة أو طبق رهن بحجمه وشكله ولا تحتاج سوى الخيطان وعيدان القش حيث تقوم بعض نساء المنطقة بعد حصاد القمح وتكديسه على البيادر بجمع القش وانتقاء الجيدة منها.
وعن تصنيع أطباق القش أوضحت فطوم أن نقطة البداية تعتمد على إذابة الأصباغ في ماء مغلي حيث تنقع كل مجموعة بلون مختلف ساعتين تقريباً تجفف بعدها تحت أشعة الشمس وقبل العمل مباشرة ينقع القش بالماء لمدة ساعة تقريبا حتى يصبح على درجة من اللين تساعد على جدلها ومتابعة تصنيعها التي تبدا بجدل ثلاث قشات ثم لفها بشكل دائري لصنع العقدة الأساسية بعد ذلك إدخال الحشوة المتكونة من القش الطري الرفيع داخل القش ولفها حوله ثم يلف حول العقدة وتثبت الدوائر الملتفة حول بعضها بواسطة قشة تدخل بالمخرز لتثبت كل دور بالآخر وتصنع عقدة تثبيت.
تشكل السيدة فطوم مثالا حيا للمرأة الريفية السورية التي أثبتت حضورا في مختلف ميادين العمل والإنتاج إلى جانب الرجل وتمكنت من النهوض بأسرتها وبيتها وتربية أبنائها وتأمين متطلباتهم في أقسى الظروف المعيشية من خلال هذه الحرفة وغيرها من الأعمال التي أبدعت فيها وجعلتها مورداً معيشياً داعما لها ولأسرتها.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا