آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » هل من جديد في المشهد الغنائي المعاصر؟

هل من جديد في المشهد الغنائي المعاصر؟

 علي الأحمد :

يحتاج المرء أن يتخفف من حواسه دفعة واحدة، كي يفهم أو يتفهم المغزى العميق والمأمول، من نتاجات الغناء المعاصر وأغلبها،ينحى كماهو معلوم منحاً تجارياً واستهلاكياً بحتاً، حيث منطق السوق وأحابيله، هو المهيمن على تفاصيل وخفايا العملية الإنتاجية لشركات فنية طفت على السطح بين ليلة وضحاها، نتيجة تسيّد المال المُفسد، وظروف اجتماعية واقتصادية معلومة، حيث لم يعد لهذا الفن، معنىً ودور ورسالة تربوية وأخلاقية ، كما كان أيام زمن الفن الأصيل بسحره وجماله والأهم انتماءه الروحي والوجداني لقضايا الوطن والإنسان.

– نعم، لاجديد يذكر في هذا المشهد العبثي، الذي يجتاح العالم، نتيجة حمى الاستهلاك السفيه،ومقولته “أنا استهلك، إذن أنا موجود” وانعكاس ذلك على تدني الذوق والذائقة، وكأن هذا الفن، أُفرغ من دوره وبُعده الرسالي العظيم، الذي وسم أغلب نتاجاته عبر التاريخ، بفضل الأوفياء الخلّص من فرسانه وعلاماته المضيئة، التي حصنّته من أية محاولة لإسقاط دوره ومكانته في الحياة. فما الذي تغير حتى يُبَدد هذا الإرث والميراث الروحي النبيل، في سبيل نجاحات خلبية عابرة تسعى الى الشهرة والمال، والمتاجرة بهذا الفن، نحو مستنقع الجهل والتجهيل، الذي يقع فيه أغلب هؤلاء الأدعياء ممن قذفتهم الظروف المعلومة الى دخول باب هذا الفن النبيل وفرض حضورهم وفنهم الردئ على الجميع فرضاً تعسفياً، حيث يتكاثرون ويتناسلون يومياً بشكل مرعب ومخيف، في دلالة قوية وعميقة على انحراف مسير ومسار هذا الفن الذي كان كما يشهد قديمه ونتاجه المبدع الى وقت قريب، “حياة الروح” وبهجتها الدائمة، شعراً ولحناً وصوتا.

– إذاً، لابد من القول هنا، على أن هناك بالتأكيد مؤامرة موصوفة على الفن العربي، وعلى رموزه المضيئة، ورمزيته الثقافية الدالة، في سبيل إحداث قطيعة معرفية وتعميق الهوّة السحيقة بين الأجيال، لصالح منتوج العولمة بلونها وثقافتها الوحيدة المعممة، وهذا مانبّه إليه مرارا نخبة من الباحثين وحكماء هذا الفن، الذين قرعوا جرس الإنذار مبكراً، حول الدور المشبوه لهذه المنظومة المؤدلجة التي تخفي أقنعة ودورا مشبوها لإحداث خلل في بنية وبناء الفن الموسيقي العربي الأصيل بهويته الإبداعية المائزة، وهذا واضح من سوية الأعمال التي تنتجها هذه الشركات من كلمات بذيئة وألحان ركيكة مستنسخة، وأصوات تفتقر الى الحدود الدنيا من الثقافة والمعرفة والموهبة الخلاقة، مع استثناءات قليلة تمتلك أصواتاً جميلة بحق، تم تدجينها لصالح هذه النوعية الكئيبة من الأعمال الرديئة التي تجتاح الحياة الموسيقية المعاصرة والتي بالكاد يعثر فيها المرء على منتوج أصيل وراقٍ يحمل بين طياته العذوبة والجمال، يكتب ويجّمل الحياة التي تستحق أن تعاش ملء القلب والروح والوجدان.

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المؤسسة العامة للسينما تعيد تأهيل صالات الكندي

تماشياً مع رغبة المؤسسة العامة للسينما في تقديم أفضل ما يمكن من أساليب العمل السينمائي، وتأكيداً لضرورة تأمين حالة عرض متقدمة ومتميزة لجمهورها، فإنها عملت ...