أكد وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن بعض الدول استخدمت جائحة كورونا وسيلة لاستهداف دول أخرى سياسيا واتهامها باختراع الفيروس والأسوأ من ذلك هو من تمادى في إجراءاته الاقتصادية القسرية المفروضة أحادياً على دول وشعوب لا تسير في ركبه.
وقال المقداد في كلمة سورية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: إذا كان كوفيد 19 يقتل مرة فهو يقتل مرات ومرات في ظل الإجراءات الاقتصادية القسرية غير الشرعية المفروضة على عدد من الدول.
وأوضح المقداد أن سورية ترحب بموضوع النقاش العام للدورة الـ 76 وهو “بناء القدرة على الصمود من خلال الأمل..” لكن هل ستكون بعض الدول متسقة مع العنوان وتوقف سياساتها الخاطئة التي تركت تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في العالم.
وأضاف المقداد أن سورية كانت إحدى أكثر الدول تضرراً من الجرائم الإرهابية التي تمت بدعم عسكري ومالي وإعلامي ولوجستي من دول معروفة بدعمها الإرهاب.
وأكد المقداد أن سورية ستواصل معركتها ضد الإرهاب حتى تطهير كل أراضيها منه وهذا واجب وحق غير قابل للنقاش أو المساومة ولن يثنيها عنه أي اعتداءات أو ضغوط خارجية أو أكاذيب جرى ويجري الترويج لها.
وبين المقداد: نقول لمن ما زال يراهن على الإرهاب ويستثمر فيه أن رهانه خاسر ومدمر لأن هذا الإرهاب سيرتد عليه عاجلا أم آجلا وسيدفع ثمنه الأبرياء كما حصل في دول مختلفة وهو الأمر الذي يجب أن نحرص جميعا على ألا يتكرر.
وأشار المقداد إلى أن النظام التركي لم يلتزم بمخرجات أستانا وتفاهمات سوتشي ذات الصلة بمنطقة إدلب حيث يواصل دعم التنظيمات الإرهابية ما حول هذه المنطقة إلى خزان للإرهابيين الأجانب بشهادة تقارير لجان مختصة في مجلس الأمن نفسه.
وأضاف المقداد: سورية تؤكد أن أي وجود أجنبي على أراضيها من دون موافقتها هو وجود غير شرعي ويشكل خرقا سافرا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ولقرارات مجلس الأمن التي تؤكد على الالتزام القوي بسيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامتها.
وشدد المقداد على أن احتلال القوات التركية والأمريكية لأراض سورية تحت ذرائع واهية وقيامها بسرقة ثروات الشعب السوري ومقدراته يجب أن ينتهي فوراً ومن دون قيد أو شرط.
وأكد المقداد أنه مثلما دحرت سورية الإرهاب من معظم أراضيها فإنها ستعمل بذات العزيمة والإصرار على إنهاء هذا الاحتلال بكل الوسائل التي يكفلها القانون الدولي.
وقال المقداد: سورية تحذر القلة من أصحاب الأجندات الانفصالية في شمالها الشرقي من مواصلة أوهامهم التي يرفضها الشعب السوري لأنهم بذلك يضعون أنفسهم في خانة القوى المتآمرة على وحدة سورية وسيتم التعامل معهم على هذا الأساس… مؤكداً على سورية منفتحة على أي مبادرات أو جهود سياسية صادقة وحيادية لمساعدتها في الخروج من الأزمة رغم العوائق التي تضعها دول ليست لها مصلحة في استقرار الوضع فيها.
وأضاف المقداد: نؤكد مجددا أن عمل لجنة مناقشة الدستور يجب أن يكون بملكية وقيادة سورية ومن دون تدخل خارجي انطلاقا من قاعدة أن الدستور وكل ما يتصل به هو شأن يقرره السوريون بأنفسهم..مشيراً إلى أن سورية تعمل بشكل حثيث ومتواصل لتأمين عودة اللاجئين والمهجرين لكن جهودها تصطدم باستغلال البعض لهذا الملف لتحقيق مآرب بعيدة كل البعد عن الأهداف الإنسانية ومصالح الشعب السوري.
وأشار المقداد إلى أن سورية تؤكد مجددا أن استخدام الأسلحة الكيميائية تحت أي ظروف ومن أي كان وفي أي مكان أو زمان هو أمر مدان ومرفوض ولذلك انضمت إلى اتفاقية الحظر وأوفت بالالتزامات الناتجة عن هذا الانضمام.. موضحاً أن بعض الدول تسيس ملف الكيميائي في سورية عبر توجيه اتهامات مفبركة مصدرها المجموعات الإرهابية ومن يدعمها واستغلالها لتقارير منظمة الحظر التي تفتقر إلى المصداقية والمهنية.
وشدد المقداد على أن سورية تعيد التأكيد على تمسكها بحقها في استعادة كامل الجولان المحتل حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967 وتشدد على أن إجراءات الاحتلال الإسرائيلي لتغيير معالمه أو فرض سلطته عليه باطلة وملغاة وليس لها أي أثر قانوني…مؤكداً أنه من غير المقبول استمرار عجز الأمم المتحدة عن إلزام “إسرائيل” بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ووقف انتهاكاتها وخاصة الاستيطان ودعم الإرهاب والتمييز العنصري والاعتقال التعسفي بحق أبناء الجولان.
وأكد المقداد أن قضية فلسطين هي القضية القومية المركزية لسورية التي لن تدخر جهدا في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله لاستعادة أراضيه المحتلة وكل حقوقه المشروعة وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس.
واضاف المقداد: سورية تجدد تضامنها ودعمها لموقف إيران في وجه الإجراءات الأمريكية غير القانونية المتمثلة بانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي…مشدداً على أن سورية تطالب بوقف كل أشكال الإرهاب الاقتصادي الغربي ضدها وضد إيران وفنزويلا وبيلاروس ونيكاراغوا وكوريا الديمقراطية.
وأشار المقداد إلى ضرورة تعزيز لغة الحوار والتفاهم بين الدول بناء على قاعدة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتساوي في السيادة واحترام القانون الدولي بما يؤسس لنظام عالمي جديد أكثر توازنا وديمقراطية وعدالة.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا