آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » غواصة وجاسوس.. علاقة ألمانية مصرية على طاولة الجدل السياسي في برلين بعد الكشف عن أعمال استخبارية في مركز ميركل الإعلامي.. والبرلمان يتساءل عن “سياسة منعدمة الضمير في تسليح مصر”.. وكاتب يوضح على شاشة ألمانية “لهذا السبب وافق نتنياهو على صفقة القاهرة “

غواصة وجاسوس.. علاقة ألمانية مصرية على طاولة الجدل السياسي في برلين بعد الكشف عن أعمال استخبارية في مركز ميركل الإعلامي.. والبرلمان يتساءل عن “سياسة منعدمة الضمير في تسليح مصر”.. وكاتب يوضح على شاشة ألمانية “لهذا السبب وافق نتنياهو على صفقة القاهرة “

فرح مرقه:

تتشابك خيوط العلاقة الألمانية المصرية خلال اليومين الماضيين، فبعد 24 ساعة على جدل في البرلمان الألماني حول تسليم برلين لغواصة الى متطورة جدا الى مصر، صدرت تقارير إعلامية عن وجود ما وصفته بـ “جاسوس لمصر” في محيط المستشارة انجيلا ميركل.

وأظهر تقرير صحفي صباح الجمعة لصحيفة “بيلد” استند لتقرير للاستخبارات الألمانية أنه تم الكشف عن وجود جاسوس مصري في محيط الناطق باسم المستشارة ميركل. وحسب الصحيفة فإن موظفا بالمكتب الإعلامي لحكومة ميركل قام لسنوات بأعمال استخباراتية لجهة مصرية.

وأكدت الصحيفة الألمانية إن جاسوسا مفترضا يعمل في “المكتب الصحفي الاتحادي” (المكتب الإعلامي للحكومة الألمانية) قام عبر سنوات بالعمل لصالح جهة استخباراتية مصرية، مستندة في تقريرها إلى تقرير “هيئة حماية الدستور” (الاستخبارات الداخلية الألمانية) الذي نشر اليوم الخميس (التاسع من يوليو/ تموز 2020). مضيفة أن الرجل عمل في خدمة زوار المكتب الإعلامي بوظيفة متوسطة.

جاسوس مصري في إعلام المستشارة؟

وانتشر التقرير في مختلف وسائل الاعلام الألمانية، إذ نقل موقع دويتشة فيلة العربي عن الصحيفة قولها إن التقرير ذكر أنه في ديسمبر/ كانون الأول 2019 قامت الشرطة الجنائية الاتحادية بإجراءات تنفيذية نيابة عن المدعي العام ضد موظف في المكتب الإعلامي للحكومة الألمانية، الذي يقوده شتيفن زايبرت، المتحدث باسم المستشارة ميركل، قيل إنه عمل في جهاز استخبارات مصري لسنوات. ومازال التحقيق مستمرا.

وتابع الموقع العربي ان تقرير الاستخبارات الداخلية الألمانية “تفيد دلائل أن أجهزة مصرية تحاول جذب مواطنين يعيشون في ألمانيا لأغراض استخباراتية”. ووفقًا للمكتب الاتحادي لحماية الدستور، يعمل جهازان سريان مصريان في ألمانيا هما: جهاز المخابرات العامة وجهاز الأمن الوطني. وحسب التقرير فإن الجهازين يهدفان إلى “جمع معلومات عن المعارضين الذين يعيشون في ألمانيا، مثل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين”.

وأضافت هيئة الدستور، بحسب ما نقل موقع فوكوس الألماني، أن “أشخاصا آخرين من أصول مصرية، مثل أفراد الجمعيات القبطية المسيحية، يمكن أن يتم التركيز عليهم من قبل المخابرات”، أيضا.

وردا على استفسار من صحيفة “بيلد”، أكد النائب العام إجراء تحقيقات للاشتباه في أنشطة استخباراتية. بيد أنه من غير الواضح حتى الآن نوعية المعلومات التي “نقلها” الجاسوس المشتبه به. من جانبها قالت صحيفة “دي فيلت” الألمانية إنه من الوارد أن يكون الموظف المذكور قد جمع بيانات عن صحفيين مصريين لصالح حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ويشار إلى أنه لم يرد أي تعليق رسمي من ألمانيا حول هذا التقرير كما أن أي جهة مصرية لم تعلق على هذه المعلومات حتى ساعة إعداد هذا الخبر.

قبل الجاسوس.. غواصة!

وقبل ظهور نبأ الجاسوس بساعات كانت السياسة الألمانية تغلي الخميس على وقع تسليم غواصة الى المصريين ضمن صفقة كان قد تم ابرامها قبل سنوات بين البلدين في الوقت الذي تهدد فيه مصر بالتدخل العلني في ليبيا ما قد يضع المبادرة الألمانية (التي عرفت بمبادرة برلين) نفسها في مأزق، ما أدى لوصف حزب اليسار لسياسة الحكومة الائتلافية بـ “منعدمة الضمير” وتؤجج الصراع في ليبيا واليمن.

ووصف الكاتب الصحفي في صحيفة تاتس اندرياس تسوماخ، ضمن مشاركته ببرنامج المسائية الذي تعرضه قناة دي دبليو الألمانية الناطقة بالعربية، الجدل في المانيا بأنه مبرر، وان تصدير مثل هذا النوع من الغواصات لمصر ينتهك مبادئ الحكومة الألمانية منذ عام 1972، معتبرا ان السياسة الألمانية في مجال تصدير الأسلحة “إجرامية”.

وأوضح تسوماخ ان المانيا لم تسلم الغواصة المذكورة فقط الى مصر وانما أيضا الى إسرائيل التي تقوم بضم الأرضي الفلسطينية والتي قد تصطدم معها مصر، متسائلا “ما الذي تستعد له مصر أي نوع من الحروب؟ ولماذا تحتاج مصر إلى كل هذه الأسلحة وقد كانت من أكبر زبائن الأسلحة العام الماضي”.

وعلل مقابل تسوماخ، المحلل السياسي الدكتور محمد قواص الحاجة المصرية للأسلحة باعتبار القاهرة عاصمة مهمة وأساسية وانها تحاول استعادة مكانتها، مبينا ان اهم نزاعات مصر في المرحلة الحالية هي تلك المتعلقة بنهر النيل وسد النهضة بالإضافة الى ليبيا؛ معتبرا الجدل الألماني راقي لكنه داخلي ولن يستطيع التأثير سياسة تصدير الأسلحة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قال سابقاً إنه وافق في عام 2014 على تسليم هذه الغواصات لمصر لأسباب امنية استخباراتية، الأمر الذي علله تسوماخ في الحوار نفسه بالقول ان إسرائيل لديها معاهدة سلام مع مصر الان، مستدركا ان المانيا قدمت ضمانات لإسرائيل ان لا تستطيع الغواصات المسلمة لمصر حمل رؤوس نووية.

وجاءت الصفقة بعد تصريحات هامة لوزير الخارجية الألماني هايكو ماس تحدث فيها عن عبثية المشهد الليبي وعن ضرورة تثبيت خفض الاسلحة، إلا ان تحقيقا لموقع دي دبليو الناطق باللغة الانجليزية كان قد اظهر ان المانيا قدمت اسلحة بقيمة 330 مليون يورو لاطراف منخرطة في حرب ليبيا ما قد يعرّض مبادرتها نفسها حول ليبيا للخطر.

وأبرز الحوار في القناة الألمانية معضلة الجانب الأخلاقي في الدول الغربية والتي تقابلها صفقات بيع السلاح لدول تعيش في مناطق نزاعات الى جانب المانيا، اذ برزت أيضا قبل يومين ما اسماها الاعلام البريطاني “حكومة منافقة” في لندن حيث فرضت بريطانيا عقوبات على 20 شخصية سعودية بسبب ملف حقوق الانسان ولاحقا استأنفت تصدير السلاح للرياض.

وأخطر وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير، لجنة شؤون الاقتصاد في البرلمان الألماني، بأن مجلس الأمن الاتحادي اتخذ قرارا بالموافقة على تسليم شركة “تيسنكروب مارين سيستمز” غواصة إلى مصر.

وإلى جانب المستشارة أنغيلا ميركل، يضم مجلس الأمن الاتحادي عددا من الوزراء.

وهذه الغواصة، وهي من طراز 209/1400، هي رابع غواصة توافق على ألمانيا على تسليمها لمصر، التي تتعرض لانتقادات بسبب مشاركتها في حروب إقليمية وكذلك أيضا بسبب حقوق الإنسان. بيد أن وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس كان قد صرح خلال زيارة للقاهرة العام الماضي بأن مصر “شريك مهم” من أجل ضمان الاستقرار في المنطقة.

وسبق أن تسلم وفد من البحرية المصرية في أبريل/ نيسان في مدينة كيل بشمال ألمانيا ثالث غواصة من انتاج ألماني. وأثارت خطط بيع غواصات ألمانية لمصر انتقادات في إسرائيل خوفا من فقدان الريادة العسكرية في المنطقة. لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اعترف العام الماضي أنه وافق على عملية البيع لمصر في عام 2014.

ومنذ إمساكه بزمام السلطة عام 2013، يقوم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بشكل مستمر بتوسيع وتحديث قدرات جيش بلاده، ويقول معهد “سيبري” السويدي إن مصر حاليا هي ثالث أكبر مستورد للأسلحة من الخارج على مستوى العالم.

 

سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 10/7/2020

x

‎قد يُعجبك أيضاً

سعي فرنسي محموم بحثاً عن دور

غسان سعود     لم يسبق لديبلوماسي أن قام بزيارة خالية الوفاض كما فعل وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في زيارته الأخيرة لبيروت. كان بإمكان ...