- حسام عبد الكريم
- الخميس 23 أيلول 2021
عمّان | كشفت الصحافة الفرنسية أخيراً عن تفاصيل العقد الهائل الذي وقّعه ليونيل ميسي والذي انتقل بموجبه من برشلونة الإسباني إلى نادي العاصمة الفرنسية، باريس سان جيرمان. وحسب التقارير فإن النجم الأرجنتيني سوف يحصل على ما مجموعه 95 مليون يورو خلال سنتين ـــ صافية بعد الضرائب ـــ كراتب وحوافز توقيع، أي إن ما سيجنيه ميسي سيصل إلى أكثر من 913 ألف يورو أسبوعياً وعلى مدى سنتين للاعب الذي يبلغ 34 عاماً من العمر (مدير النادي ليوناردو نفى ما تحدث عنه بعض التقارير، إلّا أنه لم يكشف عن أيّ أرقام بزعم الحفاظ على السرية). وراتب ميسي الجديد يحطّم كل الأرقام القياسية في عالم كرة القدم ويتخطّاها بفارق كبير. وكان النادي ذاته قبل أربع سنوات قد اشترى اللاعب البرازيلي نيمار بمبلغ قياسي أيضاً وصل إلى 222 مليون يورو وهو المبلغ المنصوص عليه لكسر عقده مع ناديه السابق (برشلونه أيضاً). ومع صفقة ميسي هذه يرتفع حجم إنفاق النادي الباريسي على اللاعبين وعقودهم إلى 1.90 مليار يورو منذ أن قامت قطر بشراء النادي قبل عشر سنوات (2011).
هذا الإنفاق المذهل على نادي باريس سان جيرمان يندرج في سياق المشروع القطري للبروز على الساحة العالمية كقطبٍ وراعٍ لكرة القدم، ويأتي استكمالاً للنجاح في كسب استضافة كأس العالم 2022 وكذلك احتكار شبكة (بي إن سبورت) القطرية لحقوق بث البطولات الكبرى في العالم لسنين طويلة وبمبالغ هائلة. وهو يأتي أيضاً في سياق التنافس مع جارتها الخليجيّة اللدودة الإمارات العربية المتحدة التي أطلقت مشروعاً مماثلاً أواخر سنة 2008 عندما قامت بشراء نادي مانشستر سيتي الإنكليزي وبدأت بالإنفاق عليه بسخاء لا محدود. وحسب الصحافة البريطانيّة فإنه وخلال اثني عشر عاماً من ملكيتها لمانشستر سيتي أنفقت أبو ظبي مبلغاً وصل إلى 2.05 مليار يورو كصفقات شراء ورواتب لاعبين ومدربين. وكان نادي مانشستر سيتي قاب قوسين أو أدنى هذا الصيف من ضمّ القطب الكروي المنافس لميسي، البرتغالي رونالدو، لولا أن اللاعب غيّر رأيه في اللحظة الأخيرة وقرر الانضمام إلى ناديه القديم مانشستر يونايتد بدلاً من السيتي.
الإنفاق المذهل على نادي باريس سان جيرمان يندرج في سياق المشروع القطري للبروز على الساحة العالمية
ومع كل هذا انحصرت الإنجازات والبطولات التي حققها الناديان لغاية الآن في الدوري المحلي (الإنكليزي والفرنسي)، بينما وبالرغم من هذا الإنفاق والأرقام المذهلة فإن الناديين (مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان) فشلا إلى الآن في الفوز باللقب الأكبر على الصعيد الأوروبي وهو دوري الأبطال، وهو الهدف الذي وضعته إدارتا الناديين نصب أعينهما، والذي إن تحقق سيعني دخول الناديين إلى نادي النخبة في كرة القدم على مستوى العالم.
أين السعودية من كل ذلك؟ الواقع أنها حاولت بدورها دخول السباق، وبشكل جدي. فقام ائتلاف تابع لصندوق الاستثمارات العامة السعودي في نيسان (أبريل) من عام 2020 بتقديم عرض شراء وصل إلى 300 مليون جنيه استرليني (350 مليون يورو) لنادي نيوكاسل يونايتد الإنكليزي العريق. ورغم حماسة صاحب النادي ورغبته في البيع إلا أنه تم إفشال المشروع بسبب ضغوط شديدة وحملات شنتها جهات يسارية وجمعيات حقوق إنسان وأحزاب وجهات صحافية في بريطانيا على مشروع البيع، المقترح بسبب سجل المملكة السيئ في حقوق الإنسان وغياب الشفافية المالية. وكان السطو الذي مارسته السعودية على حقوق بث مباريات كأس العالم والدوري الإنكليزي من خلال قناة القرصنة (بي أوت كيو) سبباً إضافياً لرفض العرض السعودي الذي لو قدر له التمام لرأينا صراعاً كروياً خليجياً، ثلاثياً، على الفوز بأعرق بطولات القارة العجوز الكروية. ولكن ذلك لم يحصل وبقي في الميدان ثنائي قطر ـــ أبو ظبي وحدهما للتنافس على ألقاب أوروبا بكل «عنفوانهما المالي».
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)